الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا تهيم الشعوب السعيدة في حب زعمائها السياسين والروحيين

ابراهيم سليمان

2007 / 6 / 4
المجتمع المدني


أنا اصدق أن بشار الأسد فاز بأكثر من 97 في المائة من أصوات السوريين ..! ومستعد أراهن انه سيفوز كلما أعيدت الانتخابات و أنه سيعاد انتخابه الى ان يكبر ابنه الصغير ويتولى الحكم بدلا منه .. والنتائج المذكورة عن الانتخابات في سوريا حقيقية وصادقه لدرجة كبيره و لو جاءت منظمات حقوقيه تراقبها لن تتغير النتيجة كثيرا وسيبقى بشار رئيسا .. بشرط واحد .. ان يبقى كل في مكانه على قول الراحل عبد الناصر .. أن تظل الهياكل و الأجهزة السلطوية كما هي .. ولن يتلاشى الحب مادامت تلك الأجهزة تعمل بسريه وعلنية .. ولن يتلاشى الحب طالما ان المواطن مختطف بالفطرة والتساؤلات حرام أو خيانة , حسب نوع السؤال سياسي أم ديني .


قبل سنوات رحل عن الدنيا رجال دين سلطويين لدرجة قتل من يشاءون وإحياء من يشاءون بهمهمات غير مفهومه , حدث هذا في إيران و في غيرها من الدول الثيوقراطيه .. وذرفت الأمة دموعها الحارة وتفتت كبدها على علمائها ومرشديها .. وشعر البعض بل صرح وقرأت ذلك بنفسي ان تساقط هؤلاء ( العظماء ) هو من علامات الساعة ..!! وكأن الذين ماتوا علماء حقيقيين مثل نيوتن أو أديسون أفادوا البشرية فعلا ولم يكونوا مصدري أحكام بالموت وتبشير بالعذاب ..
تاريخيا دائما يشكل موت الطغاة صدمة هائلة للرعية المنبهرة بالعظمة والعبقرية الفذة للزعيم دينيا أو سياسيا .. صدمة تدفع الجماهير للانخراط في بكاء هستيري كما شاهد العالم في وفاة كيم ايل سونج دكتاتور كوريا الشمالية السابق الذي أورث الحكم لابنه المريض عقليا .. بل البعض لم يحتمل غياب القائد الصنم وفضل مرافقته إلى العالم الأخر .. كما حدث عند وفاة ستالين وانتحار كثير من جماهير الحزب لعدم تحملهم غياب القائد ..


ماذا يعني هذا ..؟ لماذا تهيم الشعوب حبا في جلاديها ..؟ لماذا تقدس السجان .. ؟
أتذكر عبارة لروسو في العقد الاجتماعي تقول أن العبيد يفقدون مع الرق الرغبة حتى في التحرر من العبودية .. وشهدت أمريكا .. بل وشهدت بلادنا أيضا كثير من الرقيق الذين رفضوا قرار عتقهم وفضلوا الاستمرار في الخدمة عند أسيادهم وتاج رؤوسهم كما يظنون .. لان سنين الرق المزمنة و المتوارثة سحقتهم وأفقدتهم استقلالية الشخصية بعيدا عن السيد , أما أسطورة الكاريزما وما يقال عن كاريزما المشائخ و السياسيين ( العظماء ) فهذه من أساطير وتلميع الإعلام , أي كاريزما أو شعبيه لرجل دين يقفل الحياة بالممنوعات ويبشر بالنار والعذاب ولا يعرف الابتسام وينصب المشانق للمعارضين بتهم الكفر والخيانة , كما فعل الخميني وغيره , أي كاريزما في حافظ الأسد الذي حزنت عليه سوريا حزنا لا مثيل له , ورأيت بعيني الناس البسطاء المغفلين يذرفون الدموع على جلادهم ..


القضية انه كلما زاد الضغط زادت الليونة كلما زاد ت الشدة والتعصب والاستبداد كلما زاد الولاء والطاعة ولان النفس البشرية لا يرضيها أن تعترف أنها مجبرة على الولاء أو مجبرة على الطاعة فتقوم بحيلة دفاع عن كرامتها وتستبدل حقيقة الإكراه والغصب في العلاقة مع السلطة إلى علاقة حب .. ومزيدا من الحب .. حتى الهيام حبا .. ويتم ذلك بطريقة لا واعية وغير مقصوده وجماعية .. وليس بين ليلة وضحاها وإنما بعد مرور السنين وتأكد الجماهير من قوة وبطش واستمرارية السلطة ( دينيه أو سياسيه ) ..

ولان الحياة والأحياء يحتالون للبقاء ..ولا احد يرغب أو يستطيع ان يؤجل خططه ومشاريعه الشخصية والعامة .. فليس أمامه إلا الحفاظ على كرامته وتحقيق الذات والرضوخ تحت مظلة الدكتاتور بعنوان الحب .. والدفاع عن الدكتاتور وعشقه ..هو عشق للذات المنهزمة في الواقع ودفاع عن الذات المنهزمة في الواقع .. وحدث هذا زمن صدام حسين وكتب العراقيين عرائض الولاء بدمهم ورقصوا له وغنوا له صادقين .. كل هذا الحب .. الى حين ساعة الحقيقة التي نادرا ما تأتي على الطريقة الصدامية .. بل ربما لا تأتي أبدا وتتلاشى مع تبدلات الحياة شيئا فشيئا وتنكشف بعد أجيال حقيقتها , أو تنكشف بالطريقة الخروتشفيه الإصلاحية , أو بثورات عارمة أو إنفجارات ولدها اختلال الضغط والتنفيس وهو ما يحدث غالبا فتسيل الدماء وتتدمر الأبنية والهياكل القديمة القائمة على البطش لتقوم أخرى مؤسسه على البطش كما يحدث غالبا في العالم الثالث .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الوضع الا?نساني في رفح.. مخاوف متجددة ولا آمل في الحل


.. غزة.. ماذا بعد؟| القادة العسكريون يراكمون الضغوط على نتنياهو




.. احتجاجات متنافسة في الجامعات الأميركية..طلاب مؤيدون لفلسطين


.. السودان.. طوابير من النازحين في انتظار المساعدات بولاية القض




.. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب للمطالبة بعقد صفقة تبا