الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رضاعة الكبير والعقل المستنير

طاهر مرزوق

2007 / 5 / 31
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


للمرة المليون لم أجد بين أكثر من مليار مسلم على وجه الأرض من ينصف الدكتور عزت عطية رئيس قسم الحديث بالأزهر فى محنته ، الكل وقفوا ضده سواء من العلمانيين أو المتأسلمين أو الأزهريين أو رجال السلطة والوهابيين ، الجميع يطالبون بمحاكمته بدلاً من محاكمة أحاديث الرسول وواضع تلك الأحاديث، لماذا لا نضع أنفسنا أمام نبى إسلامنا عندما سألته سهلة زوجة أبى حذيفة فى هذه القضية ؟ ما هى مشاعرنا التى ستنتج عن فتوى النبى بأن نذهب لنرضع من بنت الجيران أو زميلة العمل حتى تحرم علينا؟ هل سنجيب النبى ونقول له : أستغفر الله هذا زنا ومفسدة يا رسول الله ؟
الغريب ما جاء فى بيان أصدره المجلس الأعلى للأزهر عندما قال : "... أن ما جاء على لسان الدكتور عزت عطية أستاذ علم الحديث بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر يتنافى مع مبادئ الدين الإسلامي الحنيف ويخالف مبادئ التربية والأخلاق ويسيء إلى الأزهر كمؤسسة إسلامية مرموقة ". إن بيان الأزهر يتهم الدين الإسلامى ويتهم الرسول والنبى الكريم بمخالفته لمبادئ التربية والأخلاق ، فهل يتحمل الأزهر مسئولية هذه التهمة أم أن عليه التريث ومواجهة نفسه ومواجهة أكثر من مليار مسلم وتحلى بصفات الشجاعة الإسلامية ويقول بأن أستاذ الحديث ورئيس قسمه لم يخطئ ؟
لماذا تثور نفوس المسلمين وتغضب إلى هذه الدرجة على الدكتور عزت عطية ولا تثور على رسولها أو تراثه الذى ملأ خزائن ومكتبات المسلمين وغير المسلمين ؟
لماذا يقولون بأن مثل هذا الفتوى وغيرها تمثل إنحداراً فى الفكر الدينى وفتنة فى الدين ؟ أليست فى صحيح مسلم والبخارى ؟
وذكرت المواقع الإخبارية ما جاء على لسان الدكتور عطية يدعو فيه الناس لإعمال العقل عندما قال " .. لو كان رضاع الكبير فيه أدني شك لعاتب الله نبيه في تشريعه أو تقريره، ولثار الصحابة جميعاً على عائشة رضي الله عنها لمخالفتها الشرع واستباحتها الخلوة بهذا الرضاع " " والحديث صحيح ومن يعترض عليه فيكون اعتراضه علي رسول الله " كما قال الدكتور عزت عطية، كلام منطقى !
إذن لماذا يرفض جميع المسلمين بلا أستثناء إرضاع الكبير بالرغم من صحة الأحاديث الخاصة به ؟ يجيب على هذا السؤال أكثر من فقيه أزهرى بل ويتفق الجميع ومن بينهم الدكتور سيد عسكر الوكيل السابق لمجمع البحوث الإسلامية على صحة حديث إرضاع الكبير لكنه أضاف أن إباحة إرضاع الكبير سيفتح الباب أمام إنتشار الرذيلة فى مجتمعنا الحديث.
هذا هو السبب وراء كل هذه المشاعر الغاضبة والرافضة لكل فهم وممارسة حقيقية واقعية لإيمان المسلمين.
هذا معناه أن الجميع يعرف صحة أحاديث إرضاع الكبير وإله الرسول الكريم أثناء تنزيل الرسالة عليه قد سمع ما قاله رسوله لسهلة زوجة أبى حذيفة، وكم من النساء من قريبات النبى وقريبات زوجته عائشة قد أخذوا بهذه الرخصة الشرعية ونفذوها بحذافيرها " خمس رضعات مشبعات "، وهذا يجعل المسلم وغير المسلم الذى ينادى فى المساجد ووسائل الإعلام بأن الإسلام صالح لكل زمان ومكان يخجل من نفاقه وكذبه ، لماذا يخجلون من شرائع الله ورسوله ويقولون بأن شريعة مثل إرضاع الكبير هى شريعة خاصة لا تصلح لزماننا ومجتمعنا الحديث ؟ ولماذا يحاكمون أستاذاً ذنبه الوحيد أنه روى الحقيقة؟
على كل إنسان مؤمن أو غير مؤمن ان يسأل نفسه ويجيب بعقله :
من الذى كفر غير المؤمنين وطالب بعدائهم وقتالهم إلى أبد الأبدين رغم إنكار المعتدلين الذين ينافقون دينهم ورسولهم ويجوبون الدنيا طولاً وعرضاً صارخين أن الإسلام يدعو إلى التسامح ومحبة الآخر؟
من الذى خلق مهنة الفتاوى فى الإسلام ؟ وهل الإنسان الواعى لعقيدته يحتاج إلى فتاوى؟
من هو أول إنسان أفتى بأن المراة نجسة كالكلاب والحمير والخنازير ؟
من الذى أعطى الرجل المسلم حق ضرب المرأة " على سبيل الهزار " لتأديبها لتستقيم وتخضع له ؟
من الذى وضع أسس وشرائع البول المقدس وإرضاع الكبير والصغير وجناحى الذبابة الشافية من امراض الدنيا؟
من الذى جعل شغله الشاغل المرأة ونجاستها والحيض والنفاس والأعضاء الجنسية ذكرية وأنثوية ؟
هل علماء الإسلام المعتدلين الوسط يحاولون إخفاء وجه الإسلام الحقيقى الذى كشفه الدكتور عزت عطية ومفتى مصر على جمعة الذى ذكر فى كتابه " الدين والحياة والفتاوي العصرية اليومية " أن صحابة الرسول كانوا يتبركون بشرب بول الرسول وقدسوه وقال مفتى مصر بأن "عرقه عليه السلام أطيب من ريح المسك وكانت أم حِرام تجمع هذا العرق وتوزعه على أهل المدينة " . لقد فعلت السيدة الذكية أم حِرام ما شاع عن المصريين الذين " عبوا ووضعوا الشمس فى أزايز " زجاجات " وباعوها بأستثمار وهابى معجز.
ووصل الأمر بوزير الأوقاف المصرى أن يقول " ليس كل ما هو موجود في الكتب التراثية القديمة صحيح ومسلم به وإنما لابد أن نعمل عقولنا فيما نقرأ، فقد نجد في هذه الكتب أشياء تخالف العقل الإنساني فلا يجب أن نقولها أو يذكرها أي داعية لأنها تسيء للرسول صلي الله عليه وسلم " . يعترف وزير الأوقاف الإسلامية فى مصر بأن كتب التراث الإسلامى مليئة بأشياء تخالف العقل الإنسانى ، يعترف الوزير بأن الكثير فى أحاديث الرسول أخفاها الفقهاء عن غالبية المسلمين الذين تربوا على فضيلة سماع الخطب الدينية بدلاً من القراءة وإعمال عقولهم فيما يقرأون ، عامة المسلمين جهلة بما يؤمنون به لأن الحقائق تغيب عن عيونهم بفعل المتأسلمين وخطباء المساجد وخطباء السلطان ، عامة المسلمين لا تصدق أن هذه الاحاديث صحيحة بل تكذب علمائها وفقهائها ورجال دينها الذين ينهلون من تراثهم الدينى المقدس .
مشكلات المسلمين هو تقديسهم الأعمى لكتب التراث والأئمة والصحابة والرواة ، وما أن يخرج علينا أحد الفقهاء بفتوى لا تعجبهم ويخجلون منها لتعارضها مع العقل السليم بناء على حديث صحيح حتى يسارعون بإتهامه بالجنون والخبل والضلال والتآمر على دين الحق وإشعال حرب مستعرة على قائل تلك الفتوى حتى يعتذر عنها وإنا إليه راجعون !
أليس الإسلام يقول أن من قال فتوى واجتهد فى نص فله أجران إن كانت صحيحة وله أجراً إن أخطأ ، فالرجل فاز بالأجر أما الأغلبية فهى تعيش فى الهزيمة ولا يعرفون ان هناك " مثل شائع " الآية التى تقول وجادلوهم بالتى هى أحسن بدلاً من المحاكمات والإيقاف عن العمل وقطع الرزق والتكفير مثلما فعلوا مع الدكتور احمد صبحى منصور.
يا أمة لا إله إلا النفاق أتخافون على الإسلام وإله الإسلام لا يخاف على دينه ؟ إذا كانت تلك الأحاديث طعناً فى الإسلام وتشويه لصورته ، لماذا لا يصنع إله الإسلام معجزة وينزل ناراً تفنى كل المتآمرين على الإسلام بدءاً بالكافرين من رؤساء العالم الغربى وأمريكا وإنتهاءاً ببعض الغلابة من شعوب المسلمين لترتاح الدنيا ؟
دافعوا بكل قوتكم عن محاكمة الدكتور عزت عطية الباطلة والتى تتفوق على محاكم التفتيش فى العصور الوسطى، دافعوا عن " عالم " أزهرى قال ما غرسته فيه مؤسسة الازهر التعليمية وتجرأ وأفتى بما جاء فى كتب الحديث عن رسوله وفقهائه الكرام وطالبوا بمحاكمة كل من أوقفه عن العمل وأعد له محاكمة هتلرية يريدون بها وضع الدكتور الصريح فى سجون مصر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على


.. 174-Al-Baqarah




.. 176--Al-Baqarah


.. 177-Al-Baqarah




.. 178--Al-Baqarah