الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المدرس في ظل واقع ذاتي وموضوعي متغير :المغرب نموذجا

حميد هيمة

2007 / 4 / 16
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


1- تأطير نظري: المدرس، التعليم في سياق عام متحول وضاغط:

شكلت التحولات الاقتصادية والتفجر العلمي والمعرفي؛ وثورة تكنولوجيا الإعلام والتواصل، وتنامي المطالبة بتجسيد الديمقراطية في كل مناحي الحياة، والاهتمام بالتنمية البشرية في أبعادها الأج، والثقافية وامتدادتها الإنتاجية – منطلقا أساسيا لمراجعة الأصول العلمية والثقافية لمهنة التدريس. في هذا السياق بدأ يحظى تكوين المدرسين رأس الرمح في الخيارات الإستراتيجية التي تنشد الإستثمار في التعليم وفي الثروة البشرية. بهده الرؤية؛ فإن مدارس تكوين وتأطير المدرسين هي ،في حقيقتها، مؤسسات إنتاجية؛من خلال ماتقدمه من مدرسين ذوكفايات وقدرات ومهارات يحتاجها المجتمع لضبط وتيرثه التطورية في سياق التنافسية العالمية. فكيف هو الوضع الإداري والاجتماعي للمدرس في بلادنا، على الأقل نظريا ؟.

2- المدرس : من خلال الميثاق الوطني للتربية والتكوين - يناير 2000 :

أفرد "الميثاق الوطني للتربية والتكوين " في المجال الخامس من القسم الثاني للتسليط الضوء على الموارد البشرية ؛من حيث وضعها المادي أو الاجتماعي، والإداري ،،، في الحال والاستقبال.ووعيا منه "بأن تجديد المدرسة رهين بجودة عمل المدرسين.." وبتكوينهم المتين وبإنصافهم قانونيا؛ لذلك حث على "التكوين الأساسي للمدرسين.." في ضوء التطورات التربوية والبيداغوجية؛ حتى تتمكن أطر التربية والتكوين من مواكبة مختلف المتغيرات الاجتماعية والبيداغوجية، بل وقيادة هذه التحولات بما يخدم المسيرة الارتقائية لبلدنا.
كما ركز- الميثاق – على ضرورة إيلاء التكوين المستمر وإعادة التأهيل أهمية خاصة، بغية تحسين الكفايات والأهداف الملائمة للمستجدات التعليمية والبيداغوجية؛ وفي ضوء حاجة الفئات المستهدفة واقتراحات مختلف الشركاء.ولإنجاح عملية التجديد التربوي وتطويره، وإيمانا منه بالدور ألطلائعي للمدرس في هذه العملية، اجترح الميثاق الوطني ..." ثلاث ركائز أساسية لتحفيز الموارد البشرية : تحسين الوضعية الإجتماعية ؛ الإعتراف بالاستحقاق؛ الإنصاف القانوني.
-
3- المدرس والتحولات البيداغوجية:
1.3- المدرس في ظل النموذج التقليدي:
يركز هذا النموذج على الإخبار ونقل المعلومات مع التقليل من أهمية التواصل البيداغوجي.
وتنطلق وظيفة الأستاذ من المدرس/ الشمس نحو كل تلميذ على حدة. وقد قدم "كومينوس" وصفا دقيقا لذلك بقوله : يجب أن يبق فوق(المدرس) منصته ؛بحيث يبقى الطلبة تحث مستوى ناظريه... ولا يسمح لهم بعمل أي شيء سوى الإنصات والنظر إليه .." (محمد الدريج،التدريس الهادف، ص 55). وتكون العلاقة التربوية محكومة بمظاهر السطوة والسلطة السائدة في المجتمع؛ دلك لأن النموذج التربوي يعيد إنتاج النموذج المجتمعي المهيمن؛

2.3- المدرس في ظل النماذج الحديثة
يلعب المدرس في هذه النماذج دورين هما:
المدرس المنسق: فالمدرس هنا، لايحتكر قنوات التواصل بل يعتبر واحدا من الجماعة، ينحصر دوره في تأمين وجود قنوات التواصل. أي يلعب دور المنسق.
المدرس المستشار : ينحصر دوره في توفير الوسائل الضرورية للتعليم، ولا يتدخل بعد ذلك سواء لتوجيه المتعلم أو في التأثير عليه.فالأستاذ ليس معلما وإنما مستشارا ليست له أي سلطة في التشريع، التنفيد، الحكم.

4- تكوين المدرسين على أرضية بيداغوجية الكفايات :
تحديد نظري أولي:
يهدف برنامج تكوين المدرسين على أساس الكفايات- إعداد المدرسين على الأداء والممارسة،مع التقليل من المعلومات والمعارف النظرية لاقتصاد الجهد والنفقات والوقت حسب
سهيلة محسن كاظم الفتلاوي .
2،4- مقترحات عملية لتكوين المدرسين على أساس الكفايات:
إذا كان المدرس، سابقا، يتموقع في الجبهة الأمامية لمواجهة جيوش الجهل، فإن دوره اليوم انضاف إليه مواجهة ومقاربة مشاكل وتعقيدات الحياة اليومية : البطالة نموذجا. مما فرض عليه تعديل مهامه.وحتى يتمكن الأستاذ من الخوض في هذه المعركة وجب تسليحه بالكفايات التالية:

1- أولوية التكوين التطبيقي الفعلي بذل العناية بالمعرفة اللفظية؛
2- الإفادة من التكنولوجية، باستخدام القواعد العملية في التخطيط؛ فضلا عن استخدام الدعامات الديداكتيكية المختلفة وخاصة التكنولوجية و المعلوماتية؛
3- تدريبه على ممارسة عمليات عقلية عليا؛
4- تعويده على البحث والتقصي.
(محمد مكسي،التكوين بالكفايات، ص 42،43)

ولإنجاح عمل المدرسين، نقترح خلاصات عمل مشترك بين البنك العالمي والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تحت إشراف :"أكاديمية تنمية التربية الأمريكية" عمل على إنجازها : هيلين كريك؛ ريدشارد كرافت، وخلاصتها
هي
1-أن مردودية أي منظومة تربوية تبدأ من مردودية المدرسة، التي تبقى مردوديتها متوقفة على مردودية المدرس؛ لذلك يجب توظيف المدرسين الميالين للمهنة " (مجلةعلوم التربية المجلد III العدد 21-2001 ص 131)؛
2- قدرات الأستاذ التواصلية، وعمق معرفته بمادته؛
3- قدرته على الملاحظة والتقويم والتفكير المهني؛



المراجع المعتمدة:
محمد الدريج، التدريس الهادف:1 مساهمة في التأسيس العلمي لنموذج التدبير بالأهداف التربوية،البيضاء، مطبعة النجاح الجديدة 1991
اللجنة الخاصة بالتربية والتكوين، الميثاق الوطني للتربية والتكوين، يناير 2000
محمد مكسي، جودة التعليم : من الكفايات إلى المهارات، منشورات هدى التضامن.ط 2005.
المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، إعداد معلمي المدرسة الإبتدائية والمدرسة الثانوية ، تأليف : جوزي بلاط جمينو/ ريكاردو مارين ايبانيز، ترجمة : عمر حسن الشيخ، سامي خصاونه، تونس 1986
الحسين جحاد، مجلة علوم التربية،


- أستاذ مادة الاجتماعيات ، السلك التاني ، سيدي يحي الغرب *









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجورجيون يتحدون موسكو.. مظاهرات حاشدة في تبليسي ضد -القانون


.. مسيرة في جامعة جونز هوبكنز الأمريكية تطالب بوقف الحرب على غز




.. مضايقات من إسرائيليين لمتضامنين مع غزة بجامعة جنيف السويسرية


.. مظاهرة في العاصمة الفرنسية باريس تطالب بوقف فوري لإطلاق النا




.. ديوكوفيتش يتعرض لضربة بقارورة مياه على الرأس