الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف يحكم حاكم بما لا يؤمن به؟!!

نشأت المصري

2007 / 5 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عندما نجد كلمة إيمان يتطرق ذهننا إلى الإيمان الديني , ولكن هناك أشياء كثيرة يتفاعل معها الإنسان في رحلة حياته تخضع لمنظومة الإيمان في حياة هذا الفرد.
فتجد مفهوم الإيمان في فكر معلمنا بولس الرسول :
هو الثقة بما يرجى والإيقان بأمور لا ترى....
الجزء الأول من الآية يحدد لنا تفاعلات إيمانية يتطرق لها الفرد في حياته العملية , والجزء الثاني يحدد إيمانيات خاصة بأمور غير محسوسة " الإيقان بأمور لا ترى" وهذه الأخيرة تحدد إيمان ديني عقائدي, كلٍ فيما يؤمن وما يعتقد , وهذه الأخيرة تحدد اعتناق شخص لدين معين , أو بمعني أخر تحدد طريقة معينة لعلاقة الشخص مع الله , وكلٍ في وجهة نظره, يسلك الطريق الصحيح.
وفي هذا المقال لسنا بصدد مناقشة أديان ومعتقدات , وأي دين أولى بالعبادة من الأخر, ولسنا بصدد تكفير البعض لعدم مسيحيتهم أو إسلامهم .
فموضوع المقال خاص بالجزء الأول من الآية :
الإيمان هو الثقة بما يرجى..
الثقة بما يرجوه الشخص أو ما يتمناه أو ما ينتظره , ففي هذه الأخيرة أشياء نترجاها في حياتنا على الأرض , وأشياء أخرى نترجاها في الحياة الأخرى بعد الموت, في الأبدية.
فما نترجاه في الحياة الأخرى يختلف من معتقد لأخر حسب ما يعتنق الفرد من دين, وتعاليم هذا الدين ,, وفي هذه الأخيرة ليس لنا شأن بها أيضا .
فهناك أشياء كثيرة يؤمن بها الإنسان على مدار حياته, يوجد ما يستحق أن يجند الفرد حياته من أجل الدفاع عنه , ولا يمكن لشخص أن يدافع عن شيء غير ما يؤمن به, كما يوجد أيضا أشياء نؤمن بها ونتبناها على المستوى الفردي, ولا علاقة هنا بدين أو معتقد .
ضمن هذه الأشياء :
الإيمان بالوطن والدفاع عنه بكل غالي وعدم التفريط ولو بذرة رمل واحدة من ترابه, كما يخضع تحت هذا, الإيمان بالحلول لمشاكل هذا الوطن والتي باتت تقلق المسئولين.
الإيمان بحرية المرآة , وتعليم البنات , وإعطائهن فرصتهن الكاملة لتحقيق ما يؤمن به .
الإيمان بالدفاع عن الأقليات المضطهدة في الشرق الأوسط , كما هو متبع في مواقعنا العظيمة على الانترنيت .
وكثير!!! وكثير!!! من القضايا الإيمانية والتي تحتاج من كل واحد وقفة لتحقيق الغرض منها ,, أو ما نرجوه منها.
وأقرب هذه القضايا والتي تحتاج لإيمان منا في تطبيقها وهي قضية في منتهى الخطورة وربما تمس أمن وأمان الوطن العزيز مصر , وربما تجعل من المصريين أنفسهم فريسة سهلة في يد شيطان الإرهاب والذي بسط أذياله اللعينة على أرجاء المسكونة , وراح ضحيته دول كنا جميعا نعتز بها وبقادتها وشعبها , وأصبحت الآن تنقرض , تارة بيد الإرهاب الأعمى وتارة بيد الاحتلال , ولا أحد يستطيع أن يتكهن ما تحمله الأيام لهذه الدول التعيسة.
هذه القضية هي :
المــــــواطنـــــــــــــــة
فالمواطنة بين عناصر الأمة مهما تكن هذه العناصر , مسيحية إسلام , رجل ومرآة , أحداث وشيوخ , الجميع هنا يحتاج لتآلف حتى يعم السلام , وهذا التآلف هو ما يسمى بالمواطنة.
هذا الفكر في جميع البلاد المتقدمة موجود بالفطرة , ولا يحتاج لدستور , أو قانون وضعي لتطبيقه ,, ولكننا في مصر المحروسة وبعد تغلغل الفكر التكفيري الوهابي , وعناصر الأخوان المسلمين,لتفتيت عنصري الأمة , أصبحت المواطنة رغبة غير موجودة , ولكنها رغبة لدي المعتدلين من البشر المصريين وليس لدى العامة.
ولهذا الوضع المتردي , ولغرض إيجاد واجهة مزورة أمام الرأي العام العالمي , وضعت المواطنة ضمن التعديلات الدستورية الأخير.
لكن وبعد هذا مازالت المواطنة رغبة تحتاج لتطبيق.
المواطنة لا تحتاج لدستور , بقدر ما تحتاج لإيمان نابع من كل فرد في المجتمع لتطبيق هذه المواطنة.
المواطنة تحتاج لإيمان بمبدأ السلام الاجتماعي والمساواة بين أفراد الوطن الواحد .
المواطنة تحتاج إيمان بتطبيق الانتماء لمصر أولا وليس لوطن عربي يحتاج من يلملم أشلائه , والتي فجرها الإسلام السياسي بعبواته الناسفة وفكره المتحجر.
المواطنة تحتاج لإيمان قيادي, كلٍ في موقعه , بدأً من المسلمين بصفتهم أكثرية منتهيا بالأقليات الدينية.
ولكن نظرا لغياب إيمان القيادات المصرية بالمواطنة , تجد يد هذه القيادات باتت تتربص للأقليات الدينية منتهكة حقوقهم وكرامتهم , بتلفيق التهم تارة , وبتوطيد الفتن تارة أخرى , لتجد المواطنة تحترق في مصر وهي مازالت في المهد.
وأحداث المنيا بقراها أكبر دليل وأعظم رسالة توجهها القيادات المصرية للمصريين وهي:
لا مواطنة!!!!! وأشربوا من البحر الميت حيث هناك ماتت المواطنة أولا,!!! أو أشربوا من الفرات حيث رائحة أشلاء المواطنة ,!!!! أو لا تشربوا أصلا لتموتوا عطشا من نقص ينابيع مياه السلام والمواطنة في مصر .
الشرطة في مصر هي يد القيادة , وهي الساهر على تأمين سلام الأسرة المالكة والحاكمة وكل حاشيتها , وهي أيضا المعول الأوحد لهدم المواطنة في مصر .
وببساطة شديدة لأنه لا يوجد إيمان لهذه المواطنة في فكر العامة في مصر متمثلة في القيادات الحاكمة والشرطية , منتهيا بباقي الشعب العربي وليس المصري ,"لأن في فكرهم مصر عربية"
وهذا مرجعه لخضوع هذه القيادة لفكر الشارع , والأفكار التكفيرية والإرهابية , والمسيطرة إيمانيا على هذه العقول .
لهذا وقبل صدور دستور ورقي يحمل عبارة مكتوبة بالحبر فقط , يلزم وجود قيادات تؤمن بالوطن مصر , وتؤمن بالسلام , وتؤمن بتبني الحلول لمشاكل من شأنها تدمير مصر المصريين.
لتصبح المواطنة منقوشة بالإيمان في قلب كل مصري , لنجد طريق للسلام والمحبة والمواطنة الحقيقية.
ومرة أخرى!! ولا يكف لساني عن نطقها :
يدا بيد لنبحث عن مصر!!!! ونجد مصر في المواطنة , ليصبح ماء النيل هو الشريان الذي يوطد وينمي المواطنة وبكل إيمان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -روح الروح- يهتم بإطعام القطط رغم النزوح والجوع


.. بالأرقام: عمليات المقاومة الإسلامية في لبنان بعد اغتيال الاح




.. عبد الجليل الشرنوبي: كلما ارتقيت درجة في سلم الإخوان، اكتشفت


.. 81-Ali-Imran




.. 82-Ali-Imran