الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعور بالنقص عند المصريين.

أيمن رمزي نخلة

2007 / 5 / 7
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


ما هو مقدار الشعور بالنقص Sense of inferiorityعند المصريين، مسلمين ومسيحيين؟
في كل وقت وكل مكان، دائما تجد المصريين يقسمون بالله العظيم. وفي النداء للصلاة يقولون الله أكبر. أي أن المصلين يقرون بصغرهم، أو بعدم قيمتهم بجانب عظمة الله. ومن أسماء الله ـ دائمة التكرارـ الأعلى والمهيمن، وهو على كل شيء قدير.
أين قيمة الإنسان؟
إنه لا يساوي شيء. لا قيمة للإنسان، دائما التأكيد على أن الإنسان مخلوق من تراب ودائماً لسان حاله كما قال أحدهم في يأسه وكآبته: من هو الإنسان حتى تذكره يا رب!!!
أو حين يسميه النبي داوود في مزاميره: الجبار القدير.
وحين تقرأ في الإنجيل على لسان الرسول يعقوب: الإنسان بخار يظهر قليلاً ثم يتلاشى. وهنا ترى المفسرين ورجال الدين يؤكدون على دونية الإنسان، إذ لا قيمة للإنسان، ولا أعمال الإنسان، ولا جهده ولا نشاطه.
وفي التعامل الاجتماعي للمجتمعات المتدينة مع الإنسان: لا قيمة لتعلم الإنسان، وصنعه لمخترعات تفيد البشرية.
لاحظ الآن مدى انتشار الأمية في العالم الذي يدعي التدين، ويقول أن الدين هو الحل!!!
ماذا عن المجتمعات العلمانية الراقية ورقي الإنسان فيها؟!
ـ حين ابتعدت الدول المتقدمة الراقية عن تغييب الدين وحكم رجال الدين وسيطرتهم على العلم، وعدم توظيف الدين وربطه بالعلم.
ـ حين توقفت أوروبا عن دراسة الإعجاز العلمي في التوراة والإنجيل.
ـ حين أصبح الدين علاقة شخصية بين الإنسان وإلهه.
وقتها تقدمت الدول الراقية وأصبحت أفضل علمياً، وتفوقت تكنولوجياً.
وأصبح الإنسان في هذه الدول أكثر رفاهية، وأكثر سعادة.
هناك بدأت العبادة للإله من القلب والعقل وبوعي، وليست مجموعة من المظاهر والطقوس عديمة القيمة مثل مجمعاتنا المتأخرة.
ماذا عن "حديث الذبابة"، وتخلفنا الحضاري في كل المجالات!!!!
حين ربطنا بين خرافة الحديث الشريف للذبابة والإعجاز العلمي في مثل هذه الأحاديث لنبي الإسلام.
وقتها تعامل معنا العالم الخارجي كما يتعامل مع الذباب، وقام بإعطائنا وبإرادتنا المبيدات المتسرطنة.
حين تعاملنا مع "بول الإبل" أنه دواء وشفاء لأنه سنة محمدية مذكورة في صحيح مسلم، وأن هذا وحي يوحى وما ينطق رسول الإسلام عن الهوى.
وقتها قبلنا بكل فرح وترحاب على أساس أنه القضاء والقدر، أن نشرب الماء الملوث، وسمينا هذا التلوث: شر القدر والمفروض أن نقبله مؤمنين، خاضعين، خاشعين، شاكرين، ومهللين بحمده تعالى.
فالأعلى أراد، والعظيم سمح بهذا، فلا اعتراض على أفعال الأكبر. لكي لا تقذف بقنابل التكفير في زمن التفكير.
ما هي مظاهر الشعور بالنقص Sense of inferiorityعند المصريين؟؟
1ـ حين تنظر حولك لمآذن المساجد، أو منارات الكنائس وتجد الارتفاعات الشاهقة التي يحاولون من خلالها أن يصلوا إلي الأعلى. ألا يشعرون وقتها بقلة قيمتهم وصغرهم ومحاولاتهم الدائمة للتعبير عن إحساسهم بالنقص نحو الله البعيد عن مخلوقاته؟؟!!!
2ـ حين تقارن بين البنايات التي تُبنى في الخارج وتُسمى أبراج لأنها تتعدى المائة طابق، بينما هنا حين يبني مصري عمارة من خمسة طوابق يسميها "برج الرحمن"، أو"برج الرضوان" وكأن هذه العمارة هي عينة من جنة الرضوان على الأرض الحقيرة.
3ـ حين ينحني المصريون لتقبيل يد القسيسين في الكنائس، ويقولون له أو للأئمة المسلمين في المساجد: يا سيدنا!!!
ألا توحي بأننا عبيد وهم أسيادنا والذي يقولونه يسير، وأنا أريد وأنت تريد لكن ما يقوله سيدنا هو الصحيح في عالم الإحساس بالنقص وقلة القيمة.
4ـ ملابس الأطفال
انظر حولك. حين يشتري الأب بذلة ضابط شرطة أو بحرية أو جيش للطفل الذكر الصغير!
وقتها ترى الأمنيات بأن يكون الطفل ضابط، لكي يقول الناس للأب: يا أبو الضابط، حتى يحترمه بقية المخلوقات. لأنه وقتها سيكون الأعلى بين البشر.
إنه علاج وهمي للإحساس بالنقص من ناحية رجال الشرطة.
وحين تجد أم ترتدي ملابس لا تظهر منها ولا حتى عينيها، لكن تُلبس طفلتها قطعة من الملابس لا تستر أي جزء من جسدها.
وقتها لابد أن تفهم مدى الكبت والشعور بالدونية لأن السيدة الكبيرة لا تستطيع أن تلبس ملابس كما تؤمن هي، لكن كما يؤمن الزوج أو سيدنا الشيخ المسلم، أو سيدنا القسيس المسيحي.
5ـ ألقاب النداء
رغم أن الألقاب التركية للمحتلين العثمانيين، انتهت مع بدء ثورة يوليه 1952، إلا أنك مازلت تسمع المصريين يطلقون على أي ضابط شرطة "الباشا"، ويدور سؤال في ذهني:
هل لإحساس المواطنين بالنقص من قبل رجال الشرطة لأنهم الأعظم والأقوى والأكبر؟
أم لشعورهم بالنقص لأنهم محتلين من الشرطة؟
6ـ ألا تعرف أنا ابن من في هذه البلد؟!
حين تجد المخالف في إشارة المرور، أو الذي لا يحترم القواعد أو القوانين، وتسأله: لماذا؟
وحين تكون إجابته بكل كبرياء وتعال: ألا تعرف أنا ابن من في هذه البلد؟؟!!
وقتها ترى بوضوح كم الإحساس بالنقص لدى المصريين من خلال تعاملاتهم المختلفة.
7ـ مظاهر العبادة الفارغة من المعاني الحقيقية.
حين نقول لمن صلى ركعتين زيادة في المسجد: "يا حاج"، أو نقول لمن دخل الكنيسة من المسيحيين في غير يوم الأحد: "يا مقدس".
هنا ترى الشعور بالنقص متجسد لأننا نعتقد أن مظاهر العبادة من طقوس وفرائض هي الأهم، وليس العلاقة الراقية بين الإنسان وإلهه.
8ـ الأسماء الأجنبية
منذ قديم الزمن كان لأسماء المصريين معنى وهدف واضح ومباشر، لكن مع تقدم الغرب علينا كمصريين، بدأنا نقلدهم في تسمية الأبناء بأسماء ليست لها معنى في ثقافتنا أو حضارتنا لا الإسلامية ولا المسيحية، ولا حتى الفرعونية.
9ـ النساء ناقصات عقل ودين، وأكثرهن من أهل النار.
ورد في صحيح الأحاديث التي ذكرها نبي الإسلام محمد والتي يتداولها ويؤمن بها أغلب المسلمين: أن النساء ناقصات عقل ودين، وأن النبي محمد رأي أن أكثر أهل النار من النساء.
وعلى هذا حين تتكرر وتتأكد مثل هذه الأحاديث، والذين يحاولون الدفاع عنها يؤكدونها أكثر.
وقتها نجد أن النساء يتملكهن الإحساس بالنقص، والشعور بقلة القيمة.











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ويكيليكس يعلن أن جوليان أسانج -حر- وغادر بريطانيا بعد إبرامه


.. الاتحاد الأوروبي يوافق على فرض عقوبات جديدة على روسيا بسبب ا




.. عاجل|10 شهداء بينهم شقيقة رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل


.. اللواء فايز الدويري: إذا توفرت أعداد من سلاح القسام الجديد ف




.. العربية تحصل على فيديو حصري لمحاولة قتل طفلة برميها في مياه