الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاضطرابات السلوكية .. الحلقة الثانية ... عادات النوم ... أدمان مزعج

لبنى الجادري

2007 / 4 / 22
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


يعاني العديد من الأطفال أثناء نومهم من عادات متعبة للوالدين.
فبعض الأطفال يميلون الى مص أصابعهم أثناء النوم ، والبعض الآخر يحضن لعبته المفضلة ، بينما يميل آخرون الى وضع طرف الغطاء في فمهم ، وقد نجد من لا ينام ما لم يلعب بأذنه أو شعره ...
أن هذه العادات قد تنشأ بالصدفة عند الأطفال ، نتيجة لحاجة سابقة يحاول الطفل اشباعها ، وإن مضى عليها الوقت ، فقد يتعرض الطفل الى الجوع الشديد في صغره وتتأخر والدته في تحضير وجبته ، فيلجأ الى وضع أصبعه أو ملابسه أو حافة شرشفه بفمه كي يعوضه عن ما فقده ، وإن كان هذا الفقدان مؤقتا .، فتنشأ علاقة حميمة بين اليد أو قطعة الملابس أو أي شيء آخر يميل اليه الطفل ، تلبية لنداء الحاجة ، وتتحول هذه العادة من الشعور الى اللاشعور ، وتصبح متناغمة مع تصرفاته وسلوكه ويعتاد عليها ، فيجد صعوبة بالغة في تركها .
أن الأمر الذي يزيد من تفاقم هذه العادات السيئة ، هو النمو العقلي الذي ينتمي اليه الطفل في هذا العمر المبكر ... فهو لا يدرك ما يقال له ، وما قد يتعرض الى فقدانه من احتياجات ( كاللعب ، الشوكولاتا ، الخروج في نزهة ، .. ) ، في حال عدم تركه لمثل هذه العادات ... ويصر الآباء على تعليم أبنائهم كيفية التخلص منها ، وقد يحاول البعض الى وضع مواد ( حارة ) أو ( مرّة ) على أيدي أطفالهم ، كي يتركوا عملية مص الأصبع مثلا ، وقد يفلحوا أو لا يفلحوا في ذلك ، إلا أن الأطفال سرعان ما يعودوا الى ما تعوّدوا عليه .
أن عملية الأدمان على مثل هذه العادات السيئة يعود الى :


عوامل اجتماعية وأسرية
عندما يأتي مولود جديد الى العائلة ، يحاط بالمحبة والأهتمام الزائد نتيجة لمتطلباته الضرورية ، فيجد الطفل الأكبر ، أن الأهتمام الذي كان يحظى به ، قد أنتهى ، وتحول الى أخيه الصغير ، فيلجأ الى جذب أنتباه والديه ، من خلال عملية تقليده لأخيه أثناء الرضاعة مثلا ، فيستعمل يده عوضا عن الحلمة ، وتستمر معه بمرور الوقت ، فتصبح عملية التخلص منها ، مهمة صعبة جدا .
أضافة الى أن بعض الكبار قد يساهمون بعملية تثبيت هذه العادة السيئة وتشجيعها ، من خلال ممازحة الأطفال وتشجيعهم على ممارسة دور الطفل الصغير ، فيقلد هذا بدوره كيفية تناول الحليب من القنينة الخاصة بالأطفال مثلا ، فيجدها عملية ممتعة توفر له محبة الكبار واهتمامهم ، فيعمل على التمسك بها أكثر وأكثر .
عوامل نفسية
إن الحنين الى مرحلة الرضاعة الأولى ، وعدم توفر الجو الأمني والعاطفي لأشباع رغبات الطفل في التقبل والحب الواجب منحه له من قبل والديه ، نتيجة لوجود انقطاع في الرضاعة بسبب العمل ، أو المرض ، أو بدافع ترويض الطفل وتعويده على تناول الوجبات في أوقات محددة ، كلها أسباب تثير رغباته وأفكاره في اللاشعور وتدفعه الى أشباعها ، عن طريق عملية التمثيل التي يمارسها الطفل للحصول على المتعة والحنان اللذان يبحث عنهما

يمكن التخلص من هذه العادات ، كلما تقدم الطفل في نضجه العقلي . إذ يمكن أستخدام المنطق والحوار المبني على الحقائق ليترك هذه العادات السيئة ، وقد تحصل له مواقف صعبة وحساسة تدفعه الى تركها ، مثل ( تورم أصبع اليد ، أعوجاج الأسنان ، السخرية من قبل الآخرين ،..) .
وبالتالي أنشغال الفرد وممارسته لهوايات مختلفة ، قد تدفعه الى ترك هذه الممارسات غير المقبولة إجتماعيا وتربويا ، فاللعب مع الآخرين مثلا ، قد لا يترك له مجالا للجوء الى عملية ممارسة هذه العادات ، كذلك يفضل أن تقوم الأم بإشغال الطفل ، من خلال الطلب منه بتقديم المساعدة في إعداد الطعام ، أو اسناد الواجبات الخفيفة له كي ينسى استعمال يديه في وضع الأشياء في فمه ،... وقد تستمر بعض هذه العادات معه الى الكبر ، رغم كل المعالجات ...









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين الاتهامات المتبادلة والدعم الكامل.. خبايا العلاقة المعقد


.. الشيف عمر.. أشهر وأطيب الا?كلات والحلويات تركية شغل عمك أبو




.. هل ستنهي إسرائيل حربها في غزة.. وماذا تريد حماس؟


.. احتجاجات طلابية في أستراليا دعما للفلسطينيين




.. أصداء المظاهرات الطلابية المساندة لغزة في الإعلام • فرانس 24