الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من يضع ملحا على جراحنا

ياسر يوسف غبريال

2007 / 6 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هناك من لا يريد لجراحنا ان تهدأ ولا لعيوننا ان ترى نوما..
هناك من لا يريد لاسقامنا ان تبرأ ولا لراحيل ان تتوقف عن البكاء ..
هناك من يطرب لمزامير حزننا ومن يتهلل لنزف قلوبنا ..
هناك من يذبحنا كل يوم بسكين بارد وقلم بلا ضمير ..
هناك من لا يريدنا فى هذا الوطن ولا فى غيره
هناك من يضع الملح على جراحنا ثم يقول لماذا تبكون
هناك من لا يعجبه قداسة البابا لو تكلم او صمت
هناك من لا يعجبه قداسة البابا لو اعتكف ولو عاد ولو تألم لوجع الخراف البعاد
هناك من لا يريد لراعى الرعاة ان يبكى على قتلى بنى شعبه و لا يريد لاب الاباء ان يقول ربنا موجود ويرفع صلاة من اعماق الجب ..
هناك من يستكتر على قداسته ان يحمل الصليب مع اولاده او يرفع شكواه الى قيصر
هناك من يهاجمه لو فتح باب قلايته او اغلقه
هناك من لا يعجبه ان يقول قداسته ان مصر وطنا نعيش ويعيش فينا لاننا فى زمن طظ فى مصر
هناك من يهدم والبابا لا يعرف سوى البناء
هناك من يشتم والبابا لا يعرف سوى لغة السماء
هناك من يلوم عليه تذكيرنا بذكرى الشهداء وقصص صمود الاباء ..
هناك من يهدم اسوارنا وقداسته كل يوم يرمم ثغراتنا
الحقيقة ان الهجوم على قداسة البابا شنودة الثالث فاق كل الحدود
وخرج من حدود المعقول الى اللامنطق ..والحقيقة ان هذا الهجوم لم يتوقف يوما واحدا
وكلما نشطت الكنيسة ونهضت كلما زاد الهجوم ..وكلما قويت كلما اشتدت الحرب .. فهم يريدون كنيسة ضعيفة مستكينة ومتى قويت كشفوا الانياب ..يريدون اقباط لا يصرخون وقت الذبح ..ويشكرون الحكومة كل يوم الصبح ..
القصة ببساطة انهم ومنذ زمن يحاولون الايقاع بين البابا وشعبه .. بين الكنيسة وقياداتها ..صنعوا ماكس ميشيل كبطريرك من عجوة وعادوا فاكلوه .. دعموا كمال زاخر ومجموعته ووجدوا انه فقاعة هواء فى يوم من شهر امشير ..حاولوا الزعم ان الخلاف اصبح قائما بين البابا واولاده فى المهجر وانكشفت الحيلة .. فكان الهجوم ..
مساكين هم لا يعرفون ان سر قوة البابا شنودة نابعة من ارتكازه على صخر الدهور ..وسر صموده فى صليبه الذى يمسكه بيمينه .. هم لا يعرفون قوة الايدى المرفوعة ولا الركب المنحنية ..مساكين ..
ولعل اول موجات الهجوم تأتى من الاسلاميين المعتدلين ( هكذا يتم وصفهم فى صحافتنا واعلامنا الحر ) وعلى رأسهم المفكر الاسلامى محمد عمارة .. والذى من الممكن ان نسميه محمد حريقة ..لانه احترف منذ زمن سكب البنزين على النار المشتعلة .. وتخصص فى سكب الملح على جراحنا التى لم تلتئم بعد ..ففى الوقت الذى كان فيه الاقباط حزانى وقلبهم مكسور على الذى صار يجرى فى الوطن اللى كان وطن وصار كفن .. خرج علينا محمد عمارة من قناة النيل الثقافية والتى هى حكومية وبدا يردد خرافاته التى يخرجها من كنز قلبه كل وقت واتهم فيها قداسة البابا انه سبب الفتنة .. وقبل ان نكمل لى سؤال وهو برىء طبعا .. وانا اتساءل لماذا تأتى اتهامات محمد عمارة دوما من قلب الاعلام الحكومى .. من جريدة الاخبار وجريدة القاهرة ووزراة الاوقاف التى نشرت له كتاب فتنة التكفير واخيرا قناة النيل وما هى سطوته التى جعلت قناة النيل تلغى برنامجا للرد عليه يستضيف الاب مرقس عزيز والمستشار نجيب جبرائيل ..ولماذا هو ضيف دوما على الاعلام الحكومى وهو الذى كفر الاقباط واستباح دمهم وهل هى سياسة دولة ولا ايه .. محمد عمارة يتهم قداسة البابا بالفتنة فى تليفزيون الدولة ولا يسمح لنا بالرد عليه وهو حق مكفول ..
نقول ايه .. الله يرحمها .. كانت كويسة وماتت قبل ما تتولد .. المواطنة طبعا
ومن المفكرين المعتدلين ايضا عمنا جمال البنا .. وهو الرجل الذى حلل التدخين فى رمضان وخرج علينا فى المصرى اليوم يردد نفس كلام اخوه محمد عمارة .. ولكى تدركوا تشوش فكر الرجل اذكر له فقط انه قال ان البابا شنودة انكر عذاب القبر!!
ويسير على نفس النهج المفكرين : فهمى هويدى وطارق البشرى وثالثهما محمد سليم العوا .. اما مكمن الخطورة ان اراء هؤلاء المفكرين تنفى الاخر ولا تقبل بمبدأ المواطنة وتكرس للدولة الدينية وتنادى بعودة الذمية مع ما تيسر من الهجوم على الكنيسة القبطية التى يعرفون انها سبب قوة الاقباط .. والغريب ان يتم وصف هؤلاء المفكرين انهم معتدلين .. طيب التطرف يكون شكله ازاى ..
اخونا محمد عمارة الذى احل دمنا فى الاشهر الحرم يقول ان قداسة البابا سبب الفتنة .. قداسة البابا الطبيب الذى وهبه الله لارض مصر .. البابا مختبر الاوجاع والذى يحمل احزانا كالجبال ومع ذلك يهدىء ويطلب من الاقباط ان يحتملوا ويصلوا .. ويرسل للمهجر ان يهدأوا .. البابا الذى يحمل مصر فى قلبه اينما ذهب ويتنفس هواءها اينما حل ..ولم يفقد ايمانه يوما مصر بل يرفع اسمها عاليا فى كل بقاع الارض بصفته بطريرك مصر وبابا العرب
ويشارك فى الهجوم على البابا بعض الصحفيين الذين يحملوا الكنيسة كل اسباب الفتنة ومنهم مجدى مهنا الكاتب بالمصرى اليوم الذى توصل بعقليته الطائفية ان سبب فتنة العياط هو ان الاقباط مش محتاجين كنايس تانى وان الكنيسة هى السبب لاتها ترفض الطلاق وتقبل عودة المرتدين اليها وقرر فى اخر مقالته ان تحليله هذا هو الصح ومفيش غيره والحقيقة ان موقف مجدى مهنا تجاه الكنيسة معروف فهو كاره لها ولقياداتها ولا يترك فرصة للهجوم عليها وبخص البابا بقدر وافر من قاموسه الطائفى الذى عاد مكشوفا ومعروفا ولا يخفى على احد ونذكر مواقفه وقت ازمات ماكس ميشيل وجوج حبيب وكل الفتن الاخرى ..
ولا ننسى محمد الباز الصحفى بجريدة الفجر والخميس والذى يعد من مصادر الهجوم المستمر ضد الكنيسة واقباطها ويستقى معلوماته المغلوطة من كمال زاخر وصحفية شابة نكرة كانت همزة الوصل بينهما حتى توطدت العلاقة وصار محمد الباز بوق لكمال زاخر وماكس ميشيل .. والحقيقة ان محمد الباز غير واضح الاهداف فقد كتب فى ملحق مدفوع الاجر من قبل عائلة غبور عن قداسة البابا شنودة الثالث كلاما جميلا جدا وعاد يهاجمه فى العدد التالى ..سبحان الله ..هل لدى احدكم تفسير لواحد صحفى يبدل مواقفه كما يبدل احذيته ..
وفى العدد الاخير من جريدة الخميس قال الاخ الباز ان الكنيسة تعلن الحرب وان الاقباط على اهبة الاستعداد
وفى العدد الاخير من جريدة الفجر الحمراء وصل به الحال ان يقول ان البابا شنودة الثالث فى حاجة الى لوى ذراعه وعفوا لهذا التعبير الذى يدخل تحت بند السب والقذف .. ولكن هذه هى الضريبة لكى يبقى محمد الباز على قيد الحياة .. فعندما كتب منذ اسابيع عن الشكوك التى تحيط بالسنة النبوية تم تكفيره وتهديده بقطع رأسه فعاد زاحفا على ركبتيه وعندما ادرك ان رأسه مازالت فوق كتفيه رجع الى شتيمة الاقباط عالما انه بذلك يكسب دنيا واخرة ..
ولا ننسى ان نذكر جريدة الاسبوع ومحررها مصطفى بكرى تخصص هجوم على الاقباط قبل الاكل وبعده .. وكثيرون يبحثون فقط عن ارقام التوزيع وليذهب الوطن للجحيم

وثالث محور الهجوم على قداسة البابا والكنيسة كمال زاخر ومجموعته .. ويعد كمال زاخر ضيف دائم على صفحات الهجوم على الكنيسة وظابط مخه على موجة الهجوم وهو مصدر اساسى لتسميم المناخ العام ضد الاقباط وبدأ يشاركه هوايته شركاؤه فى مؤتمر الخارجين على الكنيسة مثل اكرم رفعت حبيب وكمال غبريال والذى اصبحوا مصدرا للتصريحات التى تنم عن فكر مريض وكراهية واضحة للكنيسة ومحاولة لعب دورا ليس لهم وصنع كيانا موازيا للكنيسة والاستيلاء على دور المنظمات الشرعية فى تبنى قضايا الاقباط مثل المجمع المقدس والمجلس الملى
والحقيقة ان تصريحاتهم تضع خلا على جراحنا وليس ملحا فقط فيخرج علينا كمال زاخر ويقول الكنيسة تؤجج الصراع وهى السبب وانها تركت الدين وتفرغت للسياسة ( ماذا لو تركت انت يا استاذكمال الدين واشتغلت بالسياسة ) ويقول اكرم رفعت فى اول تجلياته ان صورة البابا اتهزت وانه اصبح عاجزا عن الدفاع عن حقوق الاقباط وهو يتحمل ذلك وحده اما كمال غبريال فكتب مقال من شطحاته باسم ( قداسته وقداستى) والمقال باين من عنوانه وفيه تخطى كمال غبريال كل الحدود
ويتعاون مع المجموعة بعض الصحفيين من الاقباط والذين يريدون ان ياكلوا عيش و لا يجدوا العيش سوى على مائدة كمال زاخر ومنهم سليمان شفيق ( كاثوليكى ومشرف على صفحة الرأى فى وطنى ) ويوسف رامز( صحفى فى وطنىايضا )ونشرت له مجلة روزاليوسف مقالة يهاجم فيها كاهن فاضل ويستهزىءبفضيلة الطهارة..اما جمال اسعد فغنى عن التعريف والتوصيف ولا يترك مناسية الا وهاجم الكنيسة وبطريركها وكانت مقالاته وقت ازمة بمها وغيرها ميه نار وابسط حاجة قالها ان الكنيسة القبطية ستكون مخلب امريكا فى مصر زى الشيعة فى العراق !!
واخيرا كانت المفاجأة من الحاجة عيشة وزيرة القوى العاملة التى قالت لا فض فوها ان الاقباط يمثلون عشرة فى المئة من الاقباط ويملكون اكتر من ثلث ثروة البلد وشوية حاجات تانى اشبه بفشر المرحوم ابو لمعة ..وقالت ان الاقباط فى كل حتة وان نسبتهم فى التعليم زيادة حبتين وانهم ينجحوا فى كل الانتخابات بداية من انتخابات اتحاد الطلبة ولغاية مجلس الشعب ( تقريبا قصدها مجلس الامة قبل الثورة على اعتبار ان مجلس الشعب الحالى فيه واحد مسيحى بس نجح لانه وزير )
لكنالذى جعلنى يغمن عليا من الضحك قولها ان المرشحين المسييحيين بينجحوا فى دوائر كلها مسلمين ..ومن هنا احب اقولها هم لا ينجحوا حتى فى الدوائر اللى كلها مسيحيين !!
وقالت ان اكبر دليل على ان الاقباط واخدين اكتر من حقهم ان هناك تلات اقباط من اثرياء العالم فى تقرير لمجلة فوربس ومفيش ولا واحد مسلم مصرى فى القايمة .. ساويروس ده جايب لنا الكلام .. ..
والحقيقة احب اقول للحاجة عيشة ما كانش العشم .. دا كلام برضه .. امال المتطرفين والاخوان المسلمين يقولوا ايه .. ان الكلام الذى اوردتيه فى تقريرك لمنظمة العمل الدولية فضيحة عالمية بكل المقاييس واكبر دليل ادانة ضدك .. فهو يثبت بالدليل القاطع ان الاحصاءات فى مصر تتم وفق للدين وبس ( طبعا لا توجد احصائيات ولا يحزنون ) ..وان مصر بتحسب اللقمة على ابنائها الاقباط ومستكترة عليهم النجاح ..
احيانا الكدبة لما توسع تتحول الى مصيبة .. ومن بعد تصريحات الحاجة عيشة لا نستطيع ان نلوم احد يردد ان الاقباط واخدين اكتر من حقهم .. وان اخوتهم المسلمين مظلومين .. ولا مانع من رد هذ الحق بالقوة والعنف.. وندخل فى صراعات طائفية لا يدرك احد مداها فاذا كان اول الرقص حنجلة فان اول الفتنة كذبة
لكن اللى ضايقنى بجد ان الدمعة كانت هتفر من عين الحاجة عيشة وهى بتتكلم عن ظروف العمال الفلسطينيين .. يا حرام ..
هل عرفتم من يضع الملح على جراحنا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مختلف عليه.. المفكر وجيه قانصو: الدولة الإسلامية مفهوم غربي


.. رفع الأذان فوق ركام مسجد رغم تدمير الاحتلال له كليًا




.. 21-Ali-Imran


.. 22-Ali-Imran




.. 23-Ali-Imran