الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليس من الصعب حل الميليشيات في العراق

سلام الامير

2007 / 4 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لقد عانت الأمة العراقية من النظام المقبور البعثي المتخلف ما لم تعانيه أي أمة من الأمم أو أي شعب من الشعوب على مدى تأريخ البشرية الحديث فقد كان ذلك النظام يمارس مع ابناء شعبه أبشع الجرائم وبكافة الطرق والوسائل التي تقشعر لذكرها الأبدان فهل كان أبناء الأمة قد سلموا أمرهم إلى الله ولم يقوموا بأي عمل بطولي لمواجهة ذلك الطغيان والجبروت أم أنهم بذلوا ما بوسعهم من أجل خلاصهم منه الحقيقة الحقة أن الشعب العراقي واجه ذلك النظام بما لم يواجه بمثله وقدم التضحيات الجسام من أجل حريته وخير دليل وشاهد على تضحيات الشعب المظلوم والذي شاهده كل العالم هو المقابر الجماعية التي خلفها النظام البائد المقبور شاهدا للتاريخ ليثبت جرائمه وظلمه فقد قدم الشعب العراقي قافلة من الشهداء الأحرار تعد بمئات الالاف ولم تثبت أي أحصائية إلى الآن العدد الصحيح لأنه ما زال يكتشف بين الحين والآخر مقبرة جديدة تضاف إلى قائمة المقابر الجماعية ومن العراقيين كافة عربا وأكرادا وتركمانا وكلدوا آشوريين وازيدين وشبك مسلمين ومسيحيين شيعة وسنة وغيرهم بل قد طالت هذه التضحيات أبناء الشعب الكويتي الشقيق أيضا ووصلت اليد البعثية الآثمة أليهم وشاركوا أشقائهم أبناء العراق بتحمل جانب من ماساة البعث وقدموا أغلى التضحيات , وقد هُجر او هاجر كثير من العراقيين هربا من الظلم والملاحقات من قبل أزلام النظام وليحملوا معهم معانات الشعب إلى الخارج وليمثلوا الصفحة الماساوية للعراق سواء كانوا افراد او احزاب سياسية واعادت الاحزاب السياسية في دول المنفى تنظيم صفوفها من جديد بالاضافة الى احزاب جديدة تأسست خارج العراق وكان هدفهم الأول هو تحرير وطنهم من قبضة الطاغوت الأكبر وزمرة البعث الفاسد والعودة الى حضن الوطن واستطاع البعض منهم أن يوصلوا صرخة الشعب المظلوم إلى الدول العظمى بعد ان يأسوا من مناصرة الدول الاسلامية لقضيتهم فكان لبعض الشخصيات البارزة في المجتمع الدور الفعال في استنهاض الولايات المتحدة ومن تحالف معها وحثها على ازاحة نظام البعث وتحرير العراق وإنقاذ شعبه نعم تحرير العراق مهما كانت النتائج والاسباب والدوافع ومما لا يخفى ان بعض الاحزاب قد جعلت لها أجنحة مسلحة مدربة ومسلحة وهي ما يسمى بالميليشيات أستعدادا لذلك اليوم الموعود ولكي يطبقوا ما كانوا يحملونه من شعارات واهداف لأجل الحرية وتحرير الوطن بالفعل وفعلا أدى البعض واجبهم الوطني فكان لهم شرف المشاركة في عملية التحرير وهناك نوع آخر من الميليشيات لم تكن قد تشكلت في الخارج بل كان تاسيسها بعد سقوط النظام في نيسان 2003 وحجة تاسيسها انها لحفظ الامن لحين تشكيل حكومة عراقية واعادة بناء الجيش العراقي وتدريبه وتسليحه ليقوم بمهمة حفظ الامن والنظام
لكن معاناة الشعب لم تنتهي بعد اسقاط النظام بل ازداد الوضع سوءا فبعد ما كان القتل خفية وفي ظلمات الزنزانات اصبح في العلن وفي وضح النهار وازدادت اعداد النزوح والتهجير القسري في الداخل والمهاجرة الى الخارج اما الخدمات الاساسية للحياة اليومية والاعمار فحدث ولا حرج اضف الى ذلك كثرة البطالة وانتشار الفساد الاداري في اجهزة الدولة بشكل ملحوظ ويرجع السبب في هذا التعثر الى عامل رئيسي مهم هو عدم الاستقرار الامني الذي يعرقل مسيرة البناء الحضاري للعراق واذا بحثنا في اسباب عدم الاستقرار الامني نجد عدة اسباب وعوامل خارجية وداخلية قد تكون متداخلة المصالح في بعض الاحيان ومنفصلة احيانا اخرى ويمكن حصرها في سببسين رئيسيين هما قوى الارهاب الخارجي والميليشيات المسلحة الداخلية التابعة لبعض القوى السياسية العراقية
فبعد أربع سنوات من تحرير العراق والتقدم الملحوظ في بناء الدولة السياسي حيث اصبح في العراق حكومة دائمية منتخبة ومجلس نواب ودستور دائم واعادة بناء الجيش والشرطة وحرس الحدود والقوة البحرية والجوية رغم انها لم تكتمل تماما ولكنها قطعت مشوار لا بأس به مع كل ذلك نرى ان الميليشيات ما زالت هي التي تحكم الشارع العراقي ولها سلطان الغلبة وبحسب تصريحات احد نواب البرلمان قبل فترة ان 23 ميليشيا ما زالت تعمل في العراق ولم يتم حلها وتفكيكها بالكامل هل يعني ذلك ان حل هذه القوى الغير رسمية والغير معترف بها قانونيا امرا صعبا او مستعصي على الحكومة واذا كان هناك من حل فمن هم اصحاب القرار الفعال فيه
ان مسالة حل الميليشيات فعلا مسالة صعبة ومعقدة بقدر ما هي ممكنة اذا ما توافرت الارادة الحقيقية والقتاعة لدى اصحاب القرار فالذي يمسك بزمام المبادرة الى بقاءها او حلها هم انفسهم اصحاب النفوذ في السلطات الثلاث الذين ينادون امام اضواء كاميرات الفضائيات والصحف بضرورة حل الميليشيات فهم انفسهم قادتها او على ارتباط وتحالف سياسي مع قادة الميليشيات فاغلب الميليشيات مرتبطة قياديا بزعماء كتل برلمانية والتي لها نفوذ واسع على الرئاسيات الثلاث فالحل الوحيد لهذه المعضلة يجب ان يصدر من داخل قبة البرلمان وهذا طبعا لن يكون الا من خلال ممارسة ضغوط خارجية ومطالبة شعبية واسعة من خلال مظاهرات سلمية واحتجاجات واضرابات عن العمل ومطالبة قادة الميليشيات في البرلمان بحل ميليشياتهم او اعلان البراءة امام الشعب من تلك الميليشيات ومن تبعاتها ولا ننسى ان الدور المهم هنا يقع على عاتق المثقفين من اعلاميين وصحفيين وكتاب وشعراء وفنانين ومؤسسات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الانسان لتوعية الشعب وان من حقه ان يطالب بحل الميليشيات التي ذاق منها الامرين وان بقاءها يعني عدم الاستقرار الامني وعدم توفر أي خدمات وعدم وجود أي اعمار فاذا تم الغاء جميع الميليشيات وحلها فحينذاك يكون باستطاعة الحكومة تركيز عملياتها العسكرية على قوى الارهاب الدولي وحصره في زاوية واحد والقضاء عليه لقد حان الوقت ليقول الشعب كلمته الحاسمة جهارا واعلانا لا للميليشيات المسلحة لا للارهاب نعم للاستقرار نعم لبناء العراق الجديد عراق القانون








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات


.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع




.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية


.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا




.. 161-Al-Baqarah