الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا هذا الإتلاف؟

نشأت المصري

2007 / 4 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هذه المقولة تقال دائما لتقديم النصيحة من جهة التبذير والتباهي,أو من جهة تبديد للمال الخاص أو العام بدون داعي أو من جهة استعمال سيء للممتلكات الخاصة أو العامة , أو من جهة تضييع الوقت في مناقشة متشددة ليس لها نتائج مرجوة ,أو من جهة تقديم رأي لمن لم يحترم رأيك,,,لهذا تجد كل من يخرج على الآخر ليعنفه بمقولة:
لماذا هذا الإتلاف؟
في كل ما سبق تجد هذه المقولة مكانها في قلوب من يسمعها فيحترمها الجميع لأنها نصيحة للبنيان وليس للهدم
ولكن هذه المقولة في كثير من الأحيان تستعمل كغلاف لممارسات قاسية متجبرة , ليس الغرض منها سوى قتل معنوي لآخرين, بهدف التقليل من شأنهم أو تحجيم لنشاطهم الخدمي أو الوظيفي , وكل هذا نابع من أحقاد داخلية غير سوية لدى البعض.
وكثيرون منا يرددون هذه المقولة لمجرد إبداء الرأي .
حياة البشر مبنية على نظرية في غاية الأهمية , وهي نظرية الصواب والعقاب .
العقاب !! أي أن كل من يخطئ يأخذ جزاء خطأه بدون مغالاة أو تهاون , أو تأجيل.
الصواب !!! أي أن كل فرد يحصل على مستحقاته كاملة نتيجة عمله , ولزيادة تفعيل هذا المبدأ يشمل الصواب كلمات التشجيع , وإبراز الأعمال الجيدة والممتازة, والعرفان بالجميل , ورسائل الشكر , والمكافآت التشجيعية , واحترام حقوق من يعمل عملا حسننا.
أما في الشعوب المتخلفة تتغير هذه النظرية , فينقلب حالها , فتجعل من الأسود أبيض من الأبيض أسود , وتجعل من المذنب برئ من البرئ مذنب , ليحل عليها غضب الله ولعنته في قول الكتاب :
ويل للجاعل الأبيض أسود والأسود أبيض ,, ويل للجاعل النور ظلام والظلام نور, ويل للجاعل الخير شر والشر خير.
بمعنى آخر !!! نجد كلمات التشجيع , والسناء للأعمال الجيدة , والاعتراف بصلاح شخص أو فئة من المجتمع ,, بمثابة تطييب الخواطر .
لرفع روح المنافسة الشريفة , لرفع روح العطاء والبذل , لرفع الروح المعنوية والشعور بالأمان.
ونتيجة كل هذا تقوية الانتماء وحب الوطن.
المدرس في التعليم عندما يستعمل رقيق الألفاظ مع تلاميذه مشجعا للمتفوق , ومشجعا أيضا الغير متفوق لمجرد أنه أبدى فكرة أو حل سؤال ,, ليجعل منه متفوقا, وكل هذا لا يكلفه شيء سوى قليل من الكلمات , ليتمادى هذا الفكر عند كثير من المدرسين الناجحين في عملهم يلجأ ون لتقديم بعض من الهدايا لتلاميذهم لتشجيع روح المنافسة بينهم,
وعلى النقيض أيضا تجد في المجتمعات المتخلفة , والمتغلغل فيها الكراهية والعنصرية , نجد من يضطهد المتفوقين الغير مرغوب فيهم ويتم تشجيع الآخرين,
ليخرج هؤلاء ليقولوا:
لماذا هذا الإتلاف؟؟؟
وعلى مستوى الإدارات أيضا يوجد هذا المدير الناجح , وتجد المدير المتغلغلة فيه روح العنصرية والاضطهاد.
فيؤخذ حق المجتهد ويعطى للآخر , لا يرقى المجتهد لمجرد أنه
مختلف معه عنصريا .
حاجبين المكافآت والترقيات , وخطابات الشكر , وحتى كلمات العزاء والتهنئات يخضعونها لهذا المبدأ قائلين :
لماذا هذا الإتلاف ؟؟
ليتمادى هذا الوضع المخجل والمشين لما هو أكثر من هذا ,, ففي المجتمعات الإسلامية المتشددة وبالأخص في مصرنا المحروسة:
تجد من يقيم نفسه مدافعا عن البلد ويضيع حق المسيحيين في المكافآت والعلاوات والترقيات , متحججا بالميزانية وحاجة العمل , ومتحججا أيضا بالدواعي الأمنية , وتجد أيضا من يقف عائقا لمصالح المسيحيين في مكاتب الحكومة والهيئات العامة متمسكا بالروتين والقانون مخترعا لنفسه قوانين تطبق على البعض ولا تطبق على الآخر.
وهناك أيضا من يقف عائقا لتعيين الشباب المسيحي متحججا أيضا بنفس الأسباب الواهية .
تجد من يقف معترضا على بناء كنيسة , أو مؤسسة دينية أو حتى جمعية لغرض تنمية المجتمع مساهمة في القضاء على مشاكل باتت تقلق المسئولين .
بل تجاوز الأمر لمؤامرات تحاك لغلق الكنائس القائمة , كما حدث في كثير من قرى مصر وأقربها حادث دير مواس في المنيا.
كل هذه الأحداث نابعة من أفكار مترسبة في العقلية المسلمة لمنع المسيحيين عن حقوقهم في العبادة وإقامة الشعائر الدينية, متناسين تماما وطنية المسيحيين في كل كبيرة وصغيرة من أول الأمانة ورح البذل في العمل والإنتاج مساهمين في رفعة الوطن , منتهين في مساندة الروح السياسية , والواجبات الدفاعية عن الوطن جنبا إلى جنب مع أخوتهم المسلمين, متناسين روح المحبة والمسالمة ليس عن ضعف ولكن عن قناعة بتطبيق تعاليم الكتاب المقدس,, مستخسرين فينا كلمة مديح أو سناء , بل مستخسرين فينا حرية العبادة , مستخسرين فينا كلمة شكر , قارعين قلوبهم تجاهنا فمعتبرين هذا إتلاف مرددين:
لماذا هذا الإتلاف؟
وعندما يتم تصريح ببناء كنيسة أو ترميم دور عبادة أو حتى ترميم دورة مياه في دور من دور العبادة المسيحية , فتجد الإعلان والخطب البراقة والتي تبجل العمل وتتباهى به , ولكن ليس محبة في المسيحيين ولكن هي مجرد دعاية عالمية, حتى يخال للعالم أن المسيحيين يعيشون حياة رغدة في ظل حكومتها القائمة.
فهناك آلاف الجوامع تبنى وتوسع وترمم سنويا دون ما يشعر أحد لأنه ببساطة,
هذا حق مكتسب لأخوتنا المسلمين.
ولكن هذا الحق منتزع تماما من المسيحيين .
فعندما تبنى كنيسة أو جمعية أو دور عبادة فلابد من مراسم افتتاح , تقال فيها الخطب وتقام السرادقات والاحتفالات , ويتم الشكر والعرفان لقيادات الحكومة والحزب والوزراء , وأعضاء مجلسي الشعب والشورى , والمجالس المحلية ,والمحافظ وفراش المحافظ والشيوخ والشعب العامل وغير العامل , كل في موقعه , عبارات تملق وإعجاب وسناء لمن لهم دور ولمن ليس لهم دور,لنقدم هذا كجزية ونحن صاغرون وليس عن حق لنا.
وليكن في علم الجميع أننا نقدم كل هذا عن طيب خاطر وكأنه قارورة طيب , لتطييب خواطر القيادات والشعوب المسلمة, ولكنكم تتقبلون هذا بل ترغمونا على عمله بدون وجه حق , لأن أبسط شيء في المواطنة هو حق العبادة وإقامة دور العبادة وبدون ضجيج , إلى أن نصل إلى هذه الروح حين إذ فقط نقول :
أن أخوتنا المسلمين أهدونا قارورة الطيب , بل سكبوها على رؤوسنا.
لتنتقل هذه العدوى لدولة الإمارات العربية , ليتم إنشاء أول كنيسة قبطية هناك , وهذا عمل جيد يعتبر كقارورة طيب على رأس أقباط الإمارات العربية, ولم يقل الحكام هناك مقولة:
لماذا هذا الإتلاف ؟!!!
لتجد رد فعل طبيعي من المسيحيين هو الشكر والإعجاب بهذا الفكر الطيب لدى ملوك الإمارات العرب , فيقابله البابا بقارورة طيب أخرى على رأس الحكومة الإماراتية , بمشاركته حفل افتتاح هذا العمل الجليل, وتقديم باقات الشكر والأخوة والمواطنة.
لهذا من المتوقع من الأقباط في الإمارات مزيد من التفاني في العمل ومزيد من رفعة هذا البلد العربي الجليل, بشعور جميل بالانتماء والمواطنة .
لنعد قارورات الطيب لبعضنا البعض من مسيحي لأخيه المسلم ومن المسلم لأخيه المسيحي.
حتى تصبح قارورة الطيب مهما بلغ ثمنها ليست .....
إتـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلاف!!!
نشأت المصري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. د. حسن حماد: التدين إذا ارتبط بالتعصب يصبح كارثيا | #حديث_ال


.. فوق السلطة 395 - دولة إسلامية تمنع الحجاب؟




.. صلاة الغائب على أرواح الشهداء بغزة في المسجد الأقصى


.. -فرنسا، نحبها ولكننا نغادرها- - لماذا يترك فرنسيون مسلمون مت




.. 143-An-Nisa