الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الموسكى من الابره للصاروخ

ايمان كمال

2007 / 5 / 2
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


من الإبرة للصاروخ هذا ما يمكن أن تطلقه على ما يباع في هذا الحي بسوقه الشهير.. (الموسكي).

هذا الحي الذي يعود تاريخه لمؤسسه الأمير "عز الدين موسك"، أحد أمراء صلاح الدين الأيوبي، يبدأ الحي من ميدان العتبة عند كوبري الأزهر، ويتماشى طولياً مع شارع الأزهر لينتهي بمسجد الأزهر الشريف ومسجد سيدنا الحسين.

يشتهر السوق العريق بازدحامه طوال أيام الأسبوع بالزوار من الفتيات والنساء، خاصة من يتأهبن للزفاف، فلا يمكن لعروس مصرية ألا تبتاع احتياجاتها من الموسكى، ففيه كل شيء يخصها، لينطبق عليه قول (من الإبرة للصاروخ)، كناية عن توافر أصغر المستلزمات إلى أكبرها.
كل شيء..موجود
بالموسكي شوارع متخصصة في بيع الالتزامات المنزلية مثل حمام الثلاثاء، وشارع السبع قاعات القبلية والمخصص للمفروشات المنزلية بأسعار الجملة، وشارع السمك للأقمشة.

وفيه شارع كامل للأدوات الكهربائية بأسعار رخيصة، وبه أيضا حارة مخصصة للنجف وهي درب البرابرة، ينتهي الدرب بشارع كمال الحسيني، والذي ينتهي بمسجد الشيخة سميحة الحسيني، لتجد نفسك اقتربت كثيرا من خان الخليلي.

ولا يمكن أن تذهب للموسكي دون أن تمر بمحلات العطارة في شارع المعز لدين الله الفاطمي، فهناك تجد أنواع من الأعشاب قد لا تكون سمعت عنها من قبل، فهناك أشهر المحلات مثل أكاديمية خضر العطار أو حمزاوى الصغير وغيرهم من العطارين، ومنذ دخولك حارة العطارة تشم رائحة البخور العطرة وهى رائحة موجودة في معظم المحلات بالموسكي تقريبا وليس العطارين فقط .
مشاهد متعددة
فى الموسكى تشاهد الباعة المتجولين والمرتزقة ينتشرون أكثر من أصحاب المحلات، وفى هذا السوق أمور متداخلة لا يمكن لأحد معرفتها إلا من يعيش فيه، فأصحاب المحلات الكبيرة يأخذون مقابل من المال (أرضية) من الباعة الأصغر مقابل أن يفرشوا بضاعتهم أمام محلاتهم، وذلك لارتفاع أسعار المحلات هناك.

في الموسكي تستمتع كثيرا بمشاهده الأكلات الشعبية كعربات المكرونة والممبار، والسيدة الجالسة على الأرض تبيع المحشى، والجميع يتسابقون عليها سواء من المصريين أو حتى العرب الموجودين بالمكان، وبجوارها تجد بائع الترمس بعربته الخشبية والتي يزينها بالقلل الفخارية.



في ذلك المكان الكثير تشعر أنك تعيش الماضي.. فتجد بائع العرقسوس بزيه القديم يتجول داخل المكان..وهناك المساجد الأثرية وعلى رأسها مسجد "الأشرف برسباي" الذي بني عام 827 هجرية، وهو مسجد على الطراز الإسلامي وقبته روعه في الجمال.

وهناك لا تتعجب إذا رأيت بائعة بزيها الشعبي البسيط وبجوارها سائحة في غاية الأناقة تقوم بتصوير ما حولها وهي سعيدة بما تكتشفه عن مصر.
زبائن وتجار
مروه، فتاه مصرية أقترب موعد زفافها، اختارت الموسكى لشراء ملابسها حيث يوجد أشكال لا يمكن أن تجدها في أي مكان آخر، تؤكد لو أن معها 100 جنيه سوف تشترى من الموسكى أكثر من شئ، في حين لو ذهبت أحد المحلات في أي مكان آخر فلن يكفى المبلغ شراء شئ أو أثنين !

صاحب أحد المحلات، يقول : "أعمل في تجارة الأقمشة أبا عن جد، ومعظم من في هذا السوق مثلي..هنا لا يمكن ألا تجد طلبك مهما كان، بل وبأرخص الأسعار، حيث أننا نأخذ البضاعة من المصنع ونقوم بتوزيعها على المحلات في القاهرة، حتى في وسط البلد والأحياء الراقية مثل الزمالك والمهندسين".

بينما يشير تاجر آخر أن زبائن السوق من كل أنحاء العالم وليس مصر وحدها، فمنذ بداية دخولك للمكان تجد ترحيبا من الباعة ويساعدونك للوصول للمكان الذي تريده بسهوله، وذلك لتعدد مداخل وحارات هذا الحي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التعبئة الطلابية التضامنية مع الفلسطينيين تمتد إلى مزيد من ا


.. غزة لأول مرة بدون امتحانات ثانوية عامة بسبب استمرار الحرب ال




.. هرباً من واقع الحرب.. أطفال يتدربون على الدبكة الفلسطينية في


.. مراسل الجزيرة: إطلاق نار من المنزل المهدوم باتجاه جيش الاحتل




.. مديرة الاتصالات السابقة بالبيت الأبيض تبكي في محاكمة ترمب أث