الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفداء المسيحى ..... هل يتناقض مع الثالوث ؟

ماريو أنور

2007 / 5 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قد تناولت سابقاً فى مقالى ( الفداء المسيحى – هل يستوجب عدل الله موت المسيح ؟ ) ... نظرية الفداء المسيحى , والعدل الإلهى من جهة أخرى .... وكيفية تناقض كلاً منهما فى المعطى للأخر ... أى أن العدل الإلهى ومحبته الدائم ذكرها فى المواعظ والأحاديث تتناقض مع المعطى الإلهى فى فكرة الفداء عامةً .
بعد نشر مقالى السابق مباشرة .... ومازال يتراشق إلى من الراسائل المسيئة إلى شخصى ... والحاكمة إلى بالتعصب , و عد الفهم , العاتبه عن كتباتى المحصورة فى الأطارى المسيحى فقط .... بل و النصيحة بالابتعاد عن هذا الدين الصحيح العفيف والتوجه إلى الآخرين و النقر فى أحشائهم , بدلاً من أنصباب الغضب الإلهى على شخصى الضعيف ... وإزالتنى من الوجود ...
ليكن فى معلوم من يقرأ هذه المقالات الصغيرة ... بأنى أنسان مسيحى , مع ملاحظة أنسانيتى قبل عقيدتى .... المهم ..... ما أتناوله فهو إيمانى الأول والمؤسس لحياتى .... لكن ... بالعق قبل الإيمان ... وأعتقد أنى بهذا فى لمسة الفارق بينى و بينكم .... فالعقل و أساس إيمانى وعقيدتى ... وليس إيمان أعمى لا يريد سوى ما يريده .... الفداء المسيحى من الدعامات الأساسية لإيمان المسيحى .... مع توضيح فكرته يثبت مضمونه .... وهذا ما افعله دون المساس بالفكرة و إلغائها .....
ليكن لكم الآتى :
- يقال أن الابن قد مات على الصليب وقام فى اليوم الثالث ... تمام لا أعتراض على هذا ... لكن من الكلمات التى تفوه بها المسيح على خشبة الصليب ( إلهى , إلهى , لماذا تركتنى ) ... إليكم تفسيرتها فى اللاهوت الشرقى الحالى : ((معني الكلمة لماذا تركتني للعذاب و تركتني أتحمل الغضب الإلهي على الخطية هذا من جهة النفس أما من جهة الجسد فقد تركتني أحس بالعذاب و أشعر به .......... لكن الآب ترك الابن يتألم و الابن قبل هذا الترك و تعذب به و هو من أجل هذا جاء فقد كان تركًا باتفاق من أجل محبته للبشر و من أجل وفاء العدل تركه يتألم و يبذل و يدفع دون أن ينفصل عنه , لم يكن تركًا أقنوميًا بل تركًا تدبيريًا ........ إن عبارة تركتني نعني أن آلام الصلب كانت آلامًا حقيقية و آلام الغضب الإلهي كانت آلام مبرحة و في هذا الترك تركزت كل آلام الصليب و كل آلام الفداء و هنا يقف المسيح كذبيحة محرقة و كذبيحة إثم تشتعل فيه النار الإلهية حتى تتحول الذبيحة إلى رماد و توفي عدل الله الإلهي.......... و هو الآن يتكلم بصفته ابن الإنسان حيث أخذ طبيعته و أخذ موضعه ووقف نائبًا عنه و بديلًا أمام الله و هو الآن يدفع ديون البشر جميعها ))
لا أكذب عليكم أن قلت بأنى لم أقبل فكرة الانفصال الدائم اللاهوتى عن الناسوت و العكس فى بعض المواقف و التصرفات لحياة المسيح على الأرض ... هذا أشبه بترقيع لعملية بناء للاهوتية ..... فالبناء المتكامل لا يتم تجزأته إلى شرائح منفصلة عن بعضها .... بل متكاملة , متناسقة , متوازية , وهذا ما أريد توضيحه ليس أكثر أو اقل ......
((لكن الآب ترك الابن يتألم و الابن قبل هذا الترك و تعذب به و هو من أجل هذا جاء فقد كان تركًا باتفاق من أجل محبته للبشر و من أجل وفاء العدل تركه يتألم و يبذل و يدفع دون أن ينفصل عنه , لم يكن تركًا أقنوميًا بل تركًا تدبيريًا )) نجد فى هذه العبارة أنفصال وقتى بين الآب و الابن .... أى انفصال الثالوث .... لماذا ... لأجل غضب الآب على البشرية .... ما هذا المواقف العجيبة الغريبة .... كيف لإله واحد فقط , ثالوث الجوهر .... إلا يتفق جوهره مع واحدانيته .... بهذا الترقيع المستمر للعقيدة اصبح الثالوث ليس لإله واحد .... بل عدة الهة تختلف مشاعرهم وتصرفاتهم على حسب أهوائهم ..... هل هذا يصلح أو يتفق عن ما نقوله فى عقيدة الثالوث و وحدانية الله .... وما أجمل العبارة السابقة فى الترقيع النهائى (( بالمعنى التدبيرى وليس الأقنومى )) .... هنا أقف لحظة لاتبين أمراً مهماً جداً وهو : الثالوث واحد ... أنا اؤمن بهذا .... لكن ما هذه الانفعالات المضافة الى الذات الإلهية .... نجد هنا أنفعال متناقض بين الآب و الابن وهذا الانفعال هو غضب الطرف الأول على الثانى , هل هذا يتفق فى الجوهر !! .... سيتهمنى كثير من المسيحيين بزعزعة الإيمان المسيحى ... مع ذلك أكرر بأنى لا أزعزع بل أثبته ..... هلما نتطلع ... نعيد إيماننا إلى نقطة الصفر .... ليسوا الآباء هم أواخر من وضعوا اللاهوت ... ليست الكنيسة هى المسئولة الوحيدة على إيماننا ... نحن أكثر مسئولية .... نحن الهيكل , فهل يصلح أن يصدأ هذا الهيكل .... ليكن ما يكون , دعونا نتابع ما وضعناه .....
يسألنى أحدهم ؟؟ .... هل تؤمن بالثالوث .... أجيب نعم بثالوث المحبة ..... إذا ماذا تقوله ؟ ..... أقول ما يتنافى مع الجوهر .... ليكن لكم ماذا أريد بهذا التوضيح .... إذا كان لشخصً ما رأى فى الحب وهو أن الحب لا مانع له للمراهقين ... فجاة وجدنا نفس هذا الشخص يرفض علاقة أحد بناته مع شخص آخر بحجة ( خطأ ) هذه العلاقة ..... ما رايكم فى هذا ؟ .... أنفصام .... أنه موقف يتعارض مع الآخر .... ذات لا تتفق مع نفسها أمام الآخرين ..... هذا ما أقصده ..
يسوع ... قد بشر بإله محبة .... ثالوث محبة متألم .... هل هذا يتفق مع غضب الآب على الابن .... لماذا ؟! .... بحجة الفداء .... ما هذه المحبة المتنافية مع الفعل ......
أجد هنا أعتراض مبدائى بطبيعة المسيح البشرية .... ليكن هذا مع توضيح .... فى قانون الإيمان نعترف و نقول ( لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا غمضة عين ) .... هل بهذا المعنى نعترف باضطراب فى علاقة الثالوث ... أم نصحح مفهومنا أفضل من الترقيع المستمر لعقيدتنا ....
قد يفهمنى البعض خطأ .... والبعض الآخر يتهمنى بإحياء هرطقات قديمة .... ليكن ما يقال .... لانى اثق فى ذاتى ودراساتى جيداً ... أنى لم أقترب من الثالوث .... بل أقتربت من عقول صلبة ترفض الآخر .....
(( أخطر ظاهرة للشبيبة , وللعالم الحاضر هى هذه إنهم أضاعوا الرغبة و الشوق إلى تذوق الحقيقة )) .

http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=92937
http://marioanwar.blogspot.com








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس #السيسي يستقبل سلطان البهرة ويشيد بدور الطائفة في ترم


.. 116-Al-Baqarah




.. 112-Al-Baqarah


.. سي إن إن تكشف عن فظائع مروعة بحق فلسطينيين في سجن إسرائيلي غ




.. نائب فرنسي: -الإخوان- قامت بتمويل الدعاية ضدنا في أفريقيا