الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثقافتنا والتعميم

صبيحة شبر

2007 / 6 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الناس علميا يختلفون ، في الطباع ، وفي طرق التفكير ، وفي العواطف ، والاستجابة لها ، وفي الهوايات والاهتمامات ونظرتهم الى الحب والجمال ، ورأيهم في الأديان وفي التاريخ وفي المفاهيم المعاصرة التي نجدها منتشرة بين الناس ، وفي آرائهم حول الأحداث السياسية ، ولكن إنساننا المعاصر في بلداننا الغنية الفقيرة الممتدة بين المحيط والخليج نجده ذا رأي واحد لايحيد عنه مهما كانت الحوادث التي تجري امامه مختلفة ، الناس في بلداننا يسلكون سلوكا واحدا ،
لا يختلفون فيما بينهم في التصرف ، وفي ردة الفعل حول الأمور المختلفة التي من الطبيعي ان تختلف ردود الأفعال حولها ، يرددون الأقوال المتناقضة ولكن أعمالهم هي نفسها ، لنأخذ مثلا قضية المراة الجميع في بلداننا ينظرون الى ذلك المخلوق المسالم وكأنه من صنف اخر اقل في المرتبة والعقل والادراك ومع ان بعضهم يستنكر القول الذي أصبح مأثورا ولا اعرف من قائله ، فقد تعددت بشأنه الروايات ( ان المراة ناقصة عقل ودين) رغم ان دعاة التحرر والمساواة يستنكرون هذا القول الا ان سلوكهم العملي يؤكد هذه المقولة
الناس عندنا رغم تباين معتقداتهم السياسية الا أنهم عند الحكم على ظاهرة محددة فإنهم يعممون ، أي أنهم ان وجدوا بخيلا في احد البلدان قالوا ان جميع مواطني ذلك البلد بخلاء ، وان تعاون احد السكان مع المعتدين ادعوا ان جميع أهله وعشيرته متعاونون خائنون ، وان أساءت أحدى النساء في بلد محدد السلوك كما يرون زعموا ان نساء ذلك البلد كلهن خاطئات ، وان لم يوافقهم احد المتدينين التصرف صرخوا ان كل المؤمنين بالأنبياء والرسل مخرفون دجالون ، وان خدعهم احد اللادينين نادوا بأعلى أصواتهم ، ان كل من لا يؤمن بالرسالات كاذب مخادع وعلينا ابادة جميع أعوانه وأصحابه ، يكتب احدهم ناصحا الرجال بكيفية معاملة النساء ذاكرا عدة نقاط ، وكأن جميع نساء الأرض تجذبهن نفس الصفات ،ولهن عين الموقف ، ويعجبهن رجل واحد ، او ان يكتب شخص قد تمرس بحب جميع النساء وفي وقت واحد ، كيف يمكن للمراة ان تجذب الرجل بوصفات سحرية ، يمكن ان تستميل الرجال أجمعين فيقعوا بالحب ، ويتناسى أولئك ان الناس أصناف مختلفة البعض يعجبه الشجاع الوفي والآخر يستميله الجبان الغبي ، وكل نفس في عشقها شجون.
النظرة العلمية التي تدرس الأسباب التي جعلت شخصا ما يتصرف تصرفا متناقضا مع تصرف آخر ، لا يبالي بها الا القليلون ، كيف يمكن ان نصل الى التقدم والتحضر ونحن نحكم وفق القول السائد( وعين الرضا عن كل عيب كليلة) نحتاج الى النظرة النقدية التي تحكم على الأمور بعد ان تتناولها بالدراسة والتحليل ، لا ان نصدر أحكامنا المأخوذة عن غيرنا ومن بيئات مختلفة عن بيئتنا وأشخاص لم يحيوا حياتنا ولم يعانوا مثل ما عانينا









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المحامي ثروت الخرباوي يكشف أسرار الإخوان المسلمين بالأدلة


.. 145-An-Nisa




.. د. حسن حماد: التدين إذا ارتبط بالتعصب يصبح كارثيا | #حديث_ال


.. فوق السلطة 395 - دولة إسلامية تمنع الحجاب؟




.. صلاة الغائب على أرواح الشهداء بغزة في المسجد الأقصى