الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل للمطوع ضمير

ابراهيم سليمان

2007 / 6 / 10
المجتمع المدني


التهالك على ملذات الحياة مذموم عموما .. ويكون عيبا عند من يرفع شعار الدين عنوانا لحياته .. عندما أرى مطوعا رسميا سمينا لا معا قد تختم و تمشيخ و تعطر وتزوج أربع غير المطلقات / وكله بالحلال / .. عندما أرى مطوعا يحدث نفسه وتلاميذه ويمنيهم بان للإسلام جولة قادمة وان الحرب مع الكفر سينتج عنها عودة ملك اليمين ليستمتع بما يشاء من الروميات .. عندما أرى صورهم تتصدر إعلانات مساهمات الأراضي وعندما اعلم أن تجارة الأراضي الشيلوكيه في أيدي المطاوعة أساسا .. رغم أن الرسول قد نهى عن تجارة التراب و البناء والإكثار منه وذم التطاول في العمران .. عندما أرى المطاوعة في أذيال التجار وأصحاب النفوذ .. عندما أرى كل ذلك أتسأل أو لابد أن يتساءل أي إنسان عن معنى الضمير لديهم .. أو هل يوجد لهم ضمير أصلا ..؟!
اللهاث المسعور وراء الملذات الدنيا تتناقض مع المناصب الدينية الروحانية المتعالية عن سفاسف الدنيا .. لكن الشهوات وحب الدرهم والدينار و حب المتع الجنسية يجعله يهمس لنفسه : هذا ما حلله الله .. ولم أضعها في حرام ..!! .. ثم يقولون / قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا / ..
رجل الدين يختلف عن غيره .. مثل لو رأيت طبيب قلب يدخن .. او شرطي مرور يقطع إشارة المرور ..
الضمير لدى المطوع سطحي ونفعي وروتيني وموروث .. الضمير عنده هو الاستيقاظ لصلاة الفجر .. هو عدم الإسبال .. هو البكاء في رمضان .. هو كراهية الأخر .. هو حب الطيبات ( التهالك على الطيبات من النساء والأراضي ودهن العود والمفاطيح .. ) ..ولا يهم أن تتألم زوجته أو أبنائها التي يطلقها أو يتزوج عليها .. ولا يهم أن يتزوج طفله في عمر ابنته .. طالما انه حلال .. ولايهم ان يتحمس لاحكام القتل والصلب والقطع بلا تردد ولا مراجعه .. أو أن ينتصر للانتهاكات بذريعة النهي عن المنكر .. لأن الضمير عنده ليس هو الإحساس بالآخرين وبحقوقهم .. ليس التضامن مع الضعفاء ..ليس الإيمان بقضايا الإنسان .. ليس التحول إلى عنوان ونموذج في الإيمان بقيم الإنسان العليا .. فلا يتردد في اللعن والدعاء بأشنع الأوصاف والأمراض على كل مختلف .. ولا يستحي ان له منصب ديني رفيع ..
ألا يشاهدون رجال الدين المسيحيين .. كيف يظهرون بصوره ملائكيه .. نكران للذات وحب للنوع الإنساني .. ودفاع عن الإنسان وحقوقه مهما كانت ثقافته مختلفة معهم .. ألا يسمعونهم وهم يصورون دينهم بأجمل الصور .. لا عنف ولا قسوة ولا كراهية ولا إكراه .. حتى في أشكالهم ومظهرهم جمال ونظافة وترتيب وابتسام وأدب .. وأماكن عبادتهم نظيفة ومرتبه وهادئة ورومانسيه ..بلا ضجيج ولا صراخ ولا دعوات للقتل ولا تخويف وترهيب من الله وعذابه .. بل لا يوجد لديهم عند الله أصلا شيء سوى الحب والمحبة والغفران والتسامح ..
لهذا أقول أن المطاوعة بحاجة إلى تربية ضمير .. إلى إيقاظ ووعي ضمير إنساني ..
ليخرجوا من قمقمهم الذي أدخلتهم فيه العزلة والفقر والحقد والخوف وصور العذاب وخيالاتها ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الوضع الا?نساني في رفح.. مخاوف متجددة ولا آمل في الحل


.. غزة.. ماذا بعد؟| القادة العسكريون يراكمون الضغوط على نتنياهو




.. احتجاجات متنافسة في الجامعات الأميركية..طلاب مؤيدون لفلسطين


.. السودان.. طوابير من النازحين في انتظار المساعدات بولاية القض




.. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب للمطالبة بعقد صفقة تبا