الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوم الجمعة المقدس

راني خوري

2007 / 5 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الجمعة، هذا اليوم المخصص للعبادة الجماعية لدى المسلمين، والذي يمثل اليوم الذي يتقرب فيه المؤمنون جماعة من ربهم ونبيهم، وبالتالي تعاليم الدين وأخلاقيته. هذا اليوم المقدس، هو الشاهد الحي على دموية هذا الدين وإرهابه بدءا من إلهه "الله" الذي خلقه رسوله "محمد"، وانتهاء بالمسلمين أنفسهم الذين يرون أنفسهم "بلا حل" بدون هذا الدين.

بكل بساطة يأتينا الخبر عن أحداث العنف دوما على الشكل التالي "حيث أحتشد عدد من المصلين بعد أدائهم صلاة الجمعة "، فما هي الدلالات التي نخرج بها دون متابعتنا لباقي الخبر؟ مسلمون يمارسون طقوس ديانتهم بعد أن خطب فيهم المتخلف خطيب وإمام المسجد مبينا لهم الصحيح من دينهم وكيف كان رب هذا الدين "محمد" ليتصرف في مثل هذه الحال، وكيف أن رسوله "الله" كان سينزل الآيات المحكمات عبر الهابط الصاعد "جبريل" ليقر هذا القرار بشكله المقدس، وبعد أن يبين لهم الإمام المتخلف الحسنات التي ستكتب لهم، والسيئات التي ستغفر لهم، وذلك عند ذبحهم وقتلهم للمسيحيين - حيث لم يبق غيرهم في الأوطان بعد أن نجح المتقون لله في تهجير اليهود بأجمعهم بسبب رسالة المحبة والسماح والغفران التي تأسر لب وقلب كل شخص أصغى لهذه الكلمات التي جمعت كتاب الرسول وسنة الله - فلا شك أن أصحاب العقول الفارغة في القطيع ستصغي لنداء الثور الهائج القائد للقطيع (وكما قيل في الأمثال: الخط الأعوج، من الثور الكبير) وستقوم بواجبها في إتمام شعائر صلاة الجمعة المتمثلة بغسل العقل من الشرك بعد غسل اليدين والقدمين والمؤخرة، وخير وسيلة لغسل هذا الشرك هي التضحية، ولكن ليس بخروف، فالتضحية بالخرفان فقط في مكة لعدم وجود نصارى ويهود، ولكن بمسيحيين آمنين في قراهم وبيوتهم، خاصة وأن الدولة حاليا ستغض الطرف عنهم لأن جرائمهم هذه تخفي جرائم النظام الحاكم، لا وبل ستكون مبررا للأنظمة الحاكمة في ممارسة واقتراف المزيد من الجرائم تحت مسمى الاستقرار وحفظ النظام، والمحافظة على العيش المشترك.

طبعا سيأتي الرد الفارغ من الحكومة بأنها ألقت القبض على مجموعة من المعتدين وبدأت التحقيق، ولكن هل قامت أي حكومة على مر العصور بملاحقة الثور الأكبر إمام الجامع الذي حرض على هذا العمل؟ هل ستقوم بمحاكمة الكتاب الذي دعا أصحاب العقول الفارغة والذي استند إليه الثور الأكبر في فتواه بقتل المسيحيين وحرق كنائسهم؟ هل ستقوم بسحب ذلك الكتاب من الأسواق ومحاكمة مؤلفه؟ طبعا لا، فالإنسان ارخص بكثير لدى الحكومة من الخرافة. بل على العكس، ستلقي التهمة على الضحية بأنهم خالفوا دستور وقوانين الحكومة عندما قاموا بإصلاح صنبور مياه في مرحاض الكنيسة دون إذن رئيس الدولة والمتخصص في المراحيض. سيأتي الرد بأن المجرمين المسيحيين لم يحترموا مشاعر المسلمين بترميمهم لحائط كنيسة قدّر لها المسلمون والحكومة السقوط بسن القوانين العادلة التي تمنعهم من ترميم وبناء دور عبادة بهدف سقوطها، وإن سقطت، فذلك قضاء الله وقدره، ومعجزة للإسلام حيث أن الله أسقط وهدم بيت الكفر، ولا دخل لذلك بالقوانين الهندسية التي ترى أن السبب هو عدم الترميم، فمن أصدق؟ الذين يعلمون أم الذين لا يعلمون؟

إن تكرار عمليات الإرهاب والقتل والعنف ومسلسل حرق الكنائس وقتل وتشريد المسيحيين في مصر والعراق وباكستان وإندونيسيا وفي كل مكان تذكر فيه شهادة "لا إله إلا الله، محمد رسول الله"، دلالة قطعية وبما لا يدع مجالا للشك أن الإسلام دين إرهاب صاف، لا تلوثه كلمة محبة أو احترام أو حرية وحقوق إنسان واحدة. وأراني لا أبالغ في القول إن قلت أن الإرهاب دينه الإسلام، ومن نراهم من مسلمين معتدلين إنما هم نتاج الحضارة الحالية، وتربيتهم البعيدة عن المساجد ودور العبادة الإسلامية، ودليلي في ذلك هو أن البلاد التي تنتهج الإسلام منهجا تربويا لطلابها (مثل السعودية و باكستان، وقريبا مصر) هي أكثر البلدان إنتاجا للإرهاب والإرهابيين، وأكثر المجتمعات تخلفا وقمعا وهضما لأبسط حقوق الإنسان. وأختم بالقول أن الإسلام هو المشكلة..... فكيف يكون هو الحل؟

ملاحظة: أكتب هذا المقال بعد أحداث "بمها" في مصر، والتي هي آخر نتاج لرسالة السلام في 11 مايو 2007

http://www.alarabiya.net/articles/2007/05/12/34353.html








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 114-Al-Baqarah


.. 120-Al-Baqarah




.. الرئيس #السيسي يستقبل سلطان البهرة ويشيد بدور الطائفة في ترم


.. 116-Al-Baqarah




.. 112-Al-Baqarah