الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكلمة والفعل

فتحى سيد فرج

2007 / 5 / 21
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


يترد فى أقوال بعض الكتاب والمفكرين أن العرب ظاهرة صوتية أبرز إنجازاتهم الشعر والخطابة والقول الفصيح ، قد يعبر ذلك عن بعض الحقيقة ولكنى آري أنه أمر مبالغ فيه ، فلا يمكن تعميم هذا الحكم على كل العرب أو نفيه عن غيرهم ، واعتقد أن هناك أشخاص من كل الجنسيات قد يضخمون من قدر الكلمة واعتبارها بديلا عن الفعل ، ولكن من الملاحظ انتشار هذه الظاهرة فى عالمنا العربي بشكل ملفت للنظر وهو أمر يحتاج إلى تحليل وتفسير لما يسببه من أثار سلبية لا تتوقف عند حدود مثل هؤلاء الأشخاص ولكن قد تكون عائق لإنجاز أي فعل حقيقي فى المجتمع .
ومن خلال تجربتي الشخصية ومعرفتي ببعض الأشخاص سوف أذكر بعض الملامح العامة التى يتصف بها أفراد محددين بغض النظر عن مستواهم الاجتماعي أو الثقافي ، ولكنهم يشتركون فى بعض أو كل هذه الملامح ، وبالحديث مع بعض الأصدقاء حول هذه الملامح وجدتهم يشاركونني نفس الانطباعات مما يرجح أنها قد تكون ظاهرة عامة .
· يبالغ هؤلاء الأشخاص فى إكساب الكلمة معنى الفعل ، ولا يفرقون بين القول والفعل ويتصورون أن مجرد النطق بالكلمة وكأن الفعل قد تحقق .
· يكتفون بالحديث عن مشروعات كبيرة ويتصورن أنهم أنجزوها بمجرد طرح الفكرة .
· يعيشون الوهم والخيال ويستخرجون سيناريوهات متعددة للفكرة فى صورتها الأولية دون وضعها موضع التنفيذ .
· غير قادرين على تحويل الفكرة إلى برامج أو خطوات واقعية بغرض تنفيذها .
· العمل بطبيعته يتصف بالعنت والمشقة وهم غير قادرين أو ليس لديهم رغبة فى تحمل مشقة العمل، وعادة ما يقومون بإصدار الأوامر لغيرهم بغرض تنفيذ أفكارهم .
· يتعلقون بالأشخاص المشهورين ويرددون أقوالهم وأفكارهم وكأنها أقوال مقدسة ، لا يناقشوا هذه الأفكار بشكل علمي أو يقبلون نقدها ، يتحدون بهذه الأفكار ويحاولون الدعاية لها بشكل غوغائي .
· إذا امتلكوا أي ثروة أو وسيلة إنتاج فأنهم لا يجيدون استثمارها ولكنهم يحيطون حولها أفكار مبالغ فيها ، وفى النهاية يهدرونها دون القدرة على الاستفادة منها بشكل طبيعي .
· ينسبون لأنفسهم ما لم يفعلوه ويحبون أن يمدحوا عليه ، ويتحدثون عن قدراتهم الخارقة مقابل التقليل من قدرات الآخرين .
· حين يشعرون بالفشل فأنهم يلقون باللوم على الآخرين ، ويختلقون لنفسهم تبريرات تعفيهم من اللوم ، ويستمرون فى تكرار نفس الأخطاء مرات متعددة .
· عادة ما يكون مثل هذا الشخص طيب القلب سليم الطوية يضمر فعل الخير ولا يعرف السبيل إلى ذلك ، وهو دائما كثير الحركة قادر على بناء علاقات عديدة وسريعة مع من يقابلهم ولو بالصدفة ، يعطى بلا حساب أو انتظار للرد ، وهو بذلك مثال للشهامة والإسراف فى الكرم والمودة .
هذه بعض الملامح ومن الممكن إضافة غيرها، قد تكون نتائج لتردى العملية التعليمية وسوء نظم التربية ، أو بسبب شدة القهر الاجتماعي وانتشار الفساد الاقتصادي ، وقد تكون أعراض لحالات مرضية، والأمر فى النهاية يحتاج إلى دراسة علمية من قبل متخصصين فى مجالات مختلفة حيث أن أثاره السلبية لا تتوقف على هؤلاء الأشخاص ولكنها تصيب المجتمع بالقدرة على عدم الإنجاز وإهدار الفرص والثروات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس الأوكراني: الغرب يخشى هزيمة روسيا


.. قوات الاحتلال تقتحم قرية دير أبو مشعل غرب رام الله بالضفة




.. استشهاد 10 أشخاص على الأقل في غارة جوية إسرائيلية على مخيم ج


.. صحيفة فرنسية: إدخال المساعدات إلى غزة عبر الميناء العائم ذر




.. انقسامات في مجلس الحرب الإسرائيلي بسبب مستقبل غزة