الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرجع الاخير:السيستاني ونهاية السلطة الدينية التقليدية الشيعية.

سعد علي حسين- باسم علي خريسان

2007 / 4 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


اتسم التقييم الامريكي للسلطة الدينية الشيعية وشبكاتها في العراق بعدم الدقة،وقد دفع غياب الوضوح بشأن طبيعة السلطة الدينية الشيعية العراقية، وتاثيرها الاجتماعي،وقدرتها السياسية ،وعلاقتها بالمؤسسة الدينية الايرانية والحكومة الايرانية الى اثارة مشاكل مختلفة للسياسة الامريكية في العراق . وفي بعض الاحيان استندت الولايات المتحدة على امكانية قيام اية الله علي السيستاني بتهدئة التوترات التي تبرز بين المجموعات الشيعية المختلفة.وفي احيان اخرى تجاهل الامريكيون قوة وامكانية الشبكة الدينية الشيعية العراقية وصلاتها بالشبكات الشيعية والسنية خارج العراق.
وقد حصل تسييس وتطرف للسلطة الدينية الشيعية وشبكاتها ليس فقط في داخل العراق ولكن في ارجاء العالم الشيعي ،وعملت الايرانية العليا على تغيير المؤسسة الدينية الشيعية التقليدية غير النظمة وتحويلها الى شبكة سياسية ومالية منظمة تعمل بالضد من المصالح الامريكية في الاقليم ،
وهنالك جبهة واسعة من المعتدليين الشيعة الموجودين في كافة ارجاء العالم الشيعي ويقع هؤلاء ما بين رجال الدين والمفكرين من اصحاب الميول والاتجاهات التقليدية او الديمقراطية ، ولكن ما اصبح يعرف بـ( المؤسسة الدينية الشيعية) واقعة بشكل رئيسي تحت سيطرة النظام الايراني ،و ما جعلها تصبح اداءة في ايدي المتطرفين الشيعة وترك العناصر الدينية الاخرى او العلمانية على الهامش ومن دون وسائل مؤسساتية ، او تاثير اجتماعي و القدرة على الاتصالات، واستنادا على معلومات مفصلة حول تحول المؤسسة الدينية من مؤسسة مدنية الى دارع مؤثر بيد الحكومة الشمولية .
وطالما تتمتع المؤسسة الدينية بموارد مادية كبيرة من قبل الحكومة الايرانية وقدرتها على تنفيد النشاط السياسي تحت غطا ء النشاط الديني، فان الشرق الاوسط سوف يواجه تحدي بروز الاصولية الشيعية المتطرفة.وقد نجح كل من اية الله روح الله الخميني وخليفته اية الله علي الخامئني في تحديد الادوار المدنية والدينية للمؤسسة الدينية وتسيسها قدر استطاعتهم ، وقد ذهب امر تسيس الشبكة الدينية الى خارج حدود ايران وقد حاول الخامئني بشكل خاص توسيع هيمنه على الشبكات الشيعية في الاقليم وذلك عبر وسائل معقدة وقد وظف القدرة الرمزية والمادية للمؤسسات الدينية الشيعية الموجوده في ارجاء الاقليم لمصلحته السياسية الخاصة واستخدامها في سياسته المضاده للغرب والولايات المتحدة.
ويمكن ان يكون السيستاني المرجع الشيعي التقليدي الاخير ليس في العراق فحسب وانما في العالم الشيعي كذلك ،واذا لم يستمر المراجع في اداء وظيفتهم بشكل اطوال كما في الماضي ،فان البيئة التي تعمل ضمنها وظائف السياسة الامريكية سوف تتغيير،وستتميز حقبة ما بعد المرجع بتسيس الشبكة الدينية الشيعية واعادة فرض القوة والنفود الايرانيين خارج ايران وعلى النقيض من ذلك فان النفود النظام داخل البلد سوف يضمحل،ويمكن ان تاتي هذه النتائج عن طريق استقطاب الجبهة المعتدلة من الشيعة فضلا عن المتطرفين ،من جهة ومن ثروة الحكومة الايرانية مقارنة بموارد التمؤيل للمجتمع الديني الشيعي من جهة ثانية وزيادة الصلة بين المجموعات المتطرفة الواقعة تحت سيطرة الحكومة الايرانية من جهة اخرى.
ولايقتصر الشعور بتلك التاثيرات على الغرب فقط وانما كذلك القوى الديمقراطية داخل الدول او المجتمعات الشيعية،وبنهاية حقبة المرجع وتدمير الوظيفة التقليدية للمؤسسة الدينية ، فان النظام الايراني سيتجه الى تقليل اي امكانية للتغيير السياسي من الداخل و تهميش المجتمع المدني والحركات الديمقراطية ، وفي المحصلة النهائية تحديد خيارات الغرب في التعامل مع الحكومة الايرانية حول القضاية المختلف عليها.
ويمكن فهم المؤسسة الدينية الشيعية من خلال دراسة الموارد الاقتصادية التي تعتمد عليها ، فالمصادر الاقتصادية للاصوليين السياسيين،تدفع بعض المتعبديين الشيعة الى سلوك سياسي مضاد للعملية الديمقراطية.ويمثل تلبيت الحاجات المادية لهم من قبل المجموعات المتطرفة او الحكومة الايرانية الحافز الرئيسي لهم بالضد من من المثاليين ذوي الافكار الاصلاحية ذات الطبيعية الديمقراطية، ويشكل عدم القدرة على الحد من تدفق الموارد المالية للشبكة الشيعية المشكلة الاكثر تعقيدا لجهود الدول الديمقراطية الساعية الى تفكيك الشيكات الاصولية الشيعية في اقليم الشرق الاوسط.

مهدي خلاجي
معهد واشنطن للدراسة الشرق الادنى-ايلول 2006
ملخص تنفيدي
ترجمة
د.سعد علي حسين
.باسم علي خريسان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على


.. 174-Al-Baqarah




.. 176--Al-Baqarah


.. 177-Al-Baqarah




.. 178--Al-Baqarah