الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من النجف .. نستمد شرعيتنا الإلهية

عدنان صالح

2007 / 4 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هكذا يقول لنا الساسة العراقيون . فحين تشكل قضية ما على الساسة هناك ، في بغداد ، فما على احدهم الا ان يهيئ موكبه ويصطحب معه عدد من مراسلي الفضائيات (المعتمدة) لدى الحكومة ويتوجه نحو مثلث برمودا الذي يتحكم بوجهة السفن السياسية في ارض السواد . ليأتي بالمصادقة الالهية على ما أشكل ويلجم الأفواه بمرسوم سماوي مصدق بخاتم سماحة احد المراجع العظام ليغير مستقبل شعب بأكمله .
قضية كركوك ، والمادة 140 من الدستور ، وجدت طريقها هي الأخرى الى سراديب النجف الإلهية عسى أن تتم المصادقة عليها من قبل التاريخ الذي سيطمر العراق في الماضي الى الأبد . السؤال هو : هل يؤمن المسؤول الذي يحيل قضية ما الى النجف حقا في دورها في حل هذه القضية أم انه - ويبدو كذلك – بذلك يعطي شرعية ، غير شرعية الشعب في تقرير مصيره ؟ والمدهش هنا هو ان ابعد الزوار – للمدينة المقدسة – هو اقربهم لزيارتها واكثرهم احتمالا لاحالة اعقد القضايا حساسية الى الحوزة التي والى عهد قريب كانت مهمتها تعليم اللغة العربية والقرآن والفقه – وأمور أخرى -غير السياسة طبعا .
قضية كركوك هي القضية الأوفر حظا في الخلاف العراقي/العراقي والعراقي/الاقليمي . ولكن من المؤكد ان هناك حل لهذه القضية ، والأكيد انه خارج دائرة الحوزة العلمية والأقبية المقدسة . وفي حقيقة الأمر ان القدسية هي ليست لهذه الاقبية وإنما القدسية لهذا الأرض والشعب الذي فوقها وهو صاحب الكلمة الأخيرة في تحديد مصيره .
الضحك على الآخرين وصناعة فاتيكان فضولي يحشر نفسه في عدد وجبات الطعام التي يأكلها الفرد العراقي لأن الحسين أو محمد لا يرضى له هذا ، ما هو إلا صلافة وتدهور اخلاقي عشنا اتعس فصوله منذ (الانتخابات) وحتى وقتنا هذا وما ملامح الحرب الأهلية الا فصل اخر من فصول الشرعية الإلهية التي استمدها مجرمو الحرب القادمون بدوافع هي ابعد ما تمكن توقعه عن المشروع الوطني .
شعب كركوك وما يمارس عليه من وصاية من الداخل والخارج ، يمتلك الوعي والارادة الكافيين لتحديد ما يريد بكل وضوح . وقضية كركوك ليست الا جزئية من جزئيات الخلاف القائم على تعريف معنى المصالحة ، حين جلس كذا وأربعون (شخصية) سياسية عراقية ، كلهم بلا استثناء مشاركون في الحكومة وان لم يكونوا في الحكومة فبالبرلمان . جلسوا على طاولة التصالح مع المتصالحين واذا بهم ينتهون ببيت احد المتصالحين يتناولون الفيسنجون الذي كان بول بريمر معجبا به حتى انه تناول بعضا منه في منزل المرجع الاعلى . وكان لشعار لهذا المؤتمر : المصالحة الوطنية طريقنا نحو التحرير .
خلاصة القول ان السماء لم تعد منذ زمن تفوض أحدا بالنيابة عنها ، خاصة السياسيين ، لأنها اكتشفت ان الأمانة لديهم ضئيلة خاصة في ايام الاحتلال .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يهود متطرفون يتجولون حول بقايا صاروخ إيراني في مدينة عراد با


.. كاهن الأبرشية الكاثوليكية الوحيد في قطاع غزة يدعو إلى وقف إط




.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع


.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية




.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-