الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصفعة الامريكية على الخد المغربي المتسامح او اقرار الحقيقة؟

الحيداوي احمد

2007 / 5 / 15
الارهاب, الحرب والسلام


الأحداث الانتحارية الأخيرة التي كانت الدار البيضاء مسرحا لها، بفضل غربتها وغموضها، جاءت ردود الأفعال بين مؤيد لأسباب اجتماعية و اقتصادية و سياسية وبين منكر لهذه العوامل وغيرها.
وعموما يمكن القول أن هذه الأسباب كلها مجتمعة أو متفرقة لن تشرح لنا ظاهرة القدوم على الانتحار بهذه الطريقة الغريبة والحمقاء ذات الطابع المحلي،التي لانجد لها سند أو مرجعية دينية أو سياسية أو فلسفية إلا في مفهوم كراهية الذات ضدا عن كل القوانين الطبيعية والأسس الأخلاقية و التشريعات الدينية،وهذا ما يفرض مراجعات حقيقية من الجميع بتحقيق دولة الحق والقانون إن كانت هناك إرادة سياسية.
فشح المعلومات الصادرة عن المسؤولين الحكوميين في المغرب أو اعتماد نصف الحقيقة، جعلت السيد وزير الداخلية يحجم عن التصريح بوجود القران الكريم مفخخا بالمتفجرات في منزل الشقيقين الانتحاريين عطا،كما أشارت إلى ذلك الصحف الوطنية من خلال مصادرها الموثوقة ،عوض تصريحه بكتب مقدسة بجمع التعتيم.
لا ادري لماذا أنكر هذه المعلومة في القبة التشريعية؟
لغة التعتيم او نصف الحقيقة ألفناها كشعب مغربي من كل المسؤولين، حتى ولو تعلق الأمر بملفات مصيرية كقضية الصحراء الغربية أو ملف الإرهاب، لكن أمام نواب الأمة،فهذا استخفاف بدور المؤسسة التشريعية المغربية،ويخال لي أن السيد وزير الداخلية لن يقوم بإخفاء الحقائق عن النواب إلا لاعتبارهم في نظره أنهم اقرب إلى النوام من النواب.
هذه الانتحارات الخارجة عن كل تصنيف متعارف عليه،و هي طريقة سخية ومتسامحة في قتل الذات، جعلت من مدينة الدار البيضاء و شارع مولاي يوسف قبلة لعناصر المخابرات الدولية للوقوف على تفاصيل الانتحارات على الطريقة المغربية .
بعد التفجيرات تصدر بيانات الإدانة من طرف جل الهيئات الدبلوماسية المعتمدة في المغرب.ويبقى بيان وإجراء السفارة الأمريكية في شخص سفيرها السيد توماس ريلي، يتسم بالغرابة والاستخفاف بالسيادة المغربية، كما أوردته جريدة المساء في عددها 197بتاريخ 8 مايو 2007 والذي تناوله الصحافي السيد رشيد نيني في عموده بما معناه ≤ انه يتوجب عليهم أي المغاربة في حالة إذا فكروا في طلب تأشيرة
الولايات المتحدة الأمريكية أن يتوجهوا لطلبها من سفارات أمريكا في إحدى الدول الأجنبية، لان سفارتها بالمغرب ستظل مغلقة للمزيد من الوقت≥.
هدا البيان من معناه يظهر׃
1- انه يخاطب أصحاب النفوذ الذين تعطى لهم التأشيرة لأية دولة أجنبية بمجرد إشارة منهم لسفر خارج البلاد ،وكيف لا وفي حوزتهم جنسيات أوروبية،إذا أرادوا الحصول على تأشيرة أمريكا في بلدهم الثاني أو ربما الأول، أما العامة فهم ناكرة في عرف السفير بما أن الأغلبية تعارض سياسة بلاده في العراق وهذا هو السر في كون الدولة المغربية لم تحتج على هذا الإجراء.
2- انه رسالة موجهة إلى جهة معينة، وهي على شكل ورقة ضغط.
3- جوابا على أصحاب رسالة أحداث شارع مولاي يوسف، ذلك أن المرسل، والمرسل إليه يتكلم نفس اللغة بذات الرموز.
4- الإجراءات التي اعتمدها السفير حيث رفع من درجة التأهب الأمني والاستنفار في تشديد الحراسة على المصالح الأمريكية وعلى الموظفين قبل الأحداث بأيام قليلة. مما يشير أن السفارة كانت على علم بعمليات تدبر وهي من أخبرت المصالح الوطنية ، لكن الانتحار المباغت لعبد الفتاح الرايدي أربك الحسابات.
وبعد قرار الإغلاق، يدرج السفير الأمريكي تصريحه في قضية الصحراء، كما جاء على لسانه لبعض الجرائد المغربية والتي حاول معظمهم عدم تناول الموضوع حيث قال السفير الأمريكي״ طوماس ريلي״ كما جاء في جريدة المساء العدد197 ≤ أن البوليساريو هو الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي≥.
هذا هو تصريح سفير دولة أمريكا التي تعلن بالمناسبة أو بغير مناسبة أن المغرب حليف استراتيجي في محاربة الإرهاب والصديق. ويبقى السؤال׃
- لماذا هذه التصريحات في هذا الظرف بالذات؟
- هل أصبحت السفارة الأمريكية في المغرب من تدبير ملف الإرهاب المحلي إلى تدبير الشؤون الداخلية للبلاد؟
- هل هذا التصريح هو لمغازلة الجزائر أم لأنصار تقرير المصير؟ أو إعطاء ضمانة للبوليساريو أن انخراط المغرب في الحرب على الإرهاب مع أمريكا، ليس مقابل تدعيم ملف قضية الصحراء ؟
- أم هي إشارة إلى الخصوم في حالة تدبير شؤون الصحراء لا تستني الشركات الأمريكية من حصتها في الاستثمار هناك؟
- أم أن السفير الأمريكي اقر بحقيقة كانت الجهات الرسمية تنكرها، وتسجن كل من ذكرها طيلة العقود الماضية؟
- أم توصلت المخابرات الأمريكية إلى كون العمليات الانتحارية الأخيرة تستهدفها فعلا بخلاف ما صرح به السيد وزير الداخلية ؟ وقد تكون لها علاقة بالجزائر أكثر من الجماعات الإسلامية؟
- أم أنها توصلت إلى معرفة جهات أجنبية تريد المحافظة على مكتسباتها القديمة وهي بعيدة عن الإيديولوجية الإسلامية، ويبقى الإسلام حاضر في المنفذين فقط؟.
مهما يكن الأمر فعدم الرد من الجانب المغربي عبر القنوات الرسمية أو إصدار بلاغ رسمي لنفي قول السفير في إغلاق السفارة وقضية الصحراء، يظهران الحكومة المغربية أصبحت من رعايا السفارة الأمريكية أكثر من الأمريكيين . أو أن اللسان المغربي الرسمي لم تطاوعه لغته أو خانته شجاعته ليقف الناطق الرسمي للحكومة أو السيد وزير الخارجية أو السيد وزير الداخلية ليشرح للشعب المغربي،
ماذا يقصد الحاكم الأمريكي عفوا السفير الأمريكي بهذه الشطحات الإعلامية؟
هل لنا الشجاعة السياسية أن نقول أن السفير الأمريكي اقر بحقيقة ،حاول المخزن إنكارها ،و معاقبة كل من حاول إثارتها بتهمة المس بالوحدة الوطنية،وهي حقيقة الصراع المرير بين المغرب والبوليساريو أمام الأمم المتحدة؟
- انطلاقا من هذا المنظور هل ننتظر يوما نتحدث فيه عن الانتهاكات وسوء تقدير وتدبير ملف الإرهاب، لكن بعدا ماذا؟
في المقابل لم نعلم أن السفارة الأمريكية في الجزائر أغلقت سفارتها عقب الأحداث الأخيرة، أو تدخلت في الشؤون الداخلية كما فعل السفير في المغرب.
أمام هذا الصمت الحكومي والانخراط التام من جانبها فيما يسمى الحرب الاستباقية على الإرهاب ،
بالتعاون مع أمريكا انطلاقا من تدريب أجهزة مخابرات مدنية وعسكرية، وشرطة ودرك وجيش وقضاة مغاربة، حتى الحقل الديني لم يسلم من المباركة الأمريكية بدعوة إصلاح المناهج الدينية واستخدام اللغات في دار الحديث الحسنية . كأننا نراهن على أن الإرهاب سيستمر خلال العشرية القادمة وهذا ما يظهر من خلال الانخراط الكلي للمغرب في هذه المسرحية المسماة الإرهاب.
ان تصريحات السفير الأمريكي في قضية ضحى فيها المغاربة حوالي 32 سنة، ترملت فيها النساء،واعتقل المئات من المغاربة فنتج عنه مأساة مازال العائدون يعانون من تبعتها كتشتيت اسرهم وإنكار أبوتهم ، وفقد المغرب شهداء من اجل الوطن. الم تشفع عند السفير هذه الألم ليحجم عن هذا التصريح حتى ولو كان حقيقة يؤمن بها ولا يريد أن يتبع طريق التعتيم المعروفة عندنا؟
هذا التصريح يزكي أطروحة المناوئين لوحدة الوطن،أما السفير الأمريكي لاتقوى أصابع الحكومة لتنبيهه،بل مجرد لفت الانتباه من أشخاص فضلوا الخنوع لوالي النعمة. ويبقى هذا التصريح ثمرة التحالف الصوري المؤدي لخلق صراعات دموية. وهي سياسة دأبت عليها أمريكا مع أذنابها في كل الدوال التي خربتها.
بهذا التصريح نحن أمام دبلوماسية أجنبية في ارض المغرب تتصرف بعقلية الحاكم كما هي في عصور الانتداب أو الحماية.وكيف لا وأجهزة المخابرات المغربية أداة في يد أمريكا وحامية مصالحها
وآمنها والتخفيف من خسائرها في العراق ؟
منذ أحداث 16 مايو الأليمة،هذه الجريمة النكراء في حق الشعب المغربي،والتي مازالت خيوط وتفاصيل وحقائق هذا العمل الإرهابي مجهولة لدى عموم الشعب،كأن دماء الضحايا الشهداء،الأموات منهم او الأحياء ليسوا مغاربة.مدام بعض الانتحاريين في هذه الاحداث مازلوا في السجن،يمكن شهادتهم ان تخفف عن الضحايا وعائلات الشهداء الذين سقطوا في هذه الأحداث المؤلمة من جهة ، وتنوير الرأي العام الوطني من جهة ثانية أمام الإشاعات المغرضة .واحقاقا للحق ودولة القانون نطوق في هذه الدكرى الرابع لأحداث 16 مايو 2003،ان تكون المعلومة للجميع ،كما تفعل الدوال الديمقراطية في الواقع،بنقل جلسات المحكمة،أما رفع الشعارات المزيفة أو لعبة الفار والقط، بدعوى أن الشعب غير واعي،أو مازال البحث جاري عن مبحوثين على ذمة هذه الأحداث مند 16 مايو 2003،اذن إلى متى ننتظر هذه الحقائق؟
فالعمليات الانتحارية الأخيرة وتصريح السفير الأمريكي، مقابل السكوت الحكومي. يفرض علينا مراجعة هذه الحرب الدائرة في المغرب باسم مكافحة الإرهاب . ذلك أن سر هذه الحرب هي جعل الأجهزة
الأمنية كدرع واقي للجنود الأمريكيين في كل من العراق وأفغانستان .حيث أن جل الشبكات يتم اعتقالها بتهمة الاستقطاب كفعل جنائي أو التفكير في الذهاب لمناصرة إخوانهم في العراق أو أفغانستان.
هذا ما يجعل بعد تفكيك كل شبكة إرهابية نرى تصريحات الناطق الرسمي في نعت هؤلاء الذين يسمون بالإرهابيين، بأوصاف مثل التطرف و الظلامية ، ليأتي دور السيد وزير الداخلية ويضيف على هذه النعوت، بتحديد المواقع المزمع تفجيرها من طرف العناصر المعتقلة، حيث فيهم الممول والخبير في المتفجرات والانتحاريين المفترضين وكل هذا في محاضر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بتهم واهية وغير حقيقية، كل هذا ونحن نعلم أن التحقيق مازال في بدايته.فتصبح هذه التهم لصيقة بهذه الشبكات المزعومة .
ويأتي القضاء ليوزع السنوات بقانون الإرهاب الأمريكي بمنطوق مغربي.كما يفعل هذا القضاء مع المعتقلين المرحليين من دول أجنبية أو غوانتانموا بعد قضاء سنوات هناك دون إثبات أدلة اتهام ضدهم ، في المغرب تصدر أحكاما على هؤلاء ليحتفظ بهم في السجن، مخافة أن يعود لقتال أمريكا في العراق أو مكان أخر انتقاما لسجنهم وظلمهم ، وهو تبرير أمريكي كما سبق أن أشار احد المسؤولين الأمريكيين. وبعد مدة يطلق سراحهم بعفو ملكي مشروط، مقابل عدم الاعتراف ببراءتهم من التهم. وهذا ما يفسر قضية العودة عند بعض المعتقلين الإسلاميين إلى السجن ،حيث يتم الزج بهم مرة ثانية على ذمة قضية مفبركة،لان العفو هو إجراء لإثبات التهمة،والإفراج عنه مصيدة لأصحابه ولو كانوا غير ملتزمين.
وهذا ما دفع دولة اسبانيا كما جاء في صحيفة الأيام العدد 278 بتاريخ 4 مايو 2007 بعنوان ≤ اسبانيا تمنع المغاربة المستفيدين من العفو الملكي من دخول أراضيها ≥.
فجل المعتقلين الذين تم اعتقالهم في هذه السنوات الأخيرة هم في حالات العود، هذا ما جعل المعتقلين يرفضون العفو الملكي مقابل عدم الاعتراف ببراءتهم من التهم المنسوبة إليهم ، حتى لايسقطوا في أخطاء السابقين من المعتقلين الذين تم تسريحهم من السجن بعفو ملكي ، ثم ارجعوا بتهم أخرى ومعهم آخرين.
إن تفعيل دولة الحق والقانون كما يطلب المعتقلين الإسلاميين بإجراء جلسات عمومية ،وفتح أبواب المحكمة على الجميع، والسماح بالتصوير ونقل جلسات المحكمة لإحقاق الديمقراطية. أظن بهذا الإجراء البسيط يمكن أن نلقن هؤلاء المعتقلين الإسلاميين معنى الديمقراطية،و سنقضي على أي نوع من التطرف المشحون بالظلم أو الظلامية أو غسل الدماغ.
في الوقت الذي تتشابك فيه الخيوط بين الإرهاب الدولي والمحلي نقرا تقرير فرنسي كما أوردته صحيفة الأيام نفس العدد السابق ≤ أن الموساد الإسرائيلي يقف وراء عملية اغتيال رفيق الحريري ≥
ويبقى السؤال هل الإرهاب في المغرب يدخل في إطار هذه المقاربات الدولية ؟
يبقى تصريح السيد″ توماس رايلي″ وإغلاق السفارة الأمريكية ، دون صدور بيانات مماثلة من سفارات أجنبية أخرى يطرح علامات استفهام من جهة ، ومن جهة أخرى عدم صدور بيانات تحذير من الجالية
اليهودية في المغرب بخطر العماليات الأخيرة،بل الأكثر من هذا هو احتفال الجالية اليهودية بعد الانتحارات بأيام قليلة بعيدهم الديني″ نسيم بن نسيم″، هذا يضع إجراء وتصريح السيد السفير موضع استفهام،.إذا علمنا كذلك تكليف السيد″ برديغوا″ كسفير متجول من الطائفة اليهودية المغربية من طرف محمد السادس ملك المغرب.
يبقى المعول عليه توضيح ما يقع في هذه الأرض المباركة، فأمريكا صانعة الإرهاب الدولي وبانية حضارتها على أنقاض جثت و حضارة الهنود الحمر، لن تدخل دولة عربية وإسلامية تحت أي مسمى ويكون مستقبلها أفضل من الصومال أو أفغانستان أو العراق.... آلا يخشى تصريح السيد" طوماس ريلي" السفير الأمريكي أن يجعل عدوى السيد" تشافيز" تنتشر بين صفوف المغاربة؟
أم أن العدوى التشافزية تحفظها ديانتها المسيحية من أن توصف بالإرهاب؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج فرانس24: سوريون يعودون إلى بلادهم بعد انهيار نظام -


.. هدى قطان تكشف لـCNN أبرز تحدٍ واجهته في مسيرتها.. وهذا ما قا




.. ما حقيقة توغل الجيش الإسرائيلي في عمق سوريا على بعد 25 كلم م


.. المبعوث الأممي إلى سوريا: الغارات الإسرائيلية في سوريا تدعو




.. الخارجية القطرية تدين اختراق القوات الإسرائيلي للمنطقة العاز