الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلمانيه...والهويه الوطنيه

فواز فرحان

2007 / 4 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تمر الهويه الوطنيه في العراق اليوم بمنعطف حاد قد يؤدي الى الى احداث حاله من التمزق الداخلي في النظر اليها,لقد تخلص الشعب من الدكتاتوريه في السلطه لكنه لم يتخلص منها كنظام حياتي يسير افراد المجتمع ويتحكم بعقولهم وتصرفاتهم فهذه النزعه التي عاشوا مرارتهاطوال العقود الثلاث الماضيه عادت لتسيطر عليهم من جديد كرد فعل طبيعي للتأثيرات النفسيه التي خلفتها والتي يصعب معالجتها بشكل جذري على الاقل في الظروف الحاليه التي تمر بها البلاد فقادتنا الى الفوضى التي تمتد تأثييراتها هي الاخرى لابعد نقطه في حياة الانسان اليوميه بدءا من انهيار النظام الاقتصادي وضياع الثروات الوطنيه وتبديدها في المجهول وانتهاءا بحمامات الدم وجنازات الموت اليوميه التي يسببها لنا سادة الارهاب من الامريكيين والقاعده على ارض الحضارات والعلم بلاد الرافدين..ربما تفائل الكثيرون منا بشكل مبالغ فيه في المرحله التي ستعقب انهيار الدكتاتوري وتصوروا ان بالامكان ولاده نظام ديمقراطي يتمكن الشعب فيه من تجاوزافرازات المرحله الحديديه التي عاش في ظلها أسوءمراحل حياته ولكنها جاءت باخرى اشد قسوه لتثبت اننا بعيدون عن الاستقرار والحريه والديمقراطيه بعد الارض عن الشمس...ويتحمل الاحتلال المسؤوليه بالدرجه الاساس لما يحدث وان تحميله هذه المسؤوليه لن يقلل او يضاعف من الخسائر التي يتعرض لها كل يوم,فبدلا من احلال نظام حكم يتمكن من جمع العراقيين حول طاوله واحده للحوارويبدأ بتضميد جراحاته التي لا تزال ملتصقه باجسادهم وعقولهم جاؤوا بحكومه لا تمت بصله للشعب وتشبه حكومة هولاكو التي عينت خمسة عشر واليا على العراق في تلك الايام كي يقودوا البلاد الى ما وصلت اليه فيما بعد من فوضى ودمار.حتى دون ان يتخلصوا من تبعاتها,وبما اننا شعب لا يحب النظر الى الماضي وتعلم الدروس منه وافق السياسيون على الاشتراك في هذه اللعبه بعد ان وعدتهم امريكا بتسيد البلاد حتى وان كان ات على دماء ابناء شعبهم,وكذلك بأمتيازات لم يكن اعضاء مجلس قياده الثوره في عهد صدام يحلموا بها فكيف يرفضوها..؟ورغم تباين الاراء وتباعدها بشأن تقييم مرحلة ما بعد صدام بين العراقيين انفسهم الا ان الواقع فرض نفسه بقوه على الجميع دون ان يعطيهم الوقت الكاف للتأمل وتجسد هذا الواقع في تعريف واحد للاحداث وكذلك للمرحله ويبدو اكثر اشعاعا من غيره من التعريفات الا وهو الدمار..نعم...الدمار الذي اصبح عائقا حقيقيا امام وضع اي تصور متفائل للمستقبل.مع ذلك يدفعنا الامل ويحرك افكارنا بأتجاه صياغة هويه وطنيه حقه تلي المرحله السوداء التي يتحكم بتفاصيلها الاحتلال والحكومه التي جاء بها,وتفرض علينا جميعا تشكيل الوجه المشرق الجديد الذي شوهته قوى الظلام التي راحت تدفع بالبلاد نحو حكومه ثيوقراطيه متخلفه هذا الوجه الذي سيعيد للعراقي كرامته المسلوبه وحقوقه ليتمكن الانسان من التعبير عن نفسه بشكل اعمق ويتفاعل مع قضية بلاده بطريقه حضاريه تجعلنا نقف شامخين لنمحو الصوره السيئه التي رسمها عن العراقي رموز الاحتلال واصحاب العمائم..لقد ادت هذه الطائفيه ببلادنا الى حرب اهليه داميه يسقط يوميا جرائها المئات من اطفال ونساء وشيوخ دون ان تحرك ضمائر العملاء لان موت الشعب لا يعني لهم شيئا فمصالحهم قد اعمتهم عن الحقيقه التي تقترب ساعتها والتي ستجعلهم يفهموا جيدا من يكون الشعب العراقي,ان اعاده صياغة الهويه الوطنيه واعطاءها دورا في حياتنا يمر عبر وضع دستور للبلاد يكفل للانسان حقه في التعبير عن نفسه وكذلك يفصل الدين عن الدوله كي لا تعود لنا الاسطوانه التي تمثل شرارة الحرب الاهليه وبما ان المشاريع الدوليه للمنطقه بمختلف اشكالها تتجه لاقامة امارات دينيه في المنطقه فانه يتوجب على القوى الوطنيه الوقوف بوجهها وعدم السماح بتمرير اجنده قذره كهذه تعيد دول المنطقه الى دائرة الظلام وان من اهم الواجبات التي يتوجب علينا القيام بها هي عدم السماح باقامة دول من هذا النوع وان الخطوه الاولى تبدأ بحمله لشرح فوائد الدوله التي يحكمها دستور علماني متحضر وبما اننا لا نملك من وسائل اعلام كتلك التي تحركها الة الاحتلال في البلاد فأن المهمه لا تبدو سهلة على الاطلاق لكن ابواب التحرك تبقى مفتوحه بعدة اتجاهات بحيث تحاصر تلك الافكار الطائفيه التي يروج لها رموز الاحتلال في المنطقه الخضراء...وقد شاهدنا جميعا منذ اليوم الاول بروز نقاط الخلاف بينهم وخاصة تلك التي تخص الاشارة الى بعض المواد الحساسه في الدستورمنها الدين وكركوك والنفط والاقاليم..فالاولى اعادت اشكالية العلاقه بين الدين والدوله الى بؤرة الحدث السياسي من جديد,والدستور الحالي لا يفصل بين الدين والدوله مما يعني عمليا انه دستور ديني على غرار ما هو موجود في ايران والسعوديه ويضاف الى ذلك انتشار الاحزاب الدينيه الفوضويه التي لا تحمل في جعبتها اي مشروع اقتصادي او اجتماعي او حتى مشروع وطني يجمع العراقيون على هويتهم وهذا الانتشار جعلها تمارس تأثيرا مضاعفا يقود الى احداث شرخا بين ابناء الوطن الواحد ويهدد كيانهم...ان تنظيم العلاقه بين الدين والدوله يعد ركيزه اساسيه يقوم عليها الدستور العلماني لبناء الدوله المتحضره على المدى البعيد وتأثير العامل الديني على الحدث السياسي تجلى بأسطع صوره منذاليوم الاول لتشكيل مجلس الحكم المنبوذ من الشعب بعوده الاحزاب الدينيه الى الواجهه وتشكيل اخرى تعمل على فرض رؤيتهابقوه على المجتمع مثل التيار الصدري..هذا ما قادنا الى الحاله التي نعيشها اليوم من احتقان واحتراب طائفي,ولو فكر احد في الضروره الحتميه التي تفصل الدين عن الدوله واهميتها لشعب خرج توا من مستنقع دكتاتوري لما وصلت الامور الى حد مصادره حرية التعبير والعقيده واهانة كرامة الانسان وغيرها من حقوق الانسان الاساسيه المنهوبه في عهد (الحريه الامريكيه)....واذا كان البعض يعتقد ان العلمانيه معاديه للدين فانه يكون بحاجه الى مراجعة صحة هذا الاعتقاد فالعلمانيه لا تعني العداء للدين ولا تعبر عن انكار للخالق بل هي منظومه من المبادئ القانونيه الاساسيه التي تتعاطى بشكل عقلاني وعملي مع مشاكل الحياة التي تخص الانسان وتخليصه من انظمة الحكم الثيوقراطيه...والنظام العلماني هو الذي يجسد القدره على اصلاح القوانين الاجتماعيه بشكل علمي دون العداء للدين,اي انه نظام لا يتدخل في خصوصية الافراد,لكنه يبعد القرار السياسي الوطني عن تأثير الرموز الدينيه ايا كان اتجاهها.واكثر ما يهدد النظام العلماني بالفشل هوتحويله الى ايدولوجيه مفروضه من الاعلى لمحاربة الدين,ففي هذه الحاله تلعب الدوله الدور الابرز في حماية النظام المتفق عليه لحماية التعدديه السياسيه وكذلك الدينيه والدنيويه كما هو الحال في التجربه التركيه..ان صياغة هويه وطنيه يكون نابعا من تفهم الجماهير للدور الذي يتوجب عليها القيام به ودفع الجهود التي من شأنها تحقيق هذا الهدف دون كلل...









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا يرفض اليهود الحريديم الخدمة العسكرية؟


.. لماذا يرفض اليهود الحريديم الخدمة العسكرية؟




.. 154-An-Nisa


.. ندوة توعية للمزارعين ضمن مبادرة إزرع للهيئه القبطية الإنجيلي




.. د. حامد عبد الصمد: المؤسسات الدينية تخاف من الأسئلة والهرطقا