الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة إلى د رجاء بن سلامة : لمذا نحتاج د وفاء سلطان

عماد حبيب

2007 / 4 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


سيدتي الكريمة،

لا أكتب دفاعا عن د وفاء سلطان فقطعا هي أقدر و أولى بذلك، و لا حتى ردا عليك فأنا أفخر أني من قرائك الأوفياء و من مريديك كما أفخر أني من قرائها. لكني سأكتب رأيا هو أقرب للرجاء منه لصرخة إحتجاج، و قبل كل شيئ أوضح أني أعلم يقينا أنك لم تكتبي عنها كشخص إنما إنتقدت جزءا من أفكارها و أسلوب تعبيرها و هذا ما يميز الكاتب المفكر الموضوعي العقلاني عن غيره

بدوري سأكتب عن نفس الأفكار و نفس أسلوب التعبير

أتيح لي شرف الحديث مع د وفاء سلطان منذ سنة تقريبا، و طرحت عليها نفس السؤال أو لنقل نفس الملاحظة التي يتهمها بها كثيرون ، لو كانت فعلا تهمة، و هي أنه من الخطأ مهاجمة الإسلام كدين.

لن أقول شيئا على لسانها بدون إذنها، لكني أؤكد أنها لم تنزعج من الملاحظة و أنها تقبلتها بصدر رحب و أصرت أن من واجبها نقد، و ليس مهاجمة، كل ما تراه مواطن خلل حتى في النصوص المؤسسة

أنا معك من ناحية القسوة في الأسلوب و المبالغة في الإعتداد بالنفس. لكني لا أرى أنها تقدم نفسها على أنها نبي لديانة جديدة هي العلمانية. أعتقد، و قد أكون مخطئا أن العلمانية حتى لو كانت دينا جديدا فستكون دينا بلا رسل و لا أنبياء.


يبقى أني أرى أننا نحتاج وفاء سلطان كما هي و أكثر تماما كما نحتاج رجاء بن سلامة في زمن الجهل و الخراب و الردة الحضارية هذا
في زمن يسمي نفسه فيه أحدهم دكتورا و يبيع بول النوق على أنه دواء نبوي
في زمن تقطع فيه الجزيرة برامجها لتبث شريط الظواهري
و زمن برامج العربية عن الطب البديل و عربيان
يترشفان فنجاني قهوة ببول النوق
في زمن عشرات الفضائيات التي تروج للكره و القتل، للشعوذة و الخرافة
في زمن آلاف المواقع التي تروج التطرف و التخلف و الفكر السلفي تحت أقنعة الإعتدال المزعوم
في زمن تدرس في معاهده الحكومية للطلبة في سن المراهقة أن الأرض على قرن ثور وأنها لا تدور و من قال بذلك قد كفر
في زمن يسمون فيه خرقة تكفن المرأة و تدفنها حية رمزا للعفة و الفضيلة و تصرف مليارات الدولارات لنشره و ترويجه و أنت أعلم بذلك مني

يحسب لها على الأقل تسمية الأشياء بأسمائها و لنا بعد ذلك أن نختلف معها و أنها مثلك تماما ألقت حجرا في بركة آسنة و جعلت كثيرين يبحثون و يقرؤون و يردون

هي لا تتخذ سياسة سحب البساط وأنت تعلمين نتائجها حين طبقت عندنا، لذلك نحتاجها و نحتاج من يواجه مباشرة و لا يعني ذلك أني أوافقها كل أفكارها طبعا، فقد انتهى عهد الأنبياء و الزعماء الآلهةو المفكرين المنظرين الذين لا يخطؤون.

كذلك لا أرى أن لها تأثيرا سلبيا على معركة العقلانيين العرب من أجل مجتمعات أكثر تسامحا و حرية و كرامة، فبها أو بدونها تهم العمالة للغرب و للإمبريالية و الصهيونية و حتى للملوخية جاهزة، و لا صوت يعلوا فوق صوت المعركة. و ها هي صحفنا الوطنية لليوم تسمي ما يحدث في العراق مقاومة ملحمية تدك قواعد الأعداء دكا، و تقنع الجميع أن ما يحدث في دارفور مؤامرة أمريكية للسيطرة على ثروات الإقليم، مما يجعلك أنت شخصيا في خانة العملاء لأمريكا، و يحدث هذا في تونس الأكثر إنفتاحا و بعدا عن دمار الفكر السلفي،

لذلك أمام ابن لادن و الظواهري نحتاج وفاء سلطان و أمام القرضاوي و أمثاله نحتاج أحمد صبحي منصور و جمال البناء و أمام فهمي هويدي نحتاج رجاء بن سلامة في معركة لا نملك فيها سوى أقلامنا بينما يملكون كل أموال البترول و البنوك الإسلامية و عائدات الإرهاب

تحياتي سيدتي الكريمة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله


.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط




.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah