الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليسار بين التيار الاصولى والديمقراطى فى العراق اليوم

عبدالله مشختى احمد

2007 / 5 / 19
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


عندما نتحدث عن التيارات السياسية الفاعلة او المتواجدة اليوم على الساحة السياسية العراقية نقصد بها التيارات الاساسية الثلاثة وهى التيار الاصولى المتزمت والمتشددالذى يسعى ويجعل من اولوياته تطبيق الشريعة الاسلامية وانشاء دولة الاسلام ويدخل ضمن هذا التيار القوى التى تمارس الارهاب ضد الشعب العراقى تحت واجهة مقاومة الاجنبى الكافر حسب تعريفهم . والتيار الثانى والذى يمكن تسميته بالديمقراطى والذى ينادى ويؤمن بالديمقراطية المشروطة بالتمسك بالشريعة الاسلامية وجعله اساسا لكل تشريع يقر للبلد.والتيار الثالث والاخير هو ما يسمى بالتيار اليسارى والذى يعمل ويؤمن بالعلمانية الكاملة اى فصل الدين عن الدولة والسياسة ، وينضوى تحت كل من هذه التيارات الثلاث قوى واحزاب لكل ايديولوجياته الخاصة به من القوميين والاشتراكيين والماركسسين .
ما يهمنا فى هذا الموضوع هو دور التيار اليسارى بين كل هذه القوى ووزنه وفعاليته فى الساحة السياسية العراقية فى ظل الظروف الحالية المأساوية التى يمر بها العراق اليوم ولو عدنا قليلا الى الوراء اى منذ نشأة الدولة العراقية والى اليوم لم يتمكن هذا التيار من استلام زمام الحكم نظرا للظروف الاجتماعية السائدة من المجتمع الدينى والعشائرى الذى لم يكن يؤمن بالافكار والايديولوجيات الغريبة كما كانوا يسمونها والبعيدة عن الاعراف والعادات والتقاليد الاجتماعية العشائرية والدينية بالرغم من ان هذه القوى اليسارية لم تخلى الساحة السياسية العراقية بل كانت دائما تناضل وتخاطر لاستنهاض الشعب العراقى من اجل مقاومة الانظمة الفاسدة .
بعد انهيار النظام الدكتاتورى فى 9 نيسان 2003 انفتحت افاق جديدة امام كل القوى السياسية العراقية للعمل بين صفوف الشعب العراقى وجاهد كل حزب عراقى فى تفعيل دوره السياسى والثقافى فى الساحة العراقية وحاولت كل جهة استقطاب الجماهير حولها واطلقت الشعارات البراقة وظهرت مانشيتات عريضة فى صحافة الاحزاب توعد العراقيين بالجنة الموعودة لما طرحتها الاحزاب من برامج وخطط لجلب الرفاهية والرخاء والخير والامن والسلام لدولة العراق وشعبه وكانت المؤتمرات والاتصالات والحوارات والاتفاقات بين القوى بكل ايديولوجياتها وتوجهاتها ، وكانت الجبهات واتت الانتخابات التى كانت بالرغم من نواقصها كاول تجربة او امتحان للشعب العراقى الذى لم يكن مألوفا لديه طيلة 40 عاما مضت فى ظل النظام القمعى الذى كان قد حرم العراقيين من كل حقوقهم المدنية ، كانت تنائج الانتخابات مخيبة لبروز قوى اليسار والتقدم فى الساحة العراقية بل افرزت النتائج فوز القوى الدينية والقومية والتى تؤمن هى ايضا بالديمقراطية والحريات العامة .
واليوم وبعد مرور اربع سنوات من سقوط النظام الدكتاتورى لم تتمكن قوى اليسار فى العراق ان تتأقلم مع الاوضاع الجديدة او فى اضعف الحالات ان تتمكن من ان تتحاور فيما بينها وتكون جبهة فيما بينها قادرة على تفعيل دورها فى العملية الديمقراطية الجارية فى البلاد بل تقوقعت هذه القوى اليسارية فى زوايا وراحت كل حزب منها فى تحالفات مع قوى اخرى تختلف معها فى العديد من الاهداف على امل ان تنال عددا من المقاعد او حقيبة وزارية ، ارى بان قوى اليسار تعيد ارتكاب اخطاء الماضى وترغب بالقليل القليل وتتشرذم على جبهات مختلفة بدلا من يكونوا جبهة موحدة وقادرة على ان تطرح برامج واقعية وتتوغل فى صفوف الجماهير وتجعلها تقتنع ببرامجها واهدافها والتى يجب ان تكون متواضعة وواقعية لا مجرد شعارات براقة غير ممكنة التنفيذ والتى تسبب عزوف هذه الجماهير عنها والانفضاض من حولها .
التيار اليسارى اليوم بات بين تيارين قويين فى الساحة العراقية الدينى والديمقراطى كما تسمى ولو ان ديمقراطيتها بات غير مجد بعد اربع سنوات من التجربة وانها امست تحت رهانات هذين التيارين كل قسم منها تنجذب الى تيار لحسابات خاصة ووفق رهانات اعتقد انها ستكون خاسرة فى المحصلة النهائية ،فهذين التيارين تهادن اليسار من اجل كسب ثقة اكبر قدر من الشعب بالادعاء بانها تراهن على القوى اليسارية من اجل تحقيق المجتمع المدنى وتوفير كل الحريات المدنية .
ان قوى اليسار اليوم بات مفروضا عليها ان تتحد فى جبهة واحدة ولا ضير ان تقيم تحالفات مع القوى الاخرى وخاصة الديمقراطية من اجل خفظ توازنها الجماهيرى بين كل الاوساط وخاصة المتنورة فى المجتمع العراقى وخاصة ان المتنورين من العراقيين قد اصبحوا الان قوة يحسب لهم حساب ويزداد جموعهم يوما بعد يوم وخاصة خلال الاربع سنوات التى مرت حيث اصبحوا مقتنعين اكثر من اى وقت اخر بان القوى الاخرى لن تتمكن من تحقيق اهداف الشعب العراقى بعد مرحلة التحرير وما ال العراق من خراب وتدمير وتهجير .لذا الواجب على قوى اليسار ان تشحذ من جديد هممها وان تعود وبقوة الى الساحة وان تحدث انقلابا فى فكر وعقول العراقيين وثورة فى المفاهيم البالية وان تتجرد من الايديولوجيات المتعفنة والتى لم تعد الان ذو منفعة للعصر الحالى ، حيث ان الشعب الان بحاجة للامن والرفاه والامن والاستقرار اكثر من الكلام والنظريات التى لا تجلب له شيئأ الى الجوع والحرمان والكبت وعدم الثقة بالقوى السياسية.











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس خلال عيد العمال.. وفلس


.. على خلفية احتجاجات داعمة لفلسطين.. مواجهات بين الشرطة وطلاب




.. الاحتجاجات ضد -القانون الروسي-.. بوريل ينتقد عنف الشرطة ضد ا


.. قصة مبنى هاميلتون التاريخي الذي سيطر عليه الطلبة المحتجون في




.. الشرطة تمنع متظاهرين من الوصول إلى تقسيم في تركيا.. ما القصة