الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإخوان المسلمين : مسمار جحا اللعين .

أمياي عبد المجيد

2007 / 4 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يتذكر الجميع المشهد العسكري الصادم لمليشيا الإخوان المسلمين المشكل من طلبة الأزهر الذين قاموا باستعراض مهارات وفنون القتال بباحة جامعة الأزهر خلال الشهور القليلة الماضية ببزاتهم العسكرية والملثمين المتأهبين لشن حرب وشيكة ، وفي الحقيقة ذكروني بحرس الثورة الإيراني الذي كان يقوم أعضاؤه الشباب بنفس التحركات عندما كان يستعد هذا الجهاز العسكري بخوض الحرب ضد صدام قبل عقد ونيف . راق مزاج البعض في التفسير وذهب بهم الحد إلى رسم خريطة نهائية لهذه الجماعة وان أيامها معدودة على الساحة المصرية على الأقل .مع العلم أن تداعي هذه الجماعة في مركزيتها ( مصر حاليا ) ستتداعى معه كل الفروع عبر العالم ، إيمانا بالحكمة التي تقول إذا تداعى عضو في الجسد تداعت له كل أطراف الجسم الأخرى .
لكن رد فعل النظام المصري كان أكثر صدمة وأكثر غرابة ففي الوقت الذي كان ينتظر هؤلاء بتحرك حاسم ضد الجماعة لم يقم النظام إلا بخطوة وصفها المختصون بالتسكينية فقط اللهم إذا أخذنا في الحسبان بعض المعتقلين الذين يش2كلون العمود الفقري من زاوية التمويل ويتعلق الأمر برجال الأعمال المنتمين إلى الجماعة بغرض إجراء الخناق على الموارد المالية ربما خوفا من تحول الاستعراض الشكلي إلى حقيقة وذو قدرات مسلحة خطيرة تعيد إلى الأذهان تاريخ هذه الجماعة في الماضي القريب ، عندما كانت تقوم بتصفيات جسدية مع مجموعة من الرموز السياسية والفكرية .
قال محمد مهدي عاكف المرشد العام للجماعة في إحدى تصريحاته الصحفية مؤخرا : "لن تستطيع أي قوة أن تصيب جماعتنا بالشلل ، فنحن جماعة قائمة على أساس ديمقراطي ولنا منهج ورسالة نؤديها . هم اعتقلوا 300 أو 400 من كوادرنا الذين يعملون في العلن ، فماذا سيفعلون إزاء الآلاف من أعضاء الجماعة الذين ينتشرون في أرجاء مصر ، إن البعض من أركان النظام كانوا يتصورون أن الضربات المتلاحقة ستدفع الجماعة إلى الهياج والثورة والخروج إلى الشارع ".
إنها ثقة عالية بالنفس ، ترى ما سرها ؟ هل لان التنظيم يعرف أن أقطاب النظام يعيش أزمات كثيرة ( سياسية ، اقتصادية ، إرهابية ...) ومن شأن أي تصعيد مع الجماعة سيكون بمثابة الضربة القاضية لما تبقى له من ركائز يتشبث بها ؟
هناك تفسيران لما حدث بالأزهر يمكن أن نقيس عليهما إستراتيجية الجماعة خلال السنوات القادمة :
- الأول : أرى أن الجماعة استغلت الحرب الإسرائيلية ضد حزب الله لتعرض على أنظار المصرين قدراتها العسكرية فيما يخص العمل القتالي وتبريرها بالاستعداد التام لمساندة حزب الله في حربه في حين تغاضت الأطراف العربية والإسلامية على مساندة الحزب.
- الثاني : محاولة التشويش على النظام لخلط الأوراق وشد الخناق عليه وتعتيم صورته وسط الشعب المصري حتى يستفز ويقوم بردة فعل ستؤجج مشاعر المصريين،خاصة أن هذه الفترة التي تمر بها مصر حساسة ومن شان أي تصعيد أن بحول الحالة المصرية إلى ساحة مفتوحة على مواجهات متعددة هذا من جهة . هناك رغبة حثيثة لدى الإخوان لقياس ردة فعل النظام إزاء أي مليشيا عسكرية قد تكون في المستقبل في أجندة التنظيم إن لم نقل أنها تنشط حاليا من جهة أخرى .
الإخوان المسلمين يشتغلون في السر هذا عامل قوة للجماعة لا يمكن تجاهله بكل سهولة بقدر ما يجب على الدول التي تعاني من هذا التنظيم خاصة مصر أن تجد طريقة أخرى للنفاذ إلى نواته ومحاولة تفكيكها بكل مرونة مع العلم أن الدولة المصرية قادرة على ذلك بعيدا عن التنكيل والأساليب التقليدية التي بينت أن الجماعة تزداد قوة مع كل تصعيد من هذا النوع .
قد يرى البعض أني أتحامل على الجماعة لكني أنا أعطي التصور الذي تهدف جميع الأنظمة للوصول إليه دون أن تعرف الصيغة الصحيحة إلى ذلك . ولكنني أرى أيضا أن الصيغة الحالية التي تشتغل بها الجماعة بكل حيوية ونشاط تحيلنا إلى سؤال جوهري : لماذا تستمر الجماعة في العمل بهذا النشاط ؟ بعيدا عن التأويلات الاعتيادية ، أنا أرى بان هناك إستراتيجية من النظام المصري ترغب في جعل الجماعة مسمار جحا في كل زمان بحيث أن استمرارية الجماعة تمكن من تمرير مجموعة من الأهداف السياسية التي يتوخاها النظام فمثلا التعديلات الدستورية التي جرت المصادقة عليها مؤخرا لم تقتصر على منع تشكيل الأحزاب ذات المرجعيات الدينية وإنما أيضا هناك مواد لا تتعلق بأي عمل إسلامي - سياسي ولا يمكن للنظام أن يمررها إلا بوجود هاجس حقيقي . وهذا يتأكد لنا أيضا باشتغال المرشد العام للإخوان بكل حرية دون تضييق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نائب فرنسي: -الإخوان- قامت بتمويل الدعاية ضدنا في أفريقيا


.. اتهامات بالإلحاد والفوضى.. ما قصة مؤسسة -تكوين-؟




.. مقيدون باستمرار ويرتدون حفاضات.. تحقيق لـCNN يكشف ما يجري لف


.. تعمير-لقاء مع القس تادرس رياض مفوض قداسة البابا على كاتدرائي




.. الموت.. ما الذي نفكر فيه في الأيام التي تسبق خروج الروح؟