الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسئلة لمشروع اجوبة

كريم هاشم

2007 / 4 / 30
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


هذه الأسئلة ليست ملزمة لأحد بقدر ما هي مستفزة، كما أنها ذات مهمة تحريضية لإثارة التحدي في الذوات الإنسانية لمواجهة الواقع الذي يبدوا حيوانيا ينتمي إلى الغابة ، وحيث النهايات تشبه البدايات ،وحيث تلبس الأشياء والذوات وجوها بدلا من أصحارها لوجوهها ، كما يبدو المتصارعين كممثلين في تراجيديا أسطورية فقدت فخامتها لتبدوا كوميديا مبتذلة تثير الأسى والدموع عوضا عن أثارة الضحك سوى القهقهات المفتعلة . في منطق هذا الصراع العقيم وأدواته ووسائله،وبعد أن صارت حوارات رجاله وممثليه حوارات طرشان، فلكل يغني على ليلاه ويتخندق في ذاته،ألجأ إلى الحوار مع الورق،مستفيدا من كل ما يوفره الورق لي من حيادية وصمت لأمارس فعل حريتي من دون رقابة أو قمع أو كبت ليخرج النص ((متماسكا)) و ((متحررا)) وبالأحرى أنه يوهمني بذلك .عندما يكتمل النص يصير ملك ذاته وبذلك أفقد حريتي اتجاهه وأشعر بالسلب منه،ومن جديد ألجأ إلى الورق لإنتاج نص جديد لأستعيد فعل حريتي،الصراع الدائم بين النص كمشروع وبين النص كمنجز،هذا الحوار المستمر والمتنامي مع الذات يشكل صراعا جدليا بين فعل حريتي الذي سلبه مني أنجاز النص،وبين النص المنجز.النص المنجز ألغى الشخصنة التي تمتعت بها طيلة المقطع الزمني الذي كان فيه مشروعا لحين أنجازه ليكون ملكا لذاته ومتصارعا ومتفاعلا مع ذوات أخرى تتبناه أو تقارعه،وعندما تتعدد الذوات في أنتاج نصوصها فتتفاعل هذه النصوص وتفني بعضها بعضا متحولة من كونها نصوص منجزة سكونية إلى مشروع تجاوز يحقق فعل الحرية للذات المشخصنة محققا الحرية لها وميسرا لها منع الانسحاق في القطيع الواحد الملامح وحاجزا النزعة الأنانويه عن الذات المشخصنة لتتحول إلى ذات جمعية متحررة فاعلة ومتفاعلة،وهكذا يستمر جدل فعل الحرية في سيرورة دائمة ومتجددة.
أشترط أن يكون النص مستفزا ولا يكل عن التسائل فما يكبل فعل الحرية ويعيقها هو الرواسب والنهايات المتعددة التي تفرضها اللحظة الراهنة المشكلة للوعي والمتشكلة من الأيديلوجيا،العادات والتقاليد،تعدد الأدوار التي تمارسها الذات الواحدة،طبيعة النظام السياسي،التاريخ الذاتي والمجتمعي .......... الخ
في أشارة مهمة لأبعاد سوء الفهم أن ذلك لايعني القطع التام مع اللحظة الراهنة ولكن فعل الحرية يتأتى من الصراع الجدلي مع كل ﺁنات اللحظة التي تكبل الوعي. أن أول استفزاز مهم هو استفزاز الذات التي تعيش وهم الوعي أو الوعي الزائف الذي تفرضه وتصنعه ((أعضاء التنظير الأيدلوجي )) المختلفة فيكون شرط فعل الحرية الأول هو أن أستفز ذاتي وأسائلها وبذلك أغسل مراكز التفكير عندي من كل ما علق بها من رواسب ونهايات معيدا بنائها من خلال التساؤل الدائم للذات:هل مازلت أمارس فعل حريتي؟
بهذا السؤال سأستفز ذاتي وأسائلها فلا سبيل إلى الخروج من المأزق سوى أن نثير أسئلة مستفزة لوهم قناعاتنا في عصر تطورت فيه وسائل وأدوات تصنيع((الوعي)) وخلق الروبوتات الإنسانية.
السؤال هنا هل هي دعوة إلى مذهب أبكتيتوس في دعوته للحرية الداخلية "وأن تحررنا يمكن أن يتم في استقلالنا الروحي الداخلي،وأن حريتنا لايمكن تحقيقها بتغيير العالم"(1) وماذا عن رؤية ماركس حول أن "ما فعله الفلاسفة أنهم فسروا العالم بينما المطلوب تغييره " ؟

سنحاور ابكتيتوس في دعوته للحرية الداخلية ... فعندما أحاور ذاتي على الورق كمشروع نص فأني أمارس فعل حريتي وأوهمها ومسلماتها التي أكتسبتها من العالم حولها معيدا اكتشافها من جديد وبذلك أمتلك حريتي وأستقلالي الروحي الداخلي . وأذا أردنا أن نجري موائمة بين أبكتيتوس وماركس سنسئل كيف نكون ذاتا متحررة أذا لم نغير العالم ؟وكيف نغير العالم أذا لم نكن ذاتا متحررة ؟

رغم أن الحقيقة موجودة بوجود وعي الإنسان أو عدم وجودة، غير أن هذا الوجود لامعنى له خارج الفعل الإنساني،كينونتنا و فنائنا جبري ومتساوي لكن أشكالنا هو فيما بينهما . أن حقيقة الإنسان تكمن في فعل حريته، ومن هنا تأتي فرادته،الأشكال الحقيقي له هو الصراع الجدلي المستمر بينه كذات وكجماعة، وبينهما وبين الأرتهانات والتحديات المختلفة سواء تلك التحديات التي تفرضها الطبيعة أو تلك التي تفرضها نشاطاته المختلفة ونتائجها،ومن هنا يتمكن العقل المدرك بادواته المعرفية في أدراك الموضوع ويتوسط النص بمختلف مراحله في تمكين الإنسان من تحقيق حريته الفعل المتجدد ومحاولة أنتاج نصوص جديدة سيجعل منهما حاجز عن ثبات النص.

الإشكال بين الذات المشخصنة والذات الجمعية،بين حرية الفرد وبين حرية الجماعة وتلازم أحداهما مع ألأخرى،فليس من شخص حر في جماعة مستعبدة أو متمسكة بقيم الاستعباد أو تستعبد جماعة أخرى وبالعكس . هذه الإشكالية المستمرة تاريخيا للفعل الإنساني في صراعه مع الضرورات المختلفة للوصول إلى (فضاء الحرية)، رغم كل التقدم الذي حققته والرجوعات التي قطعت ذلك التقدم،لم تصل بعد إلى النقيض التاريخي لأرتهانات الضرورة المختلفة الحاجزة لأنسنة الإنسان والمجتمع .

النقيض التاريخي،المستبعد من التحقق،بفعل أرتهانات الضرورة بتحويلها النقيض إلى البديل عن طريق أستبدالها النخب السائدة بنخب سائدة جديدة تعيد أنتاج القمع والقهر قد يفسر لنا سبب تراجع الكثير من الثورات العظيمة في أهدافها وتحولها إلى دول قامعة والأخطر من ذلك تحولها إلى مجتمعات قامعة ومستبطنة للقمع .

الإشكال الأخر أنه كيف تستطيع مجتمعاتنا التي تعيش خارج العصر وتتخلف عنه أن تتحول إلى ذات فاعلة وهي التي تغرق في صراع البدائل الدموي و اللا أنساني من دون ضرورة موضوعية،لكي تندمج في العالم وتترك بصماتها عليه ؟ وكم نحتاج إلى أسئلة مستفزة حتى لو كانت مجرد إسقاط حجر في مستنقع راكد لمحاصرة فقر الموضوع وأدواته وأساليب تفكيرها وعملها ؟



(1)أبكتيتوس : (تقريبا 50-138 م ) . فيلسوف روماني. دون تعاليمه أريان فلافيوس تلميذه المتمكن . المصدر الموسوعة الفلسفية.وضع لجنة من العلماء الأكاديميين السوفياتيين . دار الطليعة للطباعة والنشر . بيروت








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شركة ناشئة في أبوظبي تستخدم الذكاء الاصطناعي لمساعدة المصابي


.. -مشروب الضفادع- ??في #بيرو كعلاج للربو، كان مجاورا للـ #باجة




.. وسط تكثيفِ الهجمات الروسية.. بوتين يؤكد أن بلاده تعمل على إن


.. صحف: كيم جونغ أون يستعد للحرب وقد يجرّ أميركا لحرب قبل الانت




.. قراءة عسكرية.. قوات الاحتلال تدمر دبابة لم تتمكن من سحبها من