الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر في ذمة الله!!

راني خوري

2007 / 5 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عذرا على هذا العنوان المتشائم، ولكني والله لا أرى عنوانا مناسبا أكثر منه خاصة بعدما قرأت النبأ المشؤوم بقرار بناء جسر بحري يربط بين بلد الإرهاب والتخلف، وبين حضارة عريقة تحتضر وتلفظ أنفاسها الأخيرة، بعدما اعتنق أبناؤها فكر البداوة والجهل المقدس، وأسموه الحل!!

مصر التي ما انفكت ترفد العالم بحضارة تلو الأخرى وساهمت بشكل فعال في تقدم العالم، وكانت القوة العظمى في فترة من الزمن، أصبحت عاجزة عن الوقوف أمام السرطان الوهابي القادم من شبه جزيرة الغباء والتخلف؟!، وأصبح أبناؤها أول من نحرها من الوريد إلى الوريد بدفاعهم المستميت عن عقيدة الجزء الأسفل المقدس، وأول من باعها لقاء ريالات معدودات ترمى في ملاهي الرقص والسمر، أو تدفع في زنى يشرعه أصحاب "الحل" بمسميات أبعد ما تكون عن الزواج، أو تدفع لداعية نصاب محترف يضل البشر، وبالمقابل تسترد مليارات في موسم البلاهة الأعظم في بيت اللات والعزة و منات.

كل ما قرأته من مقالات حول الفائدة الجمة التي ستجنيها مصر من بناء هذا الجسر لم يخرج إلا بفائدة واحدة، أن الحجيج المصري أصبح سيصل إلى الديار المقدسة عبر طريق أكثر أمانا من الطريق البحري!! وكأن حياة المصري كلها قد امتلأت نعيما وهناء ونسي كل همومه ولم يبق له إلا أن يزور الحبيب في مرقده وأن يطوف ويرمي ويذبح؟! فالشعب كما أسلفنا قد وجد الحل، وجد الحل للفقر المدقع الذي ينخر عظامه بالزكاة والجزية، وجد الحل لمشكلة الرشوة بقبول الرسول للهدية، وجد الحل لمشاكله الصحية بكتب الطب النبوي والأدعية، وجد الحل للمشاكل الغذائية باختراعات جديدة كتطعيم الحليب بنكهة البول، ردا على تطعيم الحليب بنكهة الشوكولاتة والفراولة وإضافة الفيتامينات والمعادن المقوية لتركيبته، وجد الحل بنظام الشورى الذي يحتكره العلماء وأولي الأمر عوضا عن الديمقراطية الشعبية، وبعد كل هذه الحلول أصبح من حق الشعب أن "يهيص" قليلا في ديار الرحمن.

أما ما سيستفيده السعوديون فحدث ولا حرج، فبعد أن أصبحت مصر بلا أي وزن سياسي في العالم بسبب رئيسها الذي سلم أمره لله السعودي، أصبح واجبا إخضاع أرضها وما تبقى من ثرواتها لمطامع وشهوات آل البيت، كل أنواع الزواج المبتكرة للذكور من آل الوهاب ستكون بيئتها الاختبارية مصر وشعبها، ولا يكفي الذل الذي يعيشه أبناء مصر في الخليج بسبب البحث عن لقمة العيش، بل سيحضر الذل إلى الداخل عبر جسر "صلة الرحم" الجديد. ناهيك عن الانتحاريين الجدد الذين سيتدفقون أفواجا إلى أرض الكنانة.

قيل في الأمثال الشعبية " رزق الهبل على المجانين" من الذي حول الشعب العبقري إلى مجانين ليسترزق من ورائهم الهبل؟! نفهم رغبة النظام الوهابي في مص دم مصر وغيرها من الأقطار، ولكن ما لا نفهمه هو رغبة أبناء هذه الأقطار في منح دمهم بهذا الشكل الرخيص؟! إني على يقين تام بأن من يفعل هذا هم أحفاد عمر بن العاص وليس أبناء مصر.

اللهم نجي مصر من مرضها وأبعد واقطع يد الشيطان الممتدة لها بالسوء جسورا، آمين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس #السيسي يستقبل سلطان البهرة ويشيد بدور الطائفة في ترم


.. 116-Al-Baqarah




.. 112-Al-Baqarah


.. سي إن إن تكشف عن فظائع مروعة بحق فلسطينيين في سجن إسرائيلي غ




.. نائب فرنسي: -الإخوان- قامت بتمويل الدعاية ضدنا في أفريقيا