الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صراع الآلهة في الانتخابات!

سالار الناصري

2007 / 5 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ماذا يعني تأسيس حزب على أساس ديني في امة مستثارة دينيا لأسباب كثيرة منها فوبيا الهوية ،واستمناء النكوص الى لحظة حضارية ماضية ،والهروب من إدمان الهزيمة الى شعوذة التفوق الديني .. وغيرها مما يطيل القائمة ويسرد مواجع امة لم تزل تؤرخ لحظاتها بالجراح ،وتضمد كلومها بالجهل وتوأد أطفالها في مهد التخلف.
ماذا يعني تأسيس حزب على أساس ديني في امة اختصت بتصدير كل ما هو ديني ابتداءا بالجماعات الدينية وتنظيماتها ومرورا برجال ومشايخ الدين الى العمامة والمسبحة؟!
ماذا يعني تأسيس حزب على أساس ديني وسط ملايين غرروا بإيهامية إن تطبيق الأحكام الفقهية سوف يوفر لهم فرص عمل ،وسوف يجلب لهم الخدمات ،ويرخص سعر الوقود ،وان يزيد الرواتب ،ويجعل الحياة صورة من الجنان ،ليس بالتدبير الوطني ولا بالاستثمار الخارجي ،ولا بإستراتيجية اقتصادية مبتدعة- ونعوذ بالله من البدعة - لكن انطلاقا من نظرية (عبدي اطعني تكن مثلي ) فيستطيع كل متدين مطيع ان يحول الطوب والحصى الى ذهب ولؤلؤ ..كيف ؟!لا احد يدري لكن الله قادر (وما عندكم ـ أيها العلمانيون ـ ينفد وما عند الله باق).
تأسيس الأحزاب على قاعدة دينية يشل أرادة ووعي الجماهير، لان الحزب سوف يمثل الدين ،بل وقد يمثل الطائفة ،بل قد يمثل المذهب..
وترى الجماهير مسوقة لكي تنتخب الحزب الذي يمثل الاهها،
وهذا ما حدث في الانتخابات المارثونية العراقية..
فالحزب الديني السني يمثل ألاه السني ،
والحزب الديني الشيعي يمثل ألاه الشيعي ،
بل قد نجد ان الآلهة تتشضى على الجماعات والتيارات والمرجعيات بصورة اصغر واصغر،
بل لم يختلف المشهد كثيرا في البحرين والكويت ومصر،
الناس لا تنتخب البرنامج السياسي للحزب بل تنتخب ألالاه الذي تعبده.
سواء كانت اسلامية وغيرها أم طائفية أم مذهبية ...
بل لا أجد ضرورة بان تتسمى تلك الأحزاب بغير الاهها المحلي الذي تعبد،
الا تتحدث باسمه،
الا تحول كلماته الى شعارات سياسية،
الا تريد تطبيق شريعته..
بالطبع سوف تغيب الإرادة الإنسانية ،ورغبات الجماهير ،ويغيب الفكر الإنساني والعلمي في معالجة المشاكل والأزمات..
بالطبع سوف تنتفخ بطون المشايخ بأصوات الخاضعين لترشيح الله عن الدائرة الانتخابية ،وسوف تنفجر جيوب الناطقين باسم الله بزكاة المؤدين لله في حملته الانتخابية ،
وبالمقابل سوف يندحر في تلك الانتخابات كل من ليس له ألاه يزمر به في حملته الانتخابية ،وكل من يأنف أن يسخر ربه لجمع اكبر عدد ممكن من الأصوات .
أما حينما تشكل تلك الآلهة حكومة وحدة وطنية كما هي حكومة المتأله المالكي في بغداد فان الآلهة سوف تتصارع مليشياتها وجماعاتها في شوارع بغداد ولن تجدي بدعة العزل في تسوير أحياء العاصمة نفعا ،لان لآلهتنا مدافع هاون وصواريخ كايتوشا،ولها معظم الوزراء في مجلس الوزراء ..
وقد تقف يوما أمام صندوق الانتخاب لتتساءل :هل انتخب ألاه أم إنسان..
وأقول لك انظر الى بغداد الآن لتقلع عن التفكير في انتخاب ألاه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا


.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس




.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت




.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا