الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن الرحيل إلإفتراضي

نهى محمود

2007 / 5 / 9
الادب والفن


أخيرا 00 تحرر مارد الحزن القابع في شرايين دمك أخيرا تحررت العبرات وشعرتي بها دافئة محرقة تكوي ذلك الجرح لتوصمه بالقدم وتضمن له حكمة الحياة الابدية بأن كل شئ يمضي حتى البشر.
بكيت فتحررت أو تحرر البكاء فأعادت الدموع تشكيل كيانك كنت في الأيام الاولى 00 تبكين لكنه بكاء غير الذي أردت غير الذي احتجت ان تبكيه 00 كان بينك وبين البكاء المنشود ألف سد وعندما انهارت السدود استسلمت الإرادة البشرية للطبيعه الأقوى وتدفق الحزن عنيفا فأزاح في طريقه كل ما وجد لمحتي نفسك تنتفضين من تحت الردم رأيت محاولات عديدة للنهوض راودك شعور بانك حتما ستنهضين لتحييّ كما علمتك " هي " ان تعيشي
شعرتي لاول مرة منذ الرحيل بحميمة القرب تلمحينها عندما تنظرين في المراة كل صباح تسمعين صوتها مدويا بكل ما علمتك وأنت تمارسين " حالة الحكي الفضفاضة الواسعه" تقرئيها فيما تكتبين تحتفظي بها ومضا مبهجا رغم الحزن القابع في اعماق القلب بستان من زهور وردية خلقها الله لتبعث في النفوس بهجة الرقة وقوة الضعف – واستبداد الإستسلام
الآن تشعرين بالقوة التي ظننت انها اسدل عليها التراب معها تشعرين بها تتسرب من تحت الارض لتعود وتملئك 00 كما يملئك يقين وجودها وإحاطتها لك يطمئنك هذا الشعور يحتويك ويذيبك حد التوحد مع كل ما تحبان وتشتركان وتقتسمان ميثاق صداقتكما الذي بدا على غير ميعاد " ويلح على ذاكرتك بكلماتكما الاولى معا " نتحرر من اوجاعنا فقط عندما نلتئم مع الحياة " نداويها فتبرأنا نتجاهلها فتقهرنا
تعبث أناملك في أوراقها تتناولين خطاباتها القديمة تقع عيناك على اسمك مكتوبا بين السطور تبدأين السطر من أوله" تخاطب أبيك 00 تقول انك ستذهبين قريبا إلى المدرسة تتسأل " كيف ستحتمل بعدك عنها طوال ساعات الدراسة" حزن يتدفق من كلماتها وهي تصف له مدى حبها لك تبتسمين وتسأليها دون جرأتك على العتاب " كيف ستقضين ساعات جلوسك في المنزل الان – وأنت تعودين كل يوم تفتشين عنها في الحجرات تشعرين ان وجهها وابتسامتها قد تطالعك وانتي تتقدمين نحو حجرتها ليصفعك ظلامها وبرودتها 00 تدركين ان الحجرة تبحث عنها هي الاخرى تفتحين دولابها وتتشممين العطر .. رائحتها الذكية في ملابسها تنفضين احد فساتينها بين يديك
تحاولين ان تريها داخله تحتضنيه وتمنعين تدفق دمعة من عينك تقبلين اشياءها وترحلين رحيل طويل 00 وغربة بعيدة كيف تعودين للبيت فلا تجديها كيف لا تحكي لها عما واجهت في يومك كيف لا تنامين جوارها في ليالي الصيف وقت الظهيرة وانت تحيطين بيدك خصرها لتطمئني نفسك بوجودها

وكيف تشاهدين فيلما جديدا او تقراين رواية لم تشاركك فيها
من بعدها قد يفكر معك فيما قد تكتبين ! من سيعلمك مفردات الحب التي دستها يدها في خلايا تكوينك !
في عيون من ستلمحين شغفها بك واعتزازها بانك قطعه منها !
00 تحارب لأجلك حرب لا يقوى عليها سواها ومن غيرها قد يعيدك جنينا مطمئنا لداخل الرحم
ومن سيملئك صوته بذلك اليقين الذي تمنحه لك
من غيرها سيكون زاد من إيمان لا ينفذ أسطورة من زمن اخر جاءت وإليه عادت 0

00
نهى محمود
كاتبة من مصر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس


.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في




.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب


.. أم ماجدة زغروطتها رنت في الاستوديو?? أهالي أبطال فيلم #رفعت_




.. هي دي ناس الصعيد ???? تحية كبيرة خاصة من منى الشاذلي لصناع ف