الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العمل النقابي..دوره في مجتمعاتنا 1

فواز فرحان

2007 / 5 / 1
ملف الاول من آيار -العلاقة المتبادلة مابين الاحزاب السياسية والنقابات ومنظمات المجتمع المدني


لا يختلف اثنان في ان الدور الذي تضطلع به نقابات العمال في العراق والدول العربيه يكاد يكون خجولا في الوقت الذي يتوجب عليها ان تكون فيه في اوج نشاطاتها,وقد لعبت هذه النقابات في العراق على سبيل المثال دورا بارزا في تأريخ الثورات الوطنيه في وفي الانتفاضات التي شهدتها البلاد منذ انتفاضه عام 1952 والاحداث السياسيه التي تلت هذا التأريخ وشكلت العصب الذي استندت اليه ثورة تموز1958 وكذلك في تثبيت اقدامها في الحكم.وحتى نتمكن من انصاف هذه الفئة التي تلعب اليوم دورا حاسما في الكثير من التغييرات التي تشهدها بلدان العالم خاصة في المجالين الاقتصادي والسياسي وتاريخ نقابات العمال في معظم دول العالم يشهد لها ذلك الدور الذي جعلها تتحول من طبقه على هامش التاريخ الى أخرى صانعه للتاريخ كما حدث في احداث ثورة اكتوبر الاشتراكيه في روسيا 1917 ومنذ ذلك التاريخ تحول الدور الذي تقوم به الى ركن اساسي من اركان النضال السياسي للعمل من اجل احداث تغييرات في حركة المجتمع يتوجب علينا تشخيص مكامن الخلل في قصور الاداء النقابي طوال العقود التي مضت والتي شهدت تراجعا ملموسا بسبب وجود انظمة الحكم الدكتاتوريه التي أسهمت في تحجيم دور هذه النقابات خوفا من ان تلعب دورا في اضعاف هذه الدكتاتوريات او ان تكون حفارة لقبرها كما حدث في معظم بلدان العالم,ولا بد من القول ان الاحزاب السياسيه الموجوده على الساحة هي الاخرى لعبت دورا سلبيا واضحا في التأثير على الدور الذي من المفترض ان تقوم به هذه النقابات لا سيما من زاوية النظر الى المصلحه الوطنيه بشكلها العام التقليدي الذي يشكل اساسا في تقييم ادوراها.فنقابات العمال التي تتشكل على الاسس الثابته في العمل النقابي المتجرد من اي حسابات سياسيه خاضعه لهذا الطرف او ذاك تلعب دورا مؤثرا في تحقيق المطالب الملحه لها دون ان تقع ضحية التجاذبات السياسيه التي تعيق عملها وعندما تتجسد حالة الاستقلاليه في النقابات تتمكن من الوصول الى هدفها باقل خسائر ممكنه اما اذا حدث العكس فان دورها يبدأ بالتراجع والتشتت في ظل الصراعات التي قد تشهدها للميل لهذا الطرف او ذاك ولا يمكن لاي حزب في الظروف الراهنه في الدول العربيه ان يسيطر على نقابات العمال لان تعدد الولاءات والاتجاهات داخل الحركة العماليه نفسها يجعل من الصعوبه بمكان ان تحمل هذه النقابات على عاتقها برنامجا معينا خاضعا لحزب ما او عقيده معينه وان افضل الطرق لجعلها فعاله هو ان تتحرك في اطار العمل النقابي البحت حتى وان شاركت الاحزاب السياسيه من بعيد في تحديد طبيعة المطالب التي يتوجب على النقابات التحرك من اجلها وانا على يقين من الصعوبه التي تواجه نقابات العمال في العراق في التخلص من الميول السياسيه لاعضاءها والسلبيات التي تؤثر على العمل النقابي ويجعلها اسيره تلك الميول وبالتالي يقودها الى اداء دورا لا يتلائم وطبيعه المهمات الملقات على عاتقها,ولو طرحنا سؤلا معينا مغزاه ..كيف تساهم الاحزاب السياسيه في جعل اداء نقابات العمال فعالا دون ان تتدخل في شؤونها وتجعلها خاضعه لها؟؟ لا بد من وجود صيغه محدده تجعل من العمل النقابي فعالا ومثمرا وهذه الصيغه على الارجح تكون نتاج التنسيق بين الاحزاب السياسيه وقيادة النقابات التي يتوجب عليها ان تتخذ الحياديه اساسا لها ان ارادت جمع العمال على مختلف انتماءاتهم وعندها تستطيع الاحزاب تقديم المطالب التي ترى انها تشكل المحور في حركة النقابه في فتره محدده وبذلك تتجنب النقابات من خلال دراسة جميع الاقتراحات المقدمه من الاحزاب وانتقاء تلك التي تناسب المرحله ومصالح العمال من الوقوع تحت تأثير التحزب طالما انه يضعف عملها.في ظل الظروف التي يمر بها العراق لا يمثل التحزب عاملا مساعدا داخل صفوف الحركه العماليه لان المرحله الحاليه هي من الفوضى بحيث انها انجبت الكثير من الاحزاب وقسما كبيرا منها مرتبط وجوده على الساحه العراقيه بتواجد الاحتلال اما الحركة العماليه فهي بحاجه الى دماء جديده تبعد عن تفكيرها الخضوع للاطراف المختلفه طالما انها تتبنى مطاليب اقتصاديه واجتماعيه تخص جوهر الحياة اليوميه للطبقه العماليه,ويجب التنويه الى ان ظروف العراق قد تختلف عن الظروف الموجوده في البلدان الاخرى وان كانت المطالب تتشابه في جميع الحالات ,وان تمكنت الحركه النقابيه من فرض تأثيرها على الساحه حينها سيكون لها الكلمه الفصل في تحديد السياسه التي تراها مناسبه للوصول الى اهدافها حتى وان كانت هذه السياسه تتطابق مع مبادئ احد الاحزاب السياسيه التي تولي اهتماما كبيرا لنقابات العمال اكثر من غيرها حينها تتمكن هذه النقابات من تجسيد مطالب العمال على اكمل وجه دون ان تتهم انها صنيعه حزب ما .لقد اثبتت التجربه العراقيه ان احتكار العمل النقابي من قبل حزب معين يجعلها عرضه للتفكك والانهيار تبعا للظرف الذي يشهده البلد وساهم الحزب الشيوعي العراقي في تحويل نقابات العمال الى العمل السياسي اكثر من وظيفتها الاساسيه وجعلها عرضه للملاحقه والتصفيه في معظم فترات التاريخ العراقي وادى ذلك الى خسارة الحركة النقابيه خيرة قادتها ممن كانوا يحملوا على عاتقهم المطالب العماليه دون ان يكون لهم انتماء للحزب لا من قريب ولا من بعيد واصبحت تهمة الشيوعيه تلاحق كل من تحدث عن العمال وحقوقهم وادخلت هذه المفاهيم الخوف الى اعماق الدكتاتوريه التي لم ترى مخرجا الا في البدعه البعثيه المتمثله بتحويل العمال الى موظفين كي لا يزعج هذا الملف الدكتاتوريه من جديد.ولا يمكن ان تكون الاحزاب السياسيه حتى في المجتمعات الاشتراكيه بديلا للنقابات لانها ستكون المراقب الوحيد الذي من شأنه تصحيح اي اخطاء تقع فيها السلطه السياسيه ولو كانت النقابات فعاله في عهد الدوله السوفيتيه لما تمكنت الانتهازيه والوصوليه من التحكم في القرار النقابي وحولت النقابات الى متفرج على الحدث اكثر من صانع له ومؤثرا فيه ومن المؤسف فعلا في حالتنا العراقيه التي كانت في طليعة الحركه العماليه العربيه ان تتراجع الى المستوى الذي وصلت اليه واصرار بعض الاحزاب على احتكار العمل النقابي دون ان يشعروا بان ذلك لا يساهم في تحقيق مطالب الطبقه العامله وسط تعدد الاتجاهات الحزبيه في الساحه العراقيه,ان دور منظمات المجتمع المدني هنا يتجلى في رفد العمال بالوعي المستمر لطبيعة الاهداف والمطالب الملقات على عاتقهم طالما ان فئات واسعه من هؤلاء العمال لا يتمتعون بالوعي السياسي الذي يؤهلهم لتفهم مطاليبهم الانيه الملحه .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مجددًا.. خيول عسكرية تعدو طليقة بشوارع لندن بعد فزع أحدها وف


.. إعادة قضية حصانة ترامب لمحكمة أدنى من -العليا- | #أميركا_الي




.. حرب غزة.. انقسامات الداخل الإسرائيلي | #غرفة_الأخبار


.. قفز من رافعة لدعوة الناخبين للتصويت لحزبه | #سوشال_سكاي




.. عائلة بايدن تدعمه للاستمرار في سباق الرئاسة | #أميركا_اليوم