الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحلة الوصول الى بغداد بعد تفجير الجسرين

عباس الشطري

2007 / 5 / 31
المجتمع المدني


حين توقفت سيارة الاجرة التي نقلتنا الى بغداد على مسافة المائتي متر من المقترب الاول لجسر ديالى الكبير والرئيسي اسرعنا لعبوره بهمة عالية خشية ما يخبئ القدر لنا من مفاجآت ,في ذلك اليوم كلفني احد المعارف بايصال مواد غذائية ومبلغ من المال لابنتيه في كلية التربية في جامعة بغداد لم اكن متابعا للاخبار في مساء ذلك اليوم حين اعلن خبر كسر ظهر الجسرين ولو عرفت لقبلت ايصال النقود دون الطعام فنقل ستة عشر كيلو غراماً من المواد الغذائية والجسر محطم امر غير مرغوب فيه في مثل هذه الظروف ,كان لزاما على ايصال الامانة في ساعة وصولي العاصمة لحاجتهن الماسة اليها وللعودة الى سكني باسرع وقت خاصة وان منطقتي تتعرض الى التفجير كل اسبوع ،

ربما اصبحت قساوة الاوضاع التي نعيشها امرا طبيعيا لنا بسبب طول الفترة التي تستغرقها دون امل بتغيير كبير فالوضع الشاذ ان تكون الحياة طبيعية ،وربما تعودنا على صعوبة التنقل بعد كل حادث تفجير يصيب هذاالجسر ،لكن الوضع كان اقسى هذه المرة ففي المرات السابقة وان صعدنا الزورق للعبورالى الضفة الاخرى لكن سيارات الاجرة كانت بانتظارنا اماهذه المرة فكان لزاما علينا ان نسير مسافة كيلومتر حتى نحصل على فرصة نقلنا عبر سيارات الجيش العراقي التي تجوب المكان وتقدم خدمة النقل للمواطنين مجانا الى السيطرة الرئيسية فقد حدت الاجراءات الامنية المشددة خشية الاجهاز على ماتبقى من الجسر من حرية حركتنا ، مجموعة من الطالبات الشابات كان منظرهن يثير الشفقة لمحاولتهن العبور بكمية كبيرة من المواد الغذائية التي يحملنها ولمسافة طويلة لم يتعودن عليها وبعض الاكياس تمزقت فاندلق الدقيق وعلب المعجون والطعام المطبوخ المجمد على ارضية الجسر وتمازجت مع الدماء البريئة التي خضبت الجسر لحظة تفجيره، وكم كان موقفهن ماساويا بين الخجل مما حصل وبين صعوبة لملمة ماوقع على الارض، حين وصلنا الى نقطة معينة صعدنا الى سيارات الجيش الكبيرة وحشرنا فيها حشرا ذكرني هذا الموقف بذكرى اليمة قبل ستة عشر عاما حين نقلتنا نفس هذ السيارات الكبيرة من البصرة الى اهالينا بعد انسحاب الجيش من الكويت لم يختلف منظرنا في ذلك اليوم عن هذا اليوم ، مرضى اجرو ا عملياتهم الجراحية في بغداد يرغبون بالعودة الى اهاليهم في المحافظات الجنوبية يعانون الم وصعوبة التنقل خاصة بعد تحول كراج النقل الى مقتربي الجسر من الجانبين في حين وجد اصحاب سيارات الاجرة الصغيرة وسيارات الكيا الفرصة سانحة للاستغلال فرفعوا من اجرة نقلهم للمواطن الذي اضطر لقبول هذه المساومة بسبب مااصابه من اعياء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس: ما أسباب توقيف سعدية مصباح رئيسة جمعية تدافع عن المهاج


.. هل تجهض أميركا عضوية فلسطين بالأمم المتحدة ؟ |.. سامويل وربي




.. عقبة قانونية جديدة أمام بريطانيا تعرقل نقل طالبي اللجوء لرون


.. نتنياهو عرقل الصفقة ومستعد للتضحية بالأسرى الإسرائـيليين.. ا




.. علم إسرائيل يرفع على الحدود المصرية.. ورفح بين المجاعة والقص