الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نضال العمّال مستمر رغم تبدل الأُطر السياسية ..؟

مصطفى حقي

2007 / 5 / 1
ملف الاول من آيار -العلاقة المتبادلة مابين الاحزاب السياسية والنقابات ومنظمات المجتمع المدني


منذ نشأة الخليقة على هذا الكوكب وبدءاً من أول مخلوق بشري، خُلِقّ العامل زراعياً فلاحاً ثم تطور إلى عاملٍ مهني عضلي وفكري فكان العمل هو المحرّك الأول لأستمرار سيرورة الخليقة المعاشية والحياتية ولتطور تلك الحياة وازدهارها ، فالأعمال بدأت يدوية بدائية كما أسلفنا ثمّ تطورت إلى نصف آلية وآلية كاملة مستخدماً قواه العضلية بداية ثم مسخراً قوى الطبيعة .. فكان لابد أن يثير اهتمام المفكرين والسياسيين هذا العامل محرّك الحياة العملي والفعلي الآلي وأداة التنفيذ من الجزئي إلى الكلي ، فوضع السياسيون نصب أعينهم فعالية الحركة العمالية ومدى تأثير ذلك في برامجهم المرحلية ، وكذلك أثار اهتمام المبدعين من المفكرين ولأن مجرّد التفكير بأي اختراع لآلة فأول ما يفكر به هذا المخترع هو كيفية تنفيذ وإدارة هذا الاختراع بواسطة المنفذ الأول وهو العامل ، والدولة ككل كيف يمكن لها أن تسيّر تلك القطاعات الوظيفية الهائلة لولا جهود وإخلاص ذلك العامل الإداري
( الموظف ) في إدارة شؤون الدولة
فعليه فإن كل المخترعات العلمية وكل النظريات الإدارية التي قد كانت قد خُططت على الورق أولاً قد نفذت لاحقاً بواسطة العامل الإنسان ..
فالعامل .. هذا المحرّك الأساسي في الجهاز المفصلي للدولة والمجتمع فُرِضَ كمحط اهتمام رئيسي وحاسم لكافة العلاقات المترابطة والمتبادلة بين الأحزاب السياسية والتي تعتمد في سياساتها ان شاءت أم أبت دور الإنسان العامل الفعّال وارتباط هذه الأحزاب بتنظيم النقابات العمالية لهذه القوّة الهائلة والمؤثرة على كافة الأصعدة مع حساب دور المراقبة الفاعل لمنظمات المجتمع المدني في كافة مجالاتها البيئية والاجتماعية ..
كانت الماركسية قد اعتبرت أن الطبقة العاملة مناضل طليعي من أجل الديمقراطية
(لينين ص104 مجلد2) والديمقراطية ذاتها ارتبطت بالاشتركية ( ديمقراطية اشتراكية) وبذلك حدّت كثيراً من الديمقراطية ومن مفهوم الحريّة ففي الوقت الذي الزمت الماركسية بالعمل وفق اختيار نوعية العمل المفروض من أرباب العمل (القادة) دون أخذ رأي العامل إن كان يرغب أو لا يرغب ذلك العمل ، أي قسرية العامل بعمل لا يأتلف معه فكرياً وجسدياً ، واعتبر الإنسان عاملاً قبل أن يكون إنساناً وسبقت صفة العمل صفة الإنسان ... كيف يمكن لإنسان أن يجيد عملاً لا يتواءم ورغبته وفكره حتماً لن يكون عمله منتجاً ويتصف بالجودة .. وكذلك الفلاح الذي جُرّد من شيء اسمه ملكية خاصة ليعمل في ملكية مشاعة بحيث يتساوى بحصته في الغلة مع فلاح آخر لا يعمل بجدٍ ، وبالحقيقة فإن أي فلاح لا يملك الحافز الذي يجعله جاد في عمله لأن تلك الأرض تقع في ملكية شائعة ، وسينال منها حصته الشائعة أيضاً مهما بذل من جهد .. أي لم تحسب في النظرية الماركسية الدوافع الفطرية في الإنسان وهو الرغبة في التملك وبالتالي الإخلاص في العمل إذا كان ملكية خاصة
ولذلك وجدنا الزراعة والصناعة تتقدم بشكل مذهل في الدول الرأسمالية بديمقراطيتها غير المحدودة وارتفاع دخل المزارع الأوروبي وأجر العامل فيها أيضاً وبعدم إلزام أي إنسان بعمل لا يرغب فيه والأخذ بقانون الضمان الاجتماعي ، لتكون الدولة ملزمة بتأمين الحد الأدنى لمعيشة الإنسان إذا فضّل عدم العمل ...
وهكذا تتبادل الأحزاب السياسية أفكارها ومخططاتها مع النقابات العمالية في تأمين حقوق العامل الإنسانية والديمقراطية ، بحيث لايمكن لعمله أن يكون محل تجارة ومزاودة لأثراء الآخرين ، بل أن يكون العامل بأجره مشاركاً لأرباب رأس المال في أرباحهم تحت رقابة منظمات المجتمع المدني من حيث البيئة الصحية ومن حيث عدم استغلال العمال والإتجار بهم واعتبار العامل هو إنسان أولاً وأخيراً وان مناسبة عيد العمال هي عالمية لإنسان حرٍ في ظلّ علمانية إنسانية وعولمة لاتسحق الإنسان










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قيادي بحماس: لن نقبل بهدنة لا تحقق هذا المطلب


.. انتهاء جولة المفاوضات في القاهرة السبت من دون تقدم




.. مظاهرة في جامعة تورنتو الكندية تطالب بوقف حرب غزة ودعما للطل


.. فيضانات مدمرة اجتاحت جنوبي البرازيل وخلفت عشرات القتلى




.. إدارة بايدن وإيران.. استمرار التساهل وتقديم التنازلات | #غرف