الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نجاة النادي

مجدي شندي

2007 / 5 / 9
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


هذه ليست مقطوعة غزلية بقدر ماهي مرثية لجيل منقرض , صاحبة الفضل فيها نجاة النادي .
نجاة سيدة فلسطينية لها وجه قطة أليفة وقلب نمرة , هي بالقطع ليست من هذا الجيل وإنما سليلة أقوام عظام كانوا يعيشون يوما على هذه الأرض , لا تشبه نساءنا وفتياتنا الأخريات , بل هي من جنس الزباء بنت عمرو بن الظرب والخنساء بنت عمرو الأسلمية وجليلة بنت مرة الشيبانية وأسماء بنت ربيعة التغلبية واليمامة بنت كليب.
كان العالم العربي منشغلا كعادته صبيحة الأربعاء الماضي بشرم الشيخ , ورايس, والمتاعب التي تواجه أولمرت , وانشغالات بعض الزعماء بالتمكين لأنفسهم في السلطة لأجل غير مسمى , ومحاولات البعض الآخر لنسيان الشبح الموريتاني ... وكانت نجاة وحدها على حاجز حوارة قرب نابلس تستدعي كل ما في تاريخ العرب من شمم وإباء وتنقض كنمرة مفترسة على جنود إسرائيليين انتزعوا ولدها( نادي رائد – 17 عاما) من يدها بحجة حيازة عبوات ناسفة . في لحظة رأت ابنها معصوب العينين بعد اعتقاله وايقافه الى جوار سيارة جيب إسرائيلية , فاندفعت نحوه , احتضنته وأخذت تقبله رغما عن الرشاشات المشهرة والرصاص المحرم المتعطش إلى جسد عربي , وحينما انتزعوه من أحضانها دخلت في عراك مع ثلاثة جنود إسرائيليين فيما وقف عشرات المتفرجين يظللهم خزي وعجز واحساس بالمهانة والفخر في آن واحد .. إذ أن امرأة تتجرأ على فعل مايجبنون هم عنه.
ليست المرة الأولى في تاريخنا القريب الذي تردد فيه وكالات الأنباء اسم إمرأة عربية فيما لاتجد سببا مقنعا لترديد أسماء مئات الملايين من الرجال , فقبلها كانت جميلة بوحيرد وجميلة بوعزة وجميلة بوباشا وشادية أبو غزالة ودلال المغربي وليلى خالد وسهى بشارة ووفاء إدريس وآيات الأخرس وعندليب قطاقطة وهبة دراغمة وهنادي جرادات وريم الرياشي .
نجاة أكثر شجاعة من مئات الملايين إذ أنها لم تدع للخوف طريقا إلى قلبها .. فهي على أرضها وهم أغراب , وهي ابنة حسب ونسب وهم شذاذ آفاق .. لم تدع تذكر أبنائها العشرة الآخرين يوهن عزمها , فما فائدة أحد عشر ابنا يعيشون في ذل , ولماذا لاتضحي بعدد منهم لتتنسم عبير الحرية فوق أرضها , وتمشي مرفوعة الرأس لا يوقفها حاجز ولا يتجرأ كلب حراسة للمصالح الغربية فينبح عليها .
هل أقول اني مفتون بها وأراها أجمل الف مرة من ملكات الجمال ومغنيات الفيديو كليب وعارضات الأزياء والكاسيات العاريات اللاتي يخرجن من المصاعد وشاشات التليفزيون وبوابات المراكز التجارية ومن حنفيات المياه.
ترى هل منحتها الشجاعة هالة من نور فرأيتها بدرا في ليلة تمامه , أم أن عزة النفس تعطي صاحبتها بريقا يأسر القلوب ويذهب بالألباب .. لماذا أرى هؤلاء المناضلات كحوريات نزلن على الأرض , وما كل هذا السحر الذي يتدفق حين تنفض صاحبة حق غبار المهانة, وربما كان موقف السيدة زينب بنت علي (رضي الله عنهما ) في مواجهة يزيد بن معاوية من أكثر المواقف التي تدلل على بطولة المرأة العربية المسلمة . قالت زينب ليزيد: أظننت يا يزيد أنه حين أُخذ علينا بأطراف الأرض وأكناف السماء فأصبحنا نُساق كما تساق الأسارى، أن بنا هوانًا على اللَّه وأن بك عليه كرامة؟ وتوهمت أن هذا لعظيم خطرِك ، فشمخت بأنفك، ونظرت في عطفيك، جذلان فرحًا حين رأيت الدنيا مستوثقة لك والأمور متسقة عليك .. واللَّه ما فريت إلا في جلدك، ولا حززت إلا في لحمك. وستعلم أنت ومن بوأك ومكنك من رقاب المؤمنين - إذا كان الحكَم ربنا، والخصم جدنا، وجوارحك شاهدة عليك- أيُّنا شر مكانًا وأضعف جندًا. فو اللَّه ما اتقيت غير اللّه، وما شكوت إلا للَّه، فكِد كيدك، واسع سعيك، وناصب جهدك".
موقف نجاة النادي دليل على أن هذه الأمة مزرعة أبطال . إن نام رجالها همت نساؤها تزود عن العرين , وتنفض غبار اليأس عن اليائسين .
كم أحب هذه المرأة .. فالحرة لا تحنى رأسها للطغيان.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منسقة مركز الدعم في منظمة كفى سيلين الكك


.. الرئيسة المشاركة في مجموعة العمل الجندري في هيئة الأمم المتح




.. المشاركة في الورشة منال أبو علوان


.. سناء حسن وهي إحدى المشاركات في الورشة




.. المديرة بالإنابة لمنظمة -إنترناشونال ألرت- ليال أسعد