الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بوذا والعلمانية في زيارة مضاجعنا العربية / 3

حسن جميل الحريس

2007 / 6 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إتهمني أغلب العلمانيين أنني ضد العلمانية , بل وزاد أحدهم أن إتهمني أنني أصولي متزمت لا أفقه شيئآ سوى أنني متخلف من عصور جاهلة فرضت على عالمنا نظم ظالمة بعيدة كل البعد عن حقوق الإنسانية .
ذلك كله لإنني أرفض العلمانية المحدثة بنظامها المهدم لنظم وضوابط البشرية التي ستخلق عالمآ فوضويآ عبثيآ يخضع بمجمله لقوانين وضعية صنعية تخدم بشكل رئيسي فئة واحدة سيكون لها مطلق الصلاحية بحكم المجتمعات البشرية كلها دون تمييز بينها لنعود بهذا الطرح إلى زمن العبودية تحت إمرة سيد وحيد الإرادة الإستبدادية / حكم الدكتاتور الممنوح له سلطة إلهية تحت مسمى /مخلص الإنسانية / .
ذكر أحدهم أن هدف العلمانية بناء مجتمعات حرة بقوانين مدنية لا تعتمد على شريعة إلهية بعينها , فقلت له : وهل خرج طرحها عن طرح الماسونية سيما وأن الماسونيين هم / البناؤون الأحرار / وشعار الحزبين واحد / الحرية والعدالة والمساواة / ......... وإن فندنا شعارهما المشترك بغض النظر عن ترتيب كلماته بشكل حيادي نجد أن الحرية هي أسمى ما تطالب به الشرائع السماوية بل وجعلت منه مقياسآ حقيقيآ لمستوى تطبيق تعاليمها السامية , فلماذا أرادوا إذآ أن يستبدلوها بمفاهيم دنيوية لا تؤدي مسالكها إلا إلى تدمير وتفكيك البنى التحتية لعماد أي دولة وهم / فئة الشباب / عبر طروحات هادفة تتحول عصريآ إلى بند الحرية الشخصية المطلقة والتي ستنسف كل المعايير والضوابط الأدبية والأخلاقية والإجتماعية والدينية , وبهذا ستضمن عصبة واضعيها إلى تذويب مستقبل المجتمعات المستهدفة لتندمج ضمن بوتقتها الخاصة لتحقق أهم أهدافها التلمودية / فئة حاكمة مطلقة ( شعب الله المختار ) وفئات تخدمها كالدواب ( غوييم ) .
ثم لنرى البند الثاني من شعارهما / العدالة /
كيف تتأتى العدالة من مخلوق يحمل في طيات تكوينه / الخير والشر معآ / ربما يصيب خيرآ أوشرآ لمن يحيط به , بينما الخالق عز وعلا لا يحمل في نفسه إلا خيرآ لعباده ............. لندخل سوية من هذا الباب ونشهد حيثياته :
- يرى واضع القانون الصنعي الخير من منظوره الشخصي ... وربما ... وهذه حالة شك وظن منه أن هذا هو عين الخير لمن يتبع منهاجه ... مع أنه يجهل نيات مريديه !!!!! وهنا النقيصة المتناقضة التي تميز كل التيارات العلمانية المطالبة بالحداثة ... مع أن منهاج الشريعة السماوية على علم أكيد بنوايا البشرية حينما شرعت ووصفت سبل تطبيقها لمنهاجها .
- تنكر القوانين الصنعية علانية أن مبادئها مأخوذة فعليآ من صلب القوانين الإلهية وتعلل ذلك بأنها إقتبست منها إسمها فقط وطورت تعاليمه بما يتناسب مع توجهاتها , وعلى هذا الأساس نرى أن قوانينها غير مستقرة ومتبدلة دائمآ وفق تصوراتها الزمنية وحكم إداراتها المتعاقبة على تنفيذ أهدافها , بينما القوانين الإلهية مستقرة إجتماعيآ ومعتدلة ثابتة بما يتناسب مع كل عصر ينال حظه من المجتمعات البشرية بغض النظر عن زمن تعاقبها .
- وحالات الإستثناءات الفردية النوعية كثيرة في القوانين الوضعية تتحكم بها مصالحها النفعية الشخصية وهنا تبرز المكانة والمرتبة التي لا تحكمها ضوابط أوقوانين , بينما الشرائع الإلهية لها صفة التكليف العام الذي لا خصوصية فردية فيها وتكون نواحيها النفعية عامة غير مخصصة لفئة بعينها دون غيرها .
- إن كانت مدارك الحقوق ضمن النظم الوضعية مخصصة للمنهج الموضوع نفسه وحكرآ عليه , فأين العدالة البشرية التبشيرية العامة فيه ؟؟؟؟ وأين المساواة في مفهوم عدالتها ؟؟؟؟ ثم ما مفهوم العدالة في نظم يطغى فيها فرض حسي حركي على مجتمع بأسره يحول أفراده إلى شريعة مادية يغلب عليها الفوضى المنظمة , سيما وإن إدعت تلك الفئة أنها من سلالة إلهية صرفة لا تمت إلى طينتنا البشرية إلا بالشكل فقط لا بالصفة ... فضلآ من أن العدالة الصنعية محدودة الوصف والجزاء إذ ربطت مصير مريدها ووعدته بمكانة مرموقة في حياته الأبدية بما يتناسب مع درجة إتباعه لأوامر معلمه وتقليده الأعمى له دون أي مجال لمغفرة ذنبه أو رجاء , بينما عدالة الشريعة الإلهية واسعة جدآ تمنح أتباعها مقامات تتناسب مع حجم أعمالهم الدنيوية وترفق بإحتمالات الرحمة والغفران , وعليه نجد أن العدالة في الصنف الآدمي محصورة مغلقة إنما في الطرح السماوي مفتوحة رحبة الرجاء .
- إن طرح مسألة التنافس بين منهاج مادي صنعي وبين منهاج أي شريعة سماوية لا يقضي بالضرورة إلى نسف أحدهما وإعتماد الآخر وعلى هذا المبدأ نسأل : كيف نقصي حقائق الدين عن حياتنا ؟!!!!! وإن أقصيناها ماهو بديلها الذي سيحكمنا ؟!!! وهل ذاك البديل بمرتبة الحقائق التي شرعها ربنا !!! ثم من لديه معيار حقيقي ليختار لنا بديلآ عنها ....... ومن يقررها ؟؟؟؟؟؟ ذاك رهن على ضفة نجهلها , والضفة الأمثل هي هدف بحثنا ......... أنا علماني محافظ ولست علمانيآ مؤمنآ بالحداثة الفوضوية المطلقة , ولست أصوليآ متزمتآ إن عارضت أفكار بعضهم ....... فأين إذآ ؟؟؟ تلك الحرية الواعدة!!!!!! .............. يتبع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على


.. 174-Al-Baqarah




.. 176--Al-Baqarah


.. 177-Al-Baqarah




.. 178--Al-Baqarah