الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


--8 المؤسسه العسكريه العراقيه بين ماض معتم وحاضر مشوه

جمال حامد الناصري

2007 / 4 / 13
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


مطلع كانون الثاني 2004 تاسست وزارة الدفاع العراقيه الجديده على انقاض وزارة متجذرة في قدمها ومتاصله في نفوس العراقين ومشاعرهم ابتداء من تاسيس الدوله العراقيه الحديثه في 1921.خضعت هذه الوزاره لنظام المحاصصه المقيت الذي جبل عليه نظام الدوله العراقيه الحالي فهي الند لوزارة الداخليه حسب التقسيمه الطائفيه البشعه فاءذا كان وزير الداخليه شيعيا بالضروره يكون وزير الدفاع سني والعكس بالعكس .وكاءن الوزير هنا يمثل طائفته ولا يمثل وطنا وشعب بكل اطيافه ومكوناته التي تتسم بها الطبيعه المزركشه للمجتمع العراقي .علما ان وزارة الدفاع من الوزارات السياديه المهمه في هرم الدوله وهيكليتها فهي العمود الفقري الذي تستند عليه الدوله في حفظ امنها ونظامها الداخلي ناهيك عن سلامة الوطن والدفاع عن حدوده الخارجيه لانها المرجعيه الرئيسيه للجيش الوطني .وهي ممثله للعراقين جميعا وولائها لشعبها ووطنها وليست منحازه او متخندقه مع حزب او تيار اوطائفه
.فضلا عن ان نظام المحاصصه انعكس علىالهيكليه الداخليه لاقسام ودوائر وهيئات الوزاره نفسها والذي انسحب هو الاخر على افراد ومنتسبي كل قسم او دائره مما ادى إلى خلق حالة من التشرذم والتفكك والانحلال والى و قوع الوزاره في مستنفع التكتلات والشلل والانقسامات الفؤيه الضيقه .فالاف من المنتسبين ومن مختلف الرتب لايجمعهم جامع ولا هدف موحد مختلفي الاتجاهات والاهواء والامزجه فلا وطن ولا دوله ولا نظام تشعر انهم ينظون تحت سقفه لهذا يستشري التسيب والانفلات وانعدام الحرص والمسؤليه والحفاظ على المال العام. فالفساد الاداري والمالي من قمة الهرم إلى القاعده ينخر في مفاصل و عروق الوزاره ومؤسساتها وعلى درايه وعلم من القيادات العليا في الدوله ومن سلطة التحالف نزولا إلى هيئة النزاهه والى الاعلام المرئي والمسموع .تعاقبت هذه الظواهر والسلبيات على كل الحقب والمراحل التي مرت بها الوزاره ولم تقتصر على مرحله دون اخرى من تشكيل النظام الجديد إلى يومنا هذا .فهناك المليارات التي هدرت لشراء الاسلحه الفاسده والمستهلكه والكثير من العقود والاتفاقيات الوهميه مع شركات واشخاص لشراء اسلحه ومعدات وطائرات عسكريه ظلت حبر على ورق دون ان تجد لها اصول او جذور يستدل على وجودها. فضلا عن ان الكثير من الاسلحه والاعتده يسرب إلى الميليشيات والاحزاب من المنتسبين داخل المؤسسه العسكريه والقسم الكبير من هذه الاسلحه يباع في الاسواق ولدى المهربين والباعه . لهذا يتحجج الامريكان بعدم تسليحهم للجيش العراقي بالسلاح الحديث خشية من تهريبه إلى الميليشيات والمناؤين المسلحبن وتؤكد معلومات استخباراتهم ان الارهابين يحصلون على اسلحتهم من داخل المؤسسه العسكريه ومن مصادرها لكن((الوضع الامني المعقد لايسمح بالكشف عن مثل هذه المعلومات )) وثمة تقارير تؤكد على اختفاء 378 الف قطعة سلاح من مستودعات وزارة الدفاع وهناك مصادر مطلعه في الحكومه تحدثت عن سرقة اربعة الاف طن من مادة السي فور الشديدة الانفجار إلى جانب اسلحه ومعدات وذخائر . وتخضع هذه السرقه إلى التحقيق من قبل الاجهزه المختصه والتي لايمكن ان تحصل دون تنسيق واتصال مع كبار الضباط والمسؤلين داخل الوزاره )) هذه المعلومات نوه عنها السيد وزير الدفاع الحالي في مؤتمره الصحفي الذي عقده في لندن في 19/3/2007 (ان اغلب اسلحة وزارة الدفاع تتسرب إلى الميليشيات وان هناك الملاين التي تصرف كرواتب لمنتسبين غير حقيقين )) فمن بين الف جندي هناك 300 لا يعلم اين تذهب رواتبهم ومستحقاتهم او لا وجود لهم اصلا .في الغالب تكتشف هذه السرقات والاختلاسات ويشكل بها مجالس تحقيقيه لكن المؤثرات والضغوطات الحزبيه والمحسوبيه والمنسوبيه تميعها وتركن تحت طيات وملفات الاهمال والنسيان واحيانا يكافئ المرتكبين والمختلسين بنقلهم إلى اماكن انجع واثمر لهم من سابقاتها.
بتوجيه من سلطة التحالف خصصت الدوله لكل جندي او منتسب 11 دولار تصرف لهم ارزاق يوميه .ما يحصل فعلا ان الجندي لايستلم الا ماقيمته ثلاث دولارات فقط والباقي يتقاسمه المتعهد مع المسؤلين في الوزاره او المؤسسه .فتخيل كم هو عدد المنتسبين من ضباط ومراتب ومدنين لهذه المؤسسه وكم هو المبلغ الذي يدر إلى السراق والنهابين يوميا من الفارق بين ما هو مخصص والمصروف الفعلي .وايضا يحدث هذا تحت بصيرة المسؤلين ودرايتهم لكن دون أي حساب او متابعه.
.هذه الامثله التي سردتها غيض من فيض ولم تكن من بنات افكاري وتكهناتي وانما استنبطتها من مصادرها الموثوقه التي لا يرقى اليها الشك.
بهذه الكيفيه المهلهله والمهترئه حد النخاع تتعامل مؤؤسستنا الوطنيه مع عدو حاقد مدرب ومتمرن متسلح بعقيدة سوداويه جهنميه يبسط لها كل ما تنثه سمومه وكراهيته لشعب العراق ونظامه الديمقراطي الوليد .
واذا كانت تطلعات العراقين وطموحاتهم في بناء عراق حر ديمقراطي برلماني دستوري منتخب من قبل الشعب وتحت رغبته تذوب فيه الفوارق الطبقيه والاثنيه والطائفيه والشعب فيه مصدر السلطات لايتحكم في مصيره ومقدراته حزب او فئة او تيار او دكتاتور يقفز في غفلة من الزمن ليقول انا ربكم الاعلى فاطيعوني.
.وازاء هذا الحلم المنمق الجميل الذي يداعب عقولنا ومشاعرنا في نظام الحكم الذي نرتئيه ونأمل فيه الخير والمستقبل في حفظ سيادتنا واستقلالنا وارجاع كرامتنا المسلوبه بعد زوال الاحتلال وبسط نفوذنا وسيطرتنا على امننا ووطننا وثروتنا من خلال تاسيس جيش قوي قادر على الدفاع عن حياض وطننا وسلامة حدوده امام هجمات المغرضين المتسللين الذين يريدون شرا بنا.
وعلىان يكون قادرا على تلبيت متطلبات امننا وحمايتنا من الارهابين والتكفيرين والصدامين ومن كل من يروم بالعراق وشعبه الخراب والدمار و الاهانة والاذلال والفتك بالارواح البريئة المسالمه .
ومن وجهة نظر مستقلة مخلصة لوطنها وشعبها ومن تجربة مريرة عشتها في احضان هذه المؤسسه نسجت لي روىء وتصورات متواضعه اود ان اطرحها لعلها تجد حيزا بين كل الافكار والاراء المتزاحمه لدراسة وتحليل حاضر مؤسستنا العسكريه وآفاق مستقبلها.
ان يبتعد الجيش عن السياسه والتحزب وينآى بنفسه عن الافكار والمفاهيم والايدلوجيات الحزبيه التي لم تورث الا الخراب والدمار لبلدنا من خلال مسلسل الانقلابات التي اضطلعت بها القيادات السياسه المتعاقبه .
ان يبنى على اسس ومبادئ الجنديه السليمه بمهنيتها وحرفيتها وان يلتزم بالقيم والمثل الوطنيه الصادقه دون الانجرار وراء العواطف والمعتقدات الطائفيه والعرقيه .وان ينصب جهده وتوجهه بالدفاع عن حدود الوطن وسلامته وصون سيادته واستقلاله والحفاظ على امنه واستقراره الداخلي والذود عن ابناء شعبه من المفسدين والحاقدين .
ان يحترم ارادة الشعب العراقي في اختياره لنظام الحكم الذي ارتآه واعطى التضحيات الجسام من اجل الوصول اليه .عليه الابتعاد عن كل الصراعات السياسيه والحزبيه والطائفيه وعدم التدخل في سياسة الدوله ونهجها واسلوبها في قيادة العمليه الساسيه وعليه احترام وتقدير مؤسساتها الدستوريه وهياكلها الاداريه.
الاعتماد على اسلوب خدمة الاحتياط كما معمول به في الدول المتحضره وتنظيم ضوابط واسس التطوع للقوات المسلحه لا على اساس الولاءات الطائفيه والمذهبيه والعرقيه او المحسوبيه وانما يراعى الانتقاء على ا لاساس النوعي وليس الكمي باختيار العناصر الكفوئه والمتعلمه والماهره ومن ذوي السمعه الجيده والسلوك الحسن مع مراعاة اللياقه البدنيه والصحيه.
التركيز على الهويه الوطنيه في الجيش وخلق وتوعية منتسبيه على الشعور بالانتماء للوطن والشعب وجعلهما فوق كل اعتبار وليس للسلطه والحكام .وتغذية المنتسبين بالشعور بالمسؤليه من خلال الاقناع والتوعيه والتوجيه وان يكون الشعور الفردي مكملا لشعور الوحده والجيش الذي ينتمي اليه وهذا الشعور المشترك يساعد الجندي على الثبات والصمود والتصدي لمحاولات اجهاض العمليه السياسيه من اعداء الوطن والشعب .
تغذية الجنود والضباط بروح الالفه والانسجام والاحترام المتبادل المبني على الضبط الواعي المهذب والابتعاد عن الاسلوب التعسفي والقسري غير المسؤل الذي يثير الكراهيه والحقد.
انشاء المدارس والمعاهد والكليات العسكريه المتخصصه لرفد الجيش بالطاقات المتعلمه والواعيه بالقيم والمفاهيم العسكريه .
الاهتمام بالتدريب وتكثيفه على مستوى الفرد والوحده والتشكيل لان التدريب ينمي القابليه البدنيه ويساهم بخلق المهاره والكفاءه باستخدام السلاح ومعرفة فنون القتال المختلفه.ويشعر الافراد بالزماله والاخوه ويقوي علائقهم وروابطهم ويخلق بينهم الشعور بالفخر والثقه حيث تذوب العزله والانفراديه وتعزز الروح المعنويه الجماعيه بين الافراد والتي تؤدي بدورها إلى التماسك والثبات
و حب الوطن والاخلاص والولاء له ولقيادته.
وضع القائد المناسب في المكان المناسب دون النظر إلى خلفيته السياسيه وانتمائه الطائفي والمناطقي . فالقائد مثل الجندي الاعلى هو الذي يرفع عنده روح الاقدام والتضحيه ويعزز ثقته بنفسه ويدفعه إلى الصمود والتصدي.
رفع الروح المعنويه بين الافراد لغرض تماسك الوحده وترابطها وتحسين ادائها. فالخوف والاستسلام والتهيب صفات ناجمه عن ضعف الشخصيه وانخفاض الروح المعنويه عند المقاتل لذا يجب ادراك هذه المساله وتلافيها من خلال التدريب والندوات والمحاظرات الثقافيه التي تزرع الثقه لدى الافراد وتعزز روح المواطنه والشجاعه في نفوسهم.
تسليح الجيش باسلحه حديثه فاعله متطوره وبما يتوائم ومقتضيات المرحله الحرجه التي يمر بها بلدنا حيث يقاتل الجندي ألان بجسده وليس بسلاحه الذي لايضاهي سلاح خصمه .واعادة تشكيلات الجيش بكل صنوفها البريه والجويه والبحريه وتجهيزها باحدث الاجهزه والمعدات التي تحاكي التطور العلمي والتكنولوجي في عصرنا الحاضر.
على الدوله ان تضع ميزانيه محدده لوزارة الدفاع بالشكل الذي يؤدي إلى سد احتياجات الوزاره وما يتناسب مع متطلبات الدفاع والحفاظ على الامن الوطني على ان تخضغ إلى رقابه ماليه صارمه دون ان تترك سائبه بلا تدقيق ومحاسبه.
تطهير المؤسسه العسكريه من الشوائب والعناصر الهزيله التي تسللت اليها من المحسوبين على الميليشيات والاحزاب ومن افراد النظام السابق الملطخه اياديهم بدماء العراقين.و تشذيبها من الوصولين والانتهازين المتزلفين الذين سامونا خسفا وهوانا ايام عزهم وتنمرهم في العهد المباد متلبسين باخلاق وسلوكيات قائدهم الفذ .حيث سنحت لهم الفرصه بان يجدو لهم موطئ قدم يعيثون
من خلاله فسادا وتنكيلا بالشرفاء والوطنين الذين عادو إلى المؤسسه العسكريه بدافع الحب والاخلاص للوطن وتجديد هذه المؤسسه بحلة جديده تتماشى ومتطلبات نظامنا وعراقنا الجديد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن: لن نرسل الأسلحة لإسرائيل في حال شنت هجوما واسعا على ر


.. مراسلنا: قتيلان في غارة استهدفت سيارة في بلدة بافليه بقضاء ص




.. فايز الدويري: لا تزال معركة رفح في بدايتها ومعالمها ستتضح خل


.. نواب أمريكيون يعدون تشريعا لتهديد مسؤولي الجنائية الدولية..




.. شهيدان وجريح في استهداف مسيرة إسرائيلية سيارة في بلدة بافليه