الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بوذا والعلمانية في زيارة مضاجعنا العربية / 1

حسن جميل الحريس

2007 / 5 / 19
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


نمط المادة البشرية ثابت وتقليدي يشير إلى نوعين لا ثالث لهما / ذكر وأنثى / وما خرج عن نمط أدائهما ليس نوعآ جديدآ إنما هو شاذ عن طبيعة وهوية الإنسانية والبشرية , فماذا إن حدثت طفرة ما وفرضت علينا نوعآ ثالثآ ؟! بغض النظر إن كان ذكرآ أو أنثى !!!
لابد حينها من سن قوانين مدنية تواكب حالتنا الجديدة وتؤمن حقوقها وواجباتها وذاك بديهي لتتوافق
مع الشرعية الإلهية المفروضة علينا بالثنائية التي نعيشها / كالسماء والأرض والجنة والنار والموت والحياة واليدان والعينان والزوجان والوالدان وغيرهما من ملكات الكون المكنونة في سجلاتنا وعقولنا.
ويتصدر تلك الثنائيات ثنائية فاصلة واسمة تحدد مصير الحياة كلها ألا وهي ثنائية ( الخير والشر )
المسؤولة عن جزاء الدنيا والآخرة للبشرية كلها منذ نشأتها وحتى نهايتها والتي من شأنها أن تحدد هوية
أفكار صنعتها أياد بشرية دون النظر لزمن إطلاقها فالشمس والقمر والليل والنهار والمهد واللحد ساعات
توقيت في خدمة ثنائيتنا الفاصلة , وليست المسألة كلها في زمن توقيتها إنما في توفيقنا ما بين شرائع
الله الثابتة العادلة وبين ماهو مطلوب منا لنكون ضمن دائرة الأفكار البشرية المتبدلة زمنيآ ومكانيآ .
منذ الأزل حاول بعضهم خرق تلك الثنائيات وأدخل عليها مفاهيم سرية أحيانآ وأحيانآ علانية تحت مصطلح
ثنائيات معتدلة تخدم توجهات من حكموا شعوبهم عبرتاريخ البشرية دون أن يبرزوا كيفية تنفيذها ونتائجها
إنما فرضوها هكذا دون أن يبينوا أخطائها , فأين موقع ثنائية ( بوذا والعلمانية ) من ثنائيتنا الفاصلة؟!
لمعرفة ذلك بسيط جدآ !!!!! نقيس أي جديد على مقياس الفاصلة ( الخير والشر ) لنكتشف إلى أين تميل في
نيتها وعندها فقط !!!!! نختار ماهو ملائم لنا ولسلامتنا بل ونعلم يقينآ أين سنضع مصالحنا وكيفية تنفيذها
وبهذه الحالة مستحيل على أحد ما مهما علا شأنه أن يلغينا عن وجودنا ويحذفنا من قائمة دول العالم فهو
لايريد أن ينفينا عن كرتنا الأرضية وحسب إنما يريد أن يبعثنا من جديد بما يتلائم مع تصوراته العقائدية
الراسخة في عقله المركب والموروث تناسليآ وفكريآ .
نلاحظ مما سبق أن أي تعديل بثنائية الفصل والجزاء هو باطل فاسد لا محالة , ويجب علينا أن نعترف بخطورة المس بها دون مواربة منا إن كانت أفكار تلك التيارات الصنعية شرقية أو غربية ,أو صادرة عن
مراجع فقهية أو عقول منهجية وافقت عليها شعوبها حينها وأرسلتها لنا زمنيآ .
لكل عصر شعوب عاشت بكنفه تحت مصطلح سنتداوله لاحقآ بمسمى مجموعة إسمها مرهون بإمبراطورية
أو فصيل أوحزب أو دين أو رمز برز في حقبته كأن نقول مجموعة رومانية وأخرى إسلامية وثالثة بلشيفية
ورابعة نازية ...........الخ , ولكن أسوأها مجموعة الصهيونية الغابرة الحاضرة , والتي سنسبر أفكارها
وأدواتها وكيفية تأثيرها على مجموعات البشرية كلها وعلى وجه الخصوص ثنائية ( بوذا والعلمانية )
المعتدلة .
إن تعاليم بوذا والعلمانية الحديثة متشابهان في طريقة طرحهما لمفهوم تأسيس حياة الفرد على قوانين
وضعية صنعية بعيدآ عن رعاية القوانين الشرعية الدينية المستمدة من دستور الشرائع السماوية وهذا
أول الغيث لتطابق توجهاتهم مع توجهات الحركة الصهيونية وقد ذكر التلمود ذلك صراحة في وصفه أنهم
شعب الله المختار ( وتفسير هذا أنهم هم الوحيدون الذين يحق لهم إقرار شريعتهم السماوية وتداولها )
بينما لايحق للآخرين إمتلاك شريعة سماوية إنما يجب إخضاعهم لشريعة وقوانين صنعية بشرية تجعل منهم
(غوييم / دواب الأرض ) وعلى الأساس دعموا تلك التوجهات في أي مكان وزمان , ووجه الخلاف بين المجموعتين أن مجموعة (بوذا العلمانية ) تطرح فكرة شكل الدولة بين سلطة حاكمة مستقلة تسن القوانين
وتنفذها وشعب موافق على توجهات سلطته الحاكمة ضمن إطار تبادل المنفعة بينهما , وأما صورة تكوين
الدول الغير صهيونية والمرغوب بوجودها في نظر الصهيونية تتمثل بجعل سلطة أي دولة وشعبها بقوقعة
واحدة لاتمايز إطلاقآ بينهما ويتلقيان القوانين والأوامر من جهة خارجية ليكونان تحت ذات التأثير تمهيدآ
لرصهما بقوة ضمن إطار ( دواب الأرض/ غوييم ) ولتتحقق بذلك أول صفات التبعية العقلانية المنافسة لقيم
العقلية البديهية الطبيعية ......................... يتبع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضباط إسرائيليون لا يريدون مواصلة الخدمة العسكرية


.. سقوط صاروخ على قاعدة في كريات شمونة




.. مشاهد لغارة إسرائيلية على بعلبك في البقاع شرقي لبنان‌


.. صحيفة إيرانية : التيار المتطرف في إيران يخشى وجود لاريجاني




.. بعد صدور الحكم النهائي .. 30 يوما أمام الرئيس الأميركي الساب