الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل هناك حقا سنة نبوية؟!

سالار الناصري

2007 / 5 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تعتمد اليوم خطوط إنتاج الفتاوى بصورة أساسية ورئيسة على السنة النبوية في استنباط الفتاوى واستخراج الاحكام والحدود ،وقد رسخت أهمية السنة النبوية وازداد دورها مع ازدياد دور رجال الدين في المجتمع الاسلامي الى الحد الذي أصبحت فيه من أهم مصادر التشريع الاسلامي.
وبالطبع فان محدودية النص القرآني إبراز خطوط عامة للتشريع من جهة واقتصاره على الاجابة بحسب ظرفه التاريخي من جهة أخرى جعل سدنة الحكم الاسلامي (خلفاء وملوك )امام حاجة فعلية الى إضفاء قدسية تشريعية على ما يقومون به من أفعال وما يصدرونه من أحكام ،بل في كثير من الاحيان كان الحاكم بحاجة الى نص قدسي يحارب به خصومه السياسيين ومن يراجع تاريخ حركة الوضع والدس والتحريف في السنة النبوية يجد لا اقول مئات الشواهد بل آلاف الشواهد والتي تحتاج الى مجلدات فقط لسردها خصوصا مع انبعاث الصراعات السياسية داخل المجتمع الاسلامي وامتدادها عبر فترة طويلة جدا تمتد من حروب الردة وتنتهي عند سقوط الدولة الأموية ،وكذلك الحال مع بروز المذاهب الاسلامية في العصر العباسي الاول وما رافقه من صراعات مذهبية وتحزبات فكرية وعقائدية.
وعلى اية حال فان السنة النبوية كما تعرف بانها كل فعل او قول او تقرير صدر عن النبي وتنقسم الى قولية وفعلية.
والقولية تشمل الأحاديث النبوية وبين قوسين (الصحيحة )ولك ان تعرف ان الوصول الى الحديث الصحيح هي غاية لا تدرك فالبخاري الذي جمع من الأحاديث مع حداثة العهد بمرحلة النبوة جمع اكثر من ستمائة الف حديث رمى منها خمسمائة وستة وتسعين الف حديث مختلق وما تبقى هي ما الفت صحيحة اليوم والذي يسمى بصحيح البخاري الذي يتعرض يوميا الى انتقادات لها اول وليس لها آخر منها ما يعارض المعقول ومنها وما يعارض المنقول ومنها ما يعارض الحقائق التاريخية ومنها ما يعارض النص القراني ،هذا بالنسبة لما يسمى بمصادر الحديث السنية اما المصادر الشيعية التي تعتمد على صحيح الكافي فقد اجمع علماء الطائفة الشيعية على ان 60% من الأحاديث الواردة فيه ضعيفة ويجب تركها.
وبالطبع فان نقل حديث عن شخص من فم الى فم ربما كان عمل في غاية الصعوبة والضبط وما يزيد الأمر صعوبة ان النبي ربما لم يقل هذا الحديث سوى مرة واحدة !
وما يزيد الامر صعوبة ان النبي ربما لم يتحدث بهذا الحديث سوى أمام فرد أو عدة افراد معدودين!.
بلى من الصعوبة بمكان ان تنطبع تلك الكلمات بدقة في ذاكرة فرد اوعدة أفراد لان الحديث هو ايضا غير مميز لان ليس كل ما يصدر عن النبي هو تكون الأسماع مستعدة لحفظه فهناك امور يومية كان النبي يتحدث فيها ويعلق عليها سواء كانت شخصية او اجتماعية او سياسية لذا فان السنة النبوية الخاصة بأفعال النبي هي أكثر حفظا ورسوخا في الذاكرة لأنها ترتبط بفعل معين قام به النبي والإخبار عن الفعل لا يستوجب تلك الدقة في نقل الكلمات وحفظها والتقيد بعباراتها المحددة فوصف الفعل هي عملية بسيطة جدا قياسا لحفظ القول ونقله ،بل ان نقل الأخبار عن الفعل سوف يكون ابسط وأيسر وأسهل لو حدث هذا الفعل أمام عدة افراد.
والان دعونا نتساءل بصراحة ماذا لو قام النبي بفعل ما أمام جميع المسلمين نساء ورجال صبيانا وشباب وكهول وشيوخ ،هل يمكن ان ندعي ان هناك صعوبة في وصول خبر هذا الفعل الينا او الى زمن كتابة السنة؟!.
سيقول البعض: مستحيل .
ودعونا نعد ان جواب هذا البعض متسرعا فنقول :
ماذا لو كرر النبي ذلك الفعل وكذلك امام جميع مسلمين وفي مراحل أخرى حتى أمام غيرهم سبعة عشر مرة .
وأيضا فان النسبة سوف تزداد وتزداد.
ونعود متسائلين ماذا لو كرر النبي هذا الفعل أمام الجميع لمدة ثلاثين يوما (شهرا )في كل يوم (سبعة عشر مرة) أي خمسمائة وعشرة مرات ؟!!
سيقول الجميع مستحيل ان لا يصل الينا ذلك خبر ذلك الفعل النبوي كما حصل .
ولاننا نريد الاستحالة ان تكون مؤكدة تماما فاننا سنقول ان ذلك الفعل تكرر على مدى سنة كاملة أي اكثر من ستة الا ف ومائة وعشرين مره(6120) فهل هناك مجال للشك ولو بنسبة واحد بالمليون ان ذلك الفعل القدسي الخاص بالسنة النبوية لا يصل الينا بصورة صحيحة.
ولكي نجعل المسالة مستحيلة تماما نقول ماذا لو تكرر ذلك الفعل يوميا سبعة عشر مرة يوميا لمدة ثلاثة وعشرين عاما أمام جميع المسلمين .
الجواب المخيب للآمال:- نعم ..
فهناك عشرات (و لا نقول المئات حفاظا على أعصاب القراء الكرام )في فعل محوري قدسي من السنة النبوية وهو الفعل الذي تكرر اكثر من كل شيء ابتداء من الآذان الى القراءة في الصلاة الى إسبال اليد او وضع إحداها على الأخرى الى التسبيحات الى ..الى التسليم والتشهد .
اما لوعدت الى مقدمات الصلاة وهو الوضوء والتيمم فحدث ولا حرج ،لكل مذهب رأي ولكل جماعة وجهة نظر ولكل متحدث فتوى والجميع يستند الى ذخائره من السنة النبوية وكل يدعي ان احاديثه هي الصحيحة وان فتاويه هي المنجية وان الصلاة بغير ما فتى باطلة اذا لم تكن وثنية و...و.
واننا نتساءل :اذا كان هذا حال الفعل الأكثر قدسية في السنة النبوية ، الفعل الاكثر أهمية في عقيدة المسلم /الفعل الأكثر تكرارا في السنة النبوية فما حال حديث رواه فلان او حديث انفرد به فلان واليوم أصبح منبعا ينتهلون منه المشايخ ما يرغبون من فتاوى !
ترى هل هناك حقا سنة نبوية؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت




.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا


.. مسيحيو مصر يحتفلون بعيد القيامة في أجواء عائلية ودينية




.. نبض فرنسا: مسلمون يغادرون البلاد، ظاهرة عابرة أو واقع جديد؟