الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ميسان دولة غابت عنها الشمس (11 )

صباح سعيد الزبيدي

2007 / 5 / 22
المجتمع المدني


في ظل التناقضات الفكرية والثقافية والسياسية والاجتماعية التي خيمت على محافظة ميسان والتي سببتها شله تعبانه من الطارئين واللصوص ذات العلل والنواقص والعقد والافاق الضيقة وكذلك بعض القادة المحليين والذين امتلات كروشهم من اموال الشعب حيث تربعوا على كراسي السلطة واهملوا مصالح الشعب ولم يلتفتوا لحل معاناته .

تنطلق مناشدة مسؤول تربوي في مديرية التربية بميسان لوزارة الداخلية برفع "التجاوزات" على عدد من رياض الأطفال في المحافظة التي تم تحويلها إلى مراكز للشرطة .

وقال" نطالب وزارة الداخلية برفع التجاوزات التي طالت عددا من رياض الأطفال ، بعد أن تم إتخاذها كمراكز للشرطة."
وأضاف " أدى هذا التحويل إلى حرمان الأطفال من تلك الرياض ،كما أثر على عدد الدور المتاحة في المحافظة."

يذكر أن عدد رياض الأطفال في مراكز وأقضية محافظة ميسان يبلغ ( 14) روضة ، تضم نحو (1500) طفل من الأعمار دون سن السادسة ، علما ان مجموع سكان محافظة ميسان يقارب 900 ألف نسمة.

وهكذا تستصرخ الطفولة في ميسان ضمير العالم بصوتها .. لان ميسان الغنية بنفطها وثرواتها الطبيعية اصبحت فقيره على اطفالها الذين هشم العنف والفاقة والمرض احلامهم ، وان المجتمع الميساني اليوم يربي جيلا جديدا تحكمه الفوضى والاضطرابات.

كما هو مشار إليه في الإعلان العالمـي لحقوق الطفـــل " يحتاج الطفل إلى العناية الخاصة، وفقا لعدم نضوجه الجسمي و العقلي " ، لذلك تعد السنوات الاولى من حياة الطفل مرحلة هامة في تشكيل الملامح الرئيسية الاساسية لشخصيته ، إذ تشكل هذه الفترة القدرات والميول والقابلية ، كما ترتسم فيها الخيوط العريضة لما سيكون عليه في المستقبل.

ان اهم ما يميز مرحلة الطفولة المبكرة من خصائص وسمات هو مايطرأ على الطفل من تغيرات في جميع انواع النمو الجسمية والعقلية والعاطفية ، والنمو اللغوي ، والطفل في هذه المرحلة يستجيب بشكل ايجابي الى التوجيه والارشاد اذا ماتوفرت له الحرية في الممارسة والاختيار، وتوفر له المكان المناسب والوقت المناسب ليمارس فيه حريته او اختياره ، وحتى يتعلم استخدام جسمه بشكل فعال.

ومن هذا المنطق وجدت رياض الاطفال كجزء من المدرسة.

ان كلمة رياض الاطفال لها معنى : وهو حديقة الاطفال وتتضمن فكرة ان الاطفال مثل نباتات الحديقة يجب ان نتولاها بالعناية الفائقة لتنمو وتزدهر.

ولكون هؤلاء الذين تربعوا على كراسي السلطة في ميسان تلبسوا بلباس الدين والدين منهم براء.. وعلى اساس خاطب الناس على قدر عقولهم .. وذكر ان نفعت الذكرى .. اشير الى مسائل جدا مهمه الا وهي مسألة حق الطفل في التربية والتعليم وكما اكدت عليه مدرسة أهل البيت عليهم السلام. ويمكن إبراز الخطوط الاَساسية لمدرسة أهل البيت في بيان تأديب الطفل وتعليمه في النقاط التالية :

لا تقتصر تربية الاَولاد على الاَبوين فحسب بل هي مسؤولية اجتماعية تقع أيضاً على عاتق جميع أفراد المجتمع . وحول هذه النقطة بالذات ، يقول الاِمام الصادق عليه السلام : " أيّما ناشئ نشأ في قوم ثمّ لم يؤد ّب على معصية ، فإنّ الله عزّ وجلّ أوّل ما يعاقبهم فيه أن ينقص من أرزاقهم" .
فالاِمام عليه السلام يحدّد المسؤولية الجماعية عن الظواهر الاجتماعية السلبية ، ويكشف عن الترابط القائم بين التربية والتعليم ، وبين الوضع الاقتصادي ، فكل انحراف في التربية سوف يؤثر سلباً على الاقتصاد ، فللمعصية آثار تدميرية على المجتمع ، لذلك نجد القرآن الكريم ، ينقل دعوة النبي هود عليه السلام لقومه بالتوبة من المعصية والاستغفار كشرط أساسي لنزول المطر الذي حُبس عنهم ثلاث سنين : ( ويا قوم استغفروا ربّكم ثمَّ تُوبوا إليه يُرسل السماء عليكم مدراراً ويزدكم قوةً إلى قوَّتكم ولا تتولَّوا مُجرمين ) (هود 11 : 52).
فرؤية آل البيت عليهم السلام تنطوي على ضرورة تأديب أفراد المجتمع وخصوصا ًالاطفال.
وهناك حق آخر للطفل مكمل لحقه في اكتساب الاَدب ألا وهو حقّ التعليم ، فالعلم كما الاَدب وراثة كريمة ، يحث أهل البيت عليهم السلام الآباء على توريثه لاَبنائهم . فالعلم كنز ثمين لا ينفذ . أما المال فمن الممكن ان يتلف أو يسرق ، وبالتالي فهو عرضة للضياع . ومن هذا المنطلق ، يقول الاِمام علي عليه السلام : "لا كنز أنفع من العلم".

ثم إنَّ العلم شرف يرفع بصاحبه إلى مقامات سامية ولو كان وضيع النسب ، يقول الاِمام علي عليه السلام : "العلم أشرف الاَحساب".

ولما كان العلم بتلك الاَهمية ، يكتسب حق التعليم مكانته الجسيمة ، لذلك نجد أن الحكماء يحثون أولادهم على كسب العلم ، وفاءً بالحق الملقى على عواتقهم . يقول الاِمام الصادق عليه السلام : "كان فيما وعظ لقمان ابنه، أنه قال له : يابنيّ اجعل في أيّامك ولياليك نصيباً لك في طلب العلم ، فإنك لن تجد تضييعاً مثل تركه" .

كما نجد الاَئمة عليهم السلام ، يعطون هذا الحق ما يستحقه من عناية ، لا سيّما وأن الاِسلام يعتبر العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة ، وهذه الفريضة لا تنصبّ على الاَب والام فحسب بل تنسحب إلى أولادهما ، لذا نجد الاِمام علياً عليه السلام يؤكد على الآباء بقوله : "مروا أولادكم بطلب العلم" .
ولما كان العلم في الصِّغر كالنقش على الحجر ، يتوجب استغلال فترة الطفولة لكسب العلم أفضل استغلال ، وفق برامج علمية تتبع مبدأ الاَولوية ، أو تقديم الاَهم على المهم ، خصوصاً ونحن في زمن يشهد ثورة علمية ومعرفية هائلة ، وفي عصر هو عصر السرعة والتخصص .

لذلك يجب العمل مع صانعي السياسات وأصحاب القرار والمؤسسات المعنية لوضع سياسات وبرامج وخطط فعالة تركز على الطفل.

والتوسع في إنشاء رياض الأطفال بحيث تكون متاحة لفئات المجتمع المختلفة ودعم وتشجيع القطاع الأهلي التطوعي لإنشاء وإدارة مؤسسات تعليمية للأطفال.

واخيرا نقول إن الإنسان لا يبلغ رقيه وحقيقة إنسانيته إلا بصحوة روحه وتزكية طاقاتها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان


.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي




.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن


.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك




.. فشل حماية الأطفال على الإنترنت.. ميتا تخضع لتحقيقات أوروبية