الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أساطيرٌ عبرية: وعد الله لابراهام

محيي هادي

2007 / 4 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يذهبُ ابراهام للنوم ليحلمْ،
ثم يستيقظ في فرحٍ يقول:
"إنما الله قد أعطاني وعداَ:
إنّ كنعانَ قــدْ صارت في مُلكِك،
فهي لكْ، و هي لصلبِِــك".
**
من ضفاف النيل في أرضِ الكنانه،
في الجنوب،
لضفاف ذلك النهر الذي صاغ الخلود،
نهرنا،
نهر الفرات في الشمال.
إنها الأرض التي صارت في ملكه،
فهي له، و هي لقومِه،
و هي مادامت على الأرض حياةٌ،
هي طابُوٌ باسمِـــه،
و لنسلِــــه.
**
عجباً، و اعجبا،
إنّ أرضَ الشامِ قد صارت لصُلبِـــــه!
**
إنّ ابراهام قد أصبحَ يحلمْ،
إنما الرّبُّ قد أعطى الوعود،
إنما الرّبُّ إلهُـــه،
فهو لَــهْ، و هو لشعبِــهْ، لا لِغيرِه:
"إنّ قومَـكْ ها هُــمُ أخيار خلقي،
إنهم شعب أختار لوقتي.
إنّكَ اليوم، ابراهام، في أرضٍ تُقدّس:
هذه الأرض العظيمة،
بالجبالِ و السهول و بصحراها الكبيرة،
إنني أهديها لك،
و لقومِــك،
و لنسلِـــك.
إنني أرويها لك،
في شمال الأرضِ من نهر الفرات،
في جنوب الارض أرويها بماء النيل
من مصر القديمة".
**
عجبا يا ناس من هذا الإله!
يخلق الإنسان في وجهِ البسيطة،
ثمَّ ينظُـرْ بعد خلقِه،
كيْ يميِّز و يُفرٌق:
"هذا زنجي أجعله من أدنى الخليقة،
ثم أتركه ليصرخ،
جرح آلام عميقة"
"هذا هندي أتركه في نصف الطريق،
و بنار الفقر دوما يحترق،
يشحذ اللقمةَ، فيها يختنق،
ليضيع حلمه القاسي في وسط الشهيق"
حائرون خارج الأرض العتيقة،
أصبح الواحد منهم هائما.
هكذا سرقوا طريقه.
**
هكذا ينظر هذا الرب في فرحٍ و بهجة
يضحك الرَّبُ لابراهام دوما، كي يغني،
ثم يهدي.
بعدها تأتي أقوامٌ لموسى،
ثم تهذي:
"هذه الأرض لنا،
إنهُ الرّبُّ أعطاها لنا،
إنها الأرض أعطاها الإله،
لبني الجدِّ الخليل،
لبني ساره العجوز،
و بني ذاك المدلل: ذاك اسحاق الذبيح،
نحن أبناء الخليل و الذبيح"
**
يتشبث عرب الإسلام أيضا،
بوعود الرَّبِ في تلك الوصيــهْ
إنهم أحفاد ابراهيم، أولاد الحميهْ.
فهمُ من صلب اسماعيل أيضأ
و همُ أبناء هاجر:
"إنما العبد شريكٌ في الوراثه ،
لا مطيّــــهْ".
**
عجمُ الاسلامِ و الباقونَ
قد خسروا الوراثةَ و القضيّة.
**
إنما هاجرُ كانت جاريــهْ
إنها ملكٌ لسارة الغاويــهْ
أُهديت يوما لابراهام كي تنجبَ اسماعيلَ إبناً
من ثنايا عارية.
أنجبت هاجرُ، لكن العجوز
حملت حقدا لتلك الخاوية.
ها هو ابراهام يُعلِــن:
"يُطرد الإبنَ و أمّــهْ....
للعراء."
يهرب الإثنان مطرودين من هذا المُـقــدَّس
يبحثان عن مكان.
بدعاءٍ و رجاء،
يأملان قطرة الماء
بأرض البادية
**
هكذا التوراة قد قالت لهم، و سمعنا.
هكذا الانجيل قد خطّ لهم، و قرأنا.
شهد القرآن أيضاً، و نظرنا.
عجباً توراتنا!!
عجبا إنجيلنا!!
عجبا قرآننا!!
إنهم قد فرّقوا بين العباد،
بين أولادٍ لسام،
بين أولادٍ لحامِ،
بين أبناء الخلود و المعاد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أبو بكر البغدادي: كواليس لقاء بي بي سي مع أرملة تنظيم الدول


.. 164-Ali-Imran




.. 166-Ali-Imran


.. 170-Ali-Imran




.. 154-Ali-Imran