الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صلاتي نجاتي

ابراهيم سليمان

2007 / 4 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لا أجد عبارة أكثر صدقا وتعبيرا عن واقع الصلاة لدينا مثل عبارة ( صلاتي نجاتي ) .. فعلا صلاتي نجاتي .. نجاتي من غول المجتمع ومن ملائكة العذاب والاستبداد فيه قبل أن تكون نجاة من عذاب الآخرة وملائكة الجحيم أللذين ربما يكونوا أكثر تفهما وأرحب صدرا من إخوانهم في أرضنا المباركة ..
لهذا أقول وأنا متأكد من صحة قولي أن السعودي الذي لا يصلي في المسجد غبي .. الذي لا يراه الناس وهو يذهب ويجيء للمسجد ليشهدوا له عند اللزوم هو أغبى الأغبياء .. ويشبه من لا ينتمي للحزب الحاكم في الدول ذات الحزب الواحد أي مثل من لا ينتمي للبعث في سوريا أو من لا ينتمي للحزب الشيوعي أيام ستالين أو الحزب الاشتراكي القومي في ألمانيا الثلاثينات أو الحزب الاشتراكي في كوريا الشمالية .. من لا يصلي في المسجد ليس غبي فقط ولكنه مغامر وفي خطر ..
فإذا داومت على الصلاة جماعة في المسجد يفترض أن تنجو من عذاب الآخرة أولا .. / رغم أن هناك متطلبات أخرى للجنة لا تكفي الصلاة وحدها ولاتهم علانيتها .. / لكن الأهم أن الصلاة العلنية المشهودة تنجيك من السقوط الاجتماعي وأحيانا من مصيدة السجن .. كما تمنحك قوة في مواجهة أي خصم تلاقيه في خضم الحياة وتستطيع أن تدخل أصابعك في عيونه بذلك الصك الهام الذي ينجيك من عذاب الناس .. صك غفران يمنحه لك إمام المسجد ويشهد فيه على إيمانك وصلاتك خلفه فتنفتح أمامك أبواب الغفران والتسامح والعفو وتنغلق أبواب العذاب .. وهذه الوثيقة من متطلبات المحاكم و إبراء الذمة واخذ الدين أو النظر في التأجيل وشهادة عامه على الفضيلة وحسن السير والسلوك ويمنحها أئمة المساجد ويختمونها بختمهم .. ! من لا يصلي والحال بمثل هذه الخطورة .. ؟ من يضمن أن لا يحتاج إلى تلك الورقة الثمينة .. حتى بعض القروض المالية أصبحت من متطلباتها !
من يصلي فهو ذكي ويعرف من أين تؤكل الكتف ..! لان هذا المجتمع صمم و بني والمسجد هو محور الحياة فيه فهو يحتوي الأعراف والعادات والتقاليد وقد عرف الأذكياء أن أسهل طرق النجاح واكل عقول العامة في مجتمعنا تمر بالمسجد .. أولا وقبل كل شيء المسجد ثم ما شئت من ضلالات سريه ..! صلاة ولحيه وبعض التمسك بالعادات وتجد الكل يضرب لك تحيه .. بينما إذا لم تصلي تتجرد من إنسانيتك ومن أدميتك ومن كل حقوقك ويستطيع اطقع واحد وأكثر الناس بلاهة وسقوطا أن بحجرك ويضع في فمك قنبلة .. إذا صليت تكبر في عيونهم وتحمي حياتك وكأنك سيجت نفسك بمضاد للفيروسات وإذا كنت أكثر ذكاء وربيت لحيتك وقصرت ثوبك أربعة سنتيمترات وذهبت للمسجد أبكر بأربع دقائق وخرجت منه بعد أربعين ثانيه من انتهاء الصلاة وحفظت بضع مقولات وقصص تستطيع أن تركب على ظهورهم وتطأهم بأقدامك ..
إذا صليت في المسجد تستطيع الحصول على زوجه بسرعة وبلا عناء .. لان لا احد يزوج من لا يصلي في المسجد ويشهد على صلاته ( الإمام لصلاة الفجر ! ) ثم الجيران في السكن والزملاء في العمل .. إذا صليت لا يستطيع احد أن يسحبك من جيبك وكأنك لص أو قاطع طريق إلى مقر الهيئة لتوقع على تعهد بعدم التهاون في الصلاة جماعة في المسجد .. إذا وقعت في مشكلة صك شهادة الإمام المختومة تشفع لك عند القاضي بما لا يقدر عليه اكبر محامي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي


.. التحالف الوطني يشارك الأقباط احتفالاتهم بعيد القيامة في كنائ




.. المسيحيون الأرثوذوكس يحيون عيد الفصح وسط احتفالات طغت عليها


.. فتوى تثير الجدل حول استخدام بصمة المتوفى لفتح هاتفه النقال




.. المسيحيون الأرثوذكس يحتفلون بعيد الفصح في غزة