الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المغرب العربي في مواجهة الإرهاب

جمال هاشم

2007 / 5 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أثبتت الأحداث التي شهدتها أهم دول المغرب العربي منذ بداية هذه السنة ( أحداث تونس والجزائر والمغرب ) تصميم إرهابيي القاعدة على زعزعة استقرار المنطقة والبحث عن قواعد جديدة في الصحراء الكبرى ،هذا ما يفسر قبول جماعات القتل في الجزائر الخضوع لقاعدة الإرهاب العالمي وتأسيس قاعدة الإرهاب بالمغرب الإسلامي . وقد ركز الإرهابيون على منطقة المغرب العربي لسهولة استقطاب شبابه ( في الداخل وفي المهجر) بالإضافة لقرب المنطقة من أوروبا المستهدفة بدورها من طرف قوى الكراهية والتدمير ، ووجود خلايا نائمة وشبكات تمويلية في أهم العواصم الأوروبية ،والتي تشتغل تحت يافطة > . إن هذا الوضع يفرض عل دول المغرب العربي إحياء مؤسسات ( اتحاد المغرب العربي ) وتجاوز الخلافات الثنائية لمواجهة الخطر الإرهابي الذي يستهدف المؤسسات الدستورية للدول المغاربية . ولعل طرح المغرب لمقترح الحكم الذاتي لمناطقه الجنوبية ، فرصة ذهبية للخروج من مأزق مشكل الصحراء الذي تورط فيه النظام الجزائري وأدى إلى تسميم العلاقات المغربية الجزائرية . إن القضايا الأمنية تعتبر قضايا مستعجلة في هذا السياق ، وتفرض تنسيقا متواصلا بين الأجهزة الإستخباراتية وأجهزة الشرطة والجيش ، لضبط تحرك الخلايا الإرهابية ، ومهربي الأسلحة والبشر خاصة في منطقة الساحل والصحراء الكبرى جنوب الجزائر .فالحرب الدولية على الإرهاب تفرض علينا تنسيقا جهويا لمواجهة الطوفان الظلامي الجارف ، فالدول المغاربية لا يمكنها مواجهة الجماعات الإرهابية بشكل منفرد ، كما أنه ليس من المعقول المزايدة في هذا الشأن بين الدول المتخاصمة ، لأن مصلحتها الأساسية في التعاون والتنسيق الإستخباراتي لتجنيب شعوب المنطقة المآل الكارثي الذي يعده لها الظلاميون . وإذا كانت الأنظمة والمؤسسات الرسمية مطالبة بإعادة الحياة لهذا الصرح المغاربي ، فإن المجتمع المدني مطالب بالقيام بدور فعال في مواجهة الفكر الظلامي ، من خلال التنسيق بين الجمعيات الثقافيةوالشبابية المؤمنةبقيم الحداثة والتسامح والداعية إلى نبذ الحقد والكراهية. كما أن الشخصيات الدينية المتنورة في منطقتنا مطالبة بالتنسيق فيما بينها لنشر العقائد المعتدلة السليمة لديننا الحنيف ودحض الأفكار المنحرفة لدعاة التطرف والإرهاب . فلا يعقل أن يكون الإرهابيون هم السباقون لتوحيد جهودهم وتأسيس قاعدة الإرهاب في بلاد المغرب الإسلامي . فدول المنطقة مطالبة بتجاوز كل العوائق حتى لا يجد الإرهابيون ثغرة ينفذون منها لتطبيق مخططاتهم الدموية ، ولعل رسالة التعزية التي بعث بها جلالة الملك إلى الرئيس الجزائري على إثر العمل الإجرامي يوم 11 أبريل ، تحمل عدة رسائل في هذا الإتجاه ، فالإرهابيون لا يميزون بين هذا البلد وذاك ، وستكون مواجهتهم فعالة كلما وحد المغاربيون جهودهم رسميا وشعبيا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم


.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا




.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است


.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب




.. الفوضى التي نراها فعلا هي موجودة لأن حمل الفتوى أو حمل الإفت