الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بؤس ثقافة

محمود نزال

2007 / 4 / 13
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


من المعروف أن النفس البشرية تحمل قيم الخير وعلى نقيضها قيم الشر، ومدى تغليب احداهما عن الأخرى يعتمد على درجة تهذيب النفس الذي يعتمد على المرتبة والدرجة المعرفية والعلمية، فكلما زادت عملية الاكتساب للمعرفة والمعلومات، تخطت النفس مراتبها المتدنية نحو مراتب أعلى وأكثر سموا وأخلاقا مما يؤدي إلى تهذيب النفس من شرورها المتأصلة. لكن لابد هنا من التمييز بين سمتين متناقضتين وهما سمة الغيرة وسمة الحسد.
إن سمة الغيرة إذا ما كانت ضمن المعقول وبحدود متوازنة يمكن تصنيفها ضمن قيم الخير حيث أنها تعمل على تحفيز الفرد واستنهاضه من اجل الحفاظ على ذاته، ومحاولة تفجير الطاقات الكامنة من اجل الوصول إلى الأهداف من خلال منافسة شريفة مشروعة وأخلاقية. بينما فيما يتعلق بالحسد فهو يسكن ويستأصل في النفس الدنيئة والخسيسة، المتجاهلة أو الجاهلة بقدر الآخرين والتي تسعى جاهدة للانتقاص من شانهم واهمة إعلاء شأنها كونها تفتقد للقدرة على التنافس الحر والشريف للتفوق على الآخر. فتعمد إلى التقليل والحط من قدر الآخرين الأكثر نجاحاً وكفاءة. ولكن إذا تعدت حدودها المتوازنة أصبحت حالة مرضية تتخذ من أساليب الشر مسلكاً لتحقيق الرغبات وحينئذ تسبب الضرر للآخرين.
من الجدير ذكره انه يوجد مراتب متعددة للحسد في النفس المريضة الجاهلة، ففي اغلب الحالات التي تسود المجتمعات المتخلفة تصل النفسية إلى مستويات متدنية حيث تبدأ النفس بالربط بين نجاح الآخرين وفشلها. ولكن من منظور علم النفس فمن المفترض عندما تصل النفس إلى هذه الحالة يجب أن تسعى لتحقيق النجاح لمنافسة الآخرين، ولكن للأسف حين تفتقد النفس القدرة على منافسة الآخرين فان حالة الحسد تتصاعد لتشكل حالة مرضية تعكس وتحفز الأوجه الشريرة من النفس البشرية الجاهلة، وفي هذه المرحلة تترجم النفس هذه الأوجه من خلال الحقد والكراهية واستغابة الآخرين ظنا منها أنها تحط من قدرهم واهمة أنها تعلي شانها الوضيع. من الجدير ذكره، أن الحسد يأخذ أشكالا متعددة وبشكل عام تعتبر حالة الحسد في المجتمع صفة غير حميدة وغير صحية وتعبر عن ذات حاقدة تشعر بالنقيصة من نجاح الآخرين نتيجة عدم قدرتها على خوض المنافسة معهم أو أنها أنانية مفرطة تحب الخير لنفسها وتحجبه عن الآخرين إن استطاعت. كما أنها تعتبر صفة مذمومة في القيم الدينية والاجتماعية، لأنها غير مشروعة وتصيب الآخرين بالأذى المتعمد دودن وجه حق. ان النفس المنحطة والوضيعة التي تجسد الحسد تسلك مسالك ضالة ومضللة لتحقيق رغباتها في محاولة لإشباع جشعها لممارسة ساديتها، تصل هذه النفس إلى حالة تصبح فيها غير مبالية بالإهانة والاحتقار. تتمادى وتكابر حتى يصل بها الحال إلى الاستعداد لتحمل الإهانات ونظرات الاحتقار، فهي من جهة حمقى ومن جهة أخرى خسيسة كونها نفس جاهلة تحاول أن تجد لها موضع قدم في المجتمع دون جدوى، متخذةً من كل أساليب القبيحة سلوكاً ونهجاً لإشباع جشعها.
كثيرا ما نجد ونسمع أناس تهذي في الكلام الفارغ وعديم الجدوى ويبدون آراءهم في أمور لايعوها دون أن يطلب منهم ذلك. وذلك لأن انحطاطهم يدفعهم للبحث عن دور لهم في المجتمع دون أن يدركوا أنهم يكشفون عن ذواتهم الجاهلة أمام المجتمع.
وكثيرا ما نرى أناس يسعون لمساعدة الآخرين ولكن يلحقون الأذى بهم لأنهم يتخذون من الخديعة والجهل سبيلاً لتحقيق رغباتهم. للموضوع تتمة..............








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغم المعارضة والانتقادات.. لأول مرة لندن ترحّل طالب لجوء إلى


.. مفاوضات اللحظات الأخيرة بين إسرائيل وحماس.. الضغوط تتزايد عل




.. استقبال لاجئي قطاع غزة في أميركا.. من هم المستفيدون؟


.. أميركا.. الجامعات تبدأ التفاوض مع المحتجين المؤيدين للفلسطين




.. هيرتسي هاليفي: قواتنا تجهز لهجوم في الجبهة الشمالية