الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرسالة و الرسولية و المرسلون

حازم العظمة

2007 / 5 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بابا الفاتيكان بندكتس السادس عشر يقول في زيارته للبرازيل أن المبشرين المسيحيين أتوا إلى هنا _ إلى أمريكا _ لنشر الهِداية بين الهمج ...
وفي أثناء ذلك و خلاله و فيه ، أبادوا حضارات بأكملها و نهبوا كنوزها ، وقتلوا _ أثناء هذه الهِداية_ أكثر من عشرين مليون ممن أسموهم ببساطة الهنود ثم أضافوا عليها "الحمر "_ من كثرة الدماء التي أسالوها من قلوبهم _، و هم في الواقع الأزتيك و الأنكا والمكسيك و غيرها العديد، حضارات بأكملها أزيلت و جرى استعباد أبنائها
من بقوا منهم أرغموا على اعتناق المسيحية ، أي أرغموا على " خلاص أرواحهم " ... و إلا " خَلّصوا" على أرواحهم ...

ملكة بريطانيا جاءت خصيصاً في هذه المناسبة _ مناسبة إنشاء أول مستعمرة للأنجليز _ لزيارة بوش ، ووقفا معاً و تبادلا خطابات التهنئة و الكؤوس بمناسبة الذكرى البهيجة ، أي بمناسبة المجزرة الأكبر في التاريخ

هولوكوست اليهود لا يشبه هولوكوست "الهنود الحمر "هذا الأخير يستدعي الإحتفال و قرع الكؤوس لا البكاء ،كذاك الذي لليهود ، البكاء الذي ينتهي إلى الإبتزاز ، ابتزاز من العيار التاريخي

هذا هو تاريخ " التبشير" الذي ما يزال بندكتس السادس عشر يتابعه في أمريكا .. هو و بوش يداً بيد .... و " حَواريهم " من "بن لادن" إلى " الدالاي لاما "... مروراً بـ "جيش الرب" في الكونغو
...
التبشير أيضاً يمُارس على الفلسطينيين : بجعلهم يتطايرون شظايا من الصواريخ التي "ترسلها" الأباتشي ، ثمة الكثير من " رسائل الهِداية "من هذا النوع خصصوها للعرب عامة و للأفغان و قريباً للإيرانيين ربما

الهداية للعرب أيضاً و للأفغان و للإيرانيين و و لكن إلى " الديموقراطية "هذه المرة و إلى " التجارة الحرة "
في واقع الأمر نحن نتعرض إلى " الهِداية " من أطراف متعددة ، بالإضافة إلى الِهداية " الديموقراطية " الأمريكية في العراق و التبشير بـ " نمط الحياة الأمريكية " ... و بالإضافة للـ " الهداية " الوهابية التي هي في أصول كل الهدايات التي تعرضنا لها منذ خمسين ستة على الأقل ( و ليس ما يمنع من أن يجتمعا معاً " نمط الحياة الأمريكية" و الإسلام الوهّابي ) ، ... ، ثمة الأقباط المصريون " يَهدونهم "... و أهل غزة ، المسيحيون في غزة " يَهدونهم " .. ، تلميذات المدارس في غزة _ مسيحيات أو لا _ رشقوا أرجلهن بالحمض لأنهن " سافرات " ، و الإحتفال المدرسي نسفوه لأنه " مختلط ".. و كذا السوريات، يَهدونهن " القُبيسيات" ..حتى يُظلم َعلى أرواحهم و أرواحهن ّ، و اللبنانيون تقوم بـ " هدايتهم " منظمات من نوع " جند الله " و "جند الشام " و "فتح الإسلام "، كلهم " قياميّون "
القتل طريقهم لتعجيل القيامة_ حتى ينعموا بالحوريات _ أو للتسربع بمجيء المسيح الدجال و المهدي المنتظر و ولادة البقرة الحمراء ....
الشيعة في العراق "يَهدون "السنّة بذبحهم ( قبل أن ينتظروا كثيراً حتى يهتدوا ) و بالعكس السنّة يَهدون الشيعة بنسفهم في المطاعم
هكذا تنتشر " الهِداية" في العراق بإشراف الإدارة "الرسولية" لبوش و عصابته ..
بوش ، هو أيضاً له خطاباته الرسولية و مهماته و توجيهاته الرسولية ...
و أحياناً يكلمه الله في نومه ...
هكذا " يخلّصون " أرواحنا بالأساليب ذاتها التي "خلّصوا " بها أمريكا من الوثنية و الهمجية ...
بنفس الطريقة التي "هَدوا" بها أهل معرة النعمان في القرن الحادي عشر : أي بذبحهم جميعاً رجالاً و نساء و أطفالاً
الأديان : الذريعة الأزلية للقتل و المذابح و الإستعباد ..
ليست " أفيون الشعوب " وحسب ...









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي


.. التحالف الوطني يشارك الأقباط احتفالاتهم بعيد القيامة في كنائ




.. المسيحيون الأرثوذوكس يحيون عيد الفصح وسط احتفالات طغت عليها


.. فتوى تثير الجدل حول استخدام بصمة المتوفى لفتح هاتفه النقال




.. المسيحيون الأرثوذكس يحتفلون بعيد الفصح في غزة