الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثقافة الحوار

صفاء البابلي

2007 / 5 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من بين وسائل الاتصال الفكري الكثيرة يعد الحوار من اهم وابرز تلك الوسائل فللحوار دور فاعل في عرض الاراء ومناقشتها وتقريب وجهات النظر.
فتطور لغة الحوار امر في غاية الاهمية لانه من اسباب تطور المجتمعات وهذه الحالة لا يمكن ان يصل اليها المجتمع ما دامت لغة الحوار غائبة عنه فكيف لنا ان نقلل من حدة الصراعات الفكرية والخلافات اذ يتم توظيفها بشكل مبدع وخلاق ويجعل من هذه الخلافات والاختلافات عنصر اغناء لفعالية الفكر لانه لا يتم الحوار في ذهن يرى انه قد حصل عل الحقيقة الابدية وانه يعلم معناها الكلى الشامل وان ما سواها زيف وبطلان فالحوار يتطلب امكانية خطا الذات واحتمال صواب الاخر .فكيف يتم ذلك ونحن نجهل هذه الغة .
نحن في عصر حوار الحضارات ومع هذا كله نرى المفكر والمثقف يتم النيل منه بدون أي محرمات لا على مستوى القانون ولا على مستوى التشريع بل قد يتم تصفيته جسديا بحجة انه لا يشارك الاخرين الرأي .
لقد غاب الحوار عن بلدنا لمدة خمسة وثلاثين عاما فى عصر اتسم بمصادرة الحريات وواد جميع الأفكار والنظريات عصر قام بمحاربة اى فكرة او اطروحة من شانها ان تطور المجتمع وتسير به الى مستقبل تسوده الثقافة والحرية والمساواة والعلم والعدل 0
والان وفي خضم هذه المرحلة الحساسة ان لنا ان نعيد صياغة واقعنا بما يلائم ثقافة الشعب وان نعيد لغة الحوار الى المدرسة والمعهد والمصنع ومجالسنا الادبية والعلمية والدينية جاعلين منه عنصرا فاعلا ومثرا متعددا بوجوده متنوعا بهويته وذلك عن طريق معرفة آلياته والأدب الذي يتسم به.
لقد استطاع الانسان عن طريق علاقته الجدلية مع الواقع ومن خلال لغة الحوار ان يعيد صياغة المفردات والمفاهيم المعاصرة في جميع نواحي الحياة السياسية والاجتماعية والدينية والاقتصادية بما يتناسب مع المنهج الذي يتبناه كطريق لتكامله وبناء المجتمع .
لاندعي ان الحوار هو الوصفة السحرية لحل مشاكلنا وخصوصا اننا خرجنا بتركة ثقيلة وجراحات بليغة من الفترة المظلمة في العهد السابق ولكننا في نفس الوقت نقول ان نشر ثقافة الحوار في مجتمعاتنا كفيل لصنع انسان المجتمع المدني الذي بدوره سيسهم في بناء المؤسسات التي لها الدور الفاعل في رسم خارطة الحياة الاجتماعية والانتقال من مرحلة المركزية الى اللامركزية من الدولة الى المؤسسات من مرحلة الخضوع الى مرحلة الاعتماد على النفس والابداع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تكوين- بمواجهة اتهام -الإلحاد والفوضى- في مصر.. فما هو مركز


.. الباحثة في الحضارة الإسلامية سعاد التميمي: بعض النصوص الفقهي




.. الرجال هم من صنع الحروب


.. مختلف عليه| النسويّة الإسلامية والمسيحية




.. كلمة أخيرة - أسامة الجندي وكيل وزارة الأوقاف: نعيش عصرا ذهبي