الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التكفير ظاهرة إسلامية و ليست سنية فقط

محمد العبدلي

2007 / 6 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إلى غالب حسن الشابندر
في مقال نشرته مواقع عديدة على الانترنت كتب السيد غالب حسن الشابندر مقالا يراعي اسلوب البحث يرى فيه أن التكفير هو ظاهرة سنية . و قد اعتمد في ذلك على أن مفكري الاسلام السني يكفرون الشيعة بينما لا يفعل ذلك اقرانهم الشيعة . و هو بذلك ينظر الى التكفير من زاوية الطائفة و موقفها من الطائفة الاخرى مهملا أن كلا الطرفين و الدين الإسلامي نفسه يمتلك نصوصا تكفر كل من هو غير مسلم من الكتابيين و غير الكتابيين ( فمن جاء بغير الاسلام دينا لن يقبل منه ) و غيرها من الآيات . و كما هو معروف فان الاسلام يكفر من يعتنق ديانة اخرى اما الخضوع للامر الواقع حين يكون المسلم حاكما فهذا امر آخر .
و يرى حتى فقهاء الشيعة أن ملامسة يد المسيحي ( ناهيك عن اليهودي ) تنقل النجاسة و خصوصا اذا كانت في يدية رطوبة او ماء او تعرق ، بل انهم يرون في المرأة نجاسة و يضعون على ايديهم منديلا حين يصافحون المرأة المسلمة و قد فعل هذا ويفعله كبار رجال الدين الشيعة حين يكون لزاما عليهم لأمر ما أن يصافحوا امرأة . وقد روى لي اسير في ايران اثناء الحرب العراقية الايرانية انهم اشبعوه ضربا و تعذيبا حين ساعد زميلا مسيحيا كان أسيرا معه كان يغسل الصحون في الاسر على حمل بعض صحونه ، و قد حاول أن يحاجج جلاديه فقال لهم ان الصحن كان جافا فقالوا له لقد رأيناه غسل للتو و كان يقطر ماء .
كما تداولت مواقع الانترنت فتاوى متلفزة تدعو الى قتل " الوهابي النجس " و من يسانده من رجل دين أو غير رجل دين صدرت من قبل السيد الشيرازي و من رجال دين آخرين في أعقاب تفجير المرقدين الطاهرين في سامراء ، و أضاف الشيرازي :" من لا يقول بوجوب قتل هؤلاء و بوجوب قتل مؤيديهم فإنه يكفر علانية بالقرآن الكريم " و السيد الشابندر يعرف كيف ترجمت امثال هذه الفتوى الى الواقع . ولكن اشير الى المحتوى التكفيري للفتوى .
إن الخسارة العراقية الكبرى التي اودت بالعراق هي قبل كل شيء خيانة المثقف للامانة . ما ان يخون المثقف الامانة حتى تقرأ على الوطن السلام . فالسياسي منذ ان سماه ميكافيلي هو عديم الاخلاق . فالسياسة و الاخلاق كما رأى لا يجتمعان ، والسياسي الاخلاقي سياسي فاشل . الامام علي ابن ابي طالب مثال حي على هذه المعادلة التي ما فتئت تعيد انتاج نفسها . بقي لدينا المثقف الذي نتوقع منه أن يكون رقيبا على السياسيين .
و كعلماني أرى أن مساوئ الفكر السني ليست اقل من نضيرها الشيعي فكلاهما ينتسبان من حيث الجوهر الى الاسلام المعاصر المسيس الرجعوي المنفصل عن الواقع الذي يرى أن غير المسلم كائن ثانوي أو كافر .
و بما ان المساوئ قد طغت فإن اطرافا تحاول ان تجمل وجه الطائفة التي تنتمي اليها ، و ضمن هذا السياق مقال يرى أن التكفير كما كتب السيد غالب حسن الشابندر هو ظاهرة سنية .
على أن التاريخ يقول غير ذلك للاسف ، ففي التاريخ المعاصر كان اول تكفيري هو السيد محسن الحكيم الذي افتى بأن الشيوعية كفر و إلحاد و مهد بفتواه لعرس الدم الذي اقامه انقلابيو 8 شباط .
فهل أن هذه الفتوى قديمة انتهت صلاحيتها كما يقول محاججون ينطلقون من منطق الطائفة ؟
كلنا يعرف أن الفتوى نافذة حتى تصدر فتوى تبطلها ، و هذا ما لم يحصل .
بل أن السيد عبد العزيز الحكيم اجاب بصراحة على سؤال طرح عليه في لقاء تلفزيوني : هل فتوى تكفير الشيوعية و الشيوعيين ما تزال قائمة ؟
ـ اجاب السيد : الفتوى لا تزال قائمة .
سلمت يا بطل . فالصراحة و الوضوح مطلوبان .
و لقد كان على حق . فالفتوى ما تزال قائمة .
فقد كان القادة الايرانيون الذين يستمدون الحكمة والاحكام من الله و من مراجعهم الحكيمة اشد على الشيوعيين حتى من حكم الشاه نفسه .
كانت عمليات ابادة الشيوعيين التي باركها قبل ذلك السيد محسن الحكيم قد و ضعت الاساس الفكري لعلميات الابادة التي قام بها انقلابيو شباط .
و لكن البعض يرغبون في ان تكون الذاكرة ضعيفة .
و كان اول عملية تكفير شهيرة هي تكفير قائد الثورة الايرانية آية الله الخميني لكاتب آيات شيطانية سلمان رشدي حين اباح السيد الخميني دم سلمان رشدى بسببك كتاب لا اكثر و لا اقل و طالب بملاحقته في كل بقاع الارض ... شيء كان المأمون نفسه سيربأ بنفسه عنه في القرن التاسع الميلادي و ليس القرن العشرين حين كان اكثر حداثة من هذا المستوى الدموي .
ولكن المثقف الطائفي لن يكون ديدنه سوى البحث عن مثالب الطائفة الأخرى متناسيا مثالب طائفته .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في


.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج




.. 101-Al-Baqarah


.. 93- Al-Baqarah




.. 94- Al-Baqarah