الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القضاة يقلبون الميزان

نشأت المصري

2007 / 5 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الميزان رمز العدالة وهو يد القضاة , بل هو فكر وعقل القضاة , والذين هم نخبة المجتمع لنصل بهم إلى العدالة في أمور تتعلق بمصائر البشر , فبيدهم ينصف المظلوم وبيدهم أيضا يحكم على المجرم , بيدهم يسود الأمن والآمان , وبيدهم أيضا يرتعب كل من تسول له نفسه لمخالفة القانون مهما كان مركزه أو سلطته, رسالتهم الحق وكل الحق ولا شيء غير الحق.
ولكن هل القضاء كما نحلم أو كما هو في جميع دول العالم المتحضر , أم أن القضاء فقد ميزانه أو قلب ميزانه في مصرنا المحروسة , فقد كلمة عدل وقلبها لتصبح (لدع) مرادف لدغ وهو ما تستعمله الحشرات الضارة .
القضاء في مصرنا أتخذ من مجلسه موضع للنقمة والتطاول , لتصل يده لمخالفة الدستور ومخالفة أبسط أمور المواطنة وهي حرية العقيدة وحرية العبادة , أي أن القضاء المصري حكم على الحرية , بل حكم على المواطنة بالإعدام, لتصبح مصر بلا حرية عبادة وبلا مواطنة, بإصدار حكم القضاء الإداري الغير عادل بعدم جواز العودة للمسيحية.
متخذا من منصته منبرا للتشدد الإسلامي , وسيفا إرهابيا مضاعفا ,ليقطع خط الرجعة لمن تأسلموا , ناسيا أن العقيدة والإيمان مكانهم القلب وليس الاسم أو الأوراق الرسمية .
لأن الله يجازي على ما بالقلب وليس ما في الأوراق.
ولم يكتفي القضاء بهذه الحادثة والتي أضرت كل الضرر بمصير المواطنة في مصر , ليخرج لنا بحادثة أخرى ليثبت فيها إن القضاء المصري قضاء مسلم لدولة مسلمة .
حتى أنه أبطل محاكمة بعض أفراد جماعة الإخوان المحظورة قانونا , محاكمة عسكرية, هذا بالرغم عن أن المادة السادسة من قانون المحاكمات العسكرية مازالت موجودة
http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/middle_east_news/newsid_6636000/6636293.stm

مدافعا عن ماذا!!! أنا لست أعلم !!!, فهل في هذه الحادثة الأخيرة يدافع القضاء عن نفسه وعن حقوقه؟ , أم عن حقوق الإنسان متمثلة في حقوق هؤلاء الإخوان الذين هم موضع شكوك وقلق لتشددهم الديني وطرقهم المناهضة للديموقراطية والحرية, وموضع إرهاب للآمنين من الأقباط في مصر , بل موضع إرهاب للمخالفين لهم من أخوة مسلمين معتدلين.
أين دفاعكم هذا عن حقوق المسيحيين الذين أرادوا الرجوع للمسيحية , أليس في هذا خلط لأوراق , أليس المواطن المسيحي له حق ضمن ما يسمى بحقوق الإنسان, أين هي ضمائركم, والتي أقسمتم اليمين بشأنها , أين ستذهبون من أمام الخالق.
أتنصفون الجاني ومخالف القانون , وتهدرون حق المظلون .
أي مبرر لكم !!! في رفض قضية حقوقية لصالح أشخاص حكمت عليهم الظروف للدخول إلى الإسلام , ويرغبون في العودة.
أي مبرر لكم!!! في إبطال محاكمة مثل هؤلاء الإخوان محاكمة عسكرية.
لعل المبرر في الاثنين واحد وهو التعصب الإسلامي الأعمى, هذا السرطان الذي انتشر في مصر من الغفير إلى القاضي.
التعصب الذي أضاع حقوق الأقباط منذ دخول الإسلام السياسي في حياتنا.
التعصب الذي جعل من كل مسلم إرهابي في عيون الأقباط حتى فقد الأقباط الثقة في كل مسلم , ليجعل المسلمين المعتدلين في حرج بسبب حساسية التعامل مع المسلم .
التعصب يمكن أن يقبل في كافة أفراد المجتمع ماعدا القضاء والذي يحمل ميزان العدل , والذي هو الملاذ والملجأ لرد الحقوق المسلوبة.
أم أن الإسلام السياسي طال القضاء أيضا فلا رجعة للحق في مصر.
أم أنكم قلبتم ميزان العدل لتجعل من المذنب برئ ومن البرئ مذنب .
أم أنكم رافضون القيادة لتصبح قرارات القائد موضع مناقضة وتشكيك , أم أنكم تريدون حكومة من القضاة لتدير شؤون البلاد .
كنت أتمنى ذلك لو كان القضاة يمسكون ميزان العدل.
أم أن ضمائركم قد بيعت بثمن!! مهما بلغ فهو لا يساوي ضمير الحق الذي هو القاضي.
أم أنكم فعلا تريدون حقوقكم في محاكمة هؤلاء أمام محاكمكم !! لننتظر حكمكم العادل والذي سوف يكون لصالح الحقوقية التي أبطلتم بها المحاكمة العسكرية.
نشأت المصري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. د. حسن حماد: التدين إذا ارتبط بالتعصب يصبح كارثيا | #حديث_ال


.. فوق السلطة 395 - دولة إسلامية تمنع الحجاب؟




.. صلاة الغائب على أرواح الشهداء بغزة في المسجد الأقصى


.. -فرنسا، نحبها ولكننا نغادرها- - لماذا يترك فرنسيون مسلمون مت




.. 143-An-Nisa