الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تركيا تدافع عن علمانيتها

جمال هاشم

2007 / 5 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بإلغاء القضاء التركي للجولة الأولى من تصويت البرلمان على عبد الله غول كمرشح لرئاسة الجمهورية ، يكون أنصار العلمانية قد تنفسوا الصعداء بعد مظاهرتهم المليونية المدافعة عن الطابع العلماني للدولة والذي أرساه كمال أتاتورك قبل أكثر من ثمانين سنة . لقد رفض الأتراك استغلال المؤسسات الدستورية للإنقلاب على الديمقراطية العلمانية التركية ، ورفضوا الإستراتيجية الإنتهازية لحزب العدالة والتنمية الذي تفتحت شهيته لرئاسة الجمهورية بعد قيادته للحكومة . إن من أراد الإنخراط في النظام الديمقراطي العلماني عليه أن يحترم الإختيارات الأساسية للشعب وعليه أن يحترم كل القيم الديمقراطية والثوابت الدستورية ، فإذا كان النظام الديمقراطي قد مكن حزب العدالة والتنمية من الدخول إلى البرلمان وتشكيل الحكومة ، فإنه يضع ضوابط لا تمس جوهر الإختيار العلماني ، فالمرجعية الإسلامية لاختيارات الحزب لايجب أن تؤدي إلى > القوانين والدولة ، فالعلمانية تقوم على الفصل بين الدين والدولة، وتتعامل مع الأديان على قدم المساواة ، وتعتبر الإيمان والممارسة الطقوسية العقائدية مسألة شخصية ، فما يهم الدولةهو احترام المواطنين للقوانين الوضعية التي تربطهم بمؤسساتها ، ورغم أن حزب العدالة والتنمية التركي مؤمن بالإختيارات الدستورية العلمانية ،ولا يشبه في شيء الأحزاب الإسلاموية المنتشرة في العالم العربي والإسلامي والتي تدعو إلى أسلمة الدولة والعودة إلى دولة الخلافة ، إلأ أن تخوف الأتراك نابع من عدم ثقتهم في نوايا هذا الحزب الإسلاموي ، وتخوفهم من التنازل التدريجي عن ثوابت اختيارهم العلماني خاصة وأن تركيا تستعد لدخول الإتحاد الأوروبي وتخشى من أي تشويش على ملفها المعروض على هيآت الإتحاد ، فتركيا تتجاذبها قوتان ، قوة أوروبية تحديثية وديمقراطية تريد جر البلد إلى الأعلى وإدماجها في اتحاد أصبح قوة اقتصادية عالمية أساسية ، بإلإضافة إلى نشر القيم الديمقراطية الأساسية ، والقوة الثانية هي التي تحاول تكبيل هذه الإنطلاقة التركية ، وجر البلد نحو ماضي الشرق و> المناهضة للتحديث والمناهضة للدمقرطة ، عبر أحزاب إسلاموية تسعى إلى مناهضة كل القيم المنفتحة والقوانين الجريئة ، لهذا اختار الأتراك التوجه نحو المستقبل عبر طلب اندماجهم في أوروبا ، وتكييف قوانينهم مع القوانين الأوروبية وترك الشرق وتخلفه وراء ظهورهم . إن حزب العدالة والتنمية الذي أراد جس نبض الشارع التركي ومدى استعداده للتراجع عن اختياراته العلمانية ، فوجيء بانتفاضة المواطنين وحزم المؤسسات وحرص الجيش على حماية الدستور كي تبقى تركيا علمانية وكي تتحرك الأحزاب داخل نطاق هذا الإختيار مهما كانت تلويناتها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المسيحيون في غزة يحضرون قداس أحد الشعانين في كنيسة القديس بو


.. شاهد: عائلات يهودية تتفقد حطام صاروخ إيراني تم اعتراضه في مد




.. بابا الفاتيكان فرانسيس يصل لمدينة البندقية على متن قارب


.. بناه النبي محمد عليه الصلاة والسلام بيديه الشريفتين




.. متظاهر بريطاني: شباب اليهود يدركون أن ما تفعله إسرائيل عمل إ