الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حقيقة الإرهاب المغربي بين دهاء الإسلاميين و ذكاء المخابرات؟!

الحيداوي احمد

2007 / 6 / 11
الارهاب, الحرب والسلام


أمام ما يقع في العالم من عمليات انتحارية واضحة الأهداف والغايات،وبين ما يقع في هذه البلاد السعيدة من انتحارات خارجة عن كل أنوع التصنيف الديني والسياسي،من ا نتحارات حمقاء واستعراضية إن صح التعبير، ولو كانت العملية الانتحارية مأساوية أكثر منها استعراضية. أمام عملية الاعتقالات الواسعة باسم مكافحة الإرهاب، التي لم تستثن من حملتها الأخيرة جيل من الشباب هو اقرب إلى( ألهيب هوب) الإسلامي أو الإرهابي كما شئتم.وما يوازيها من حملة إعلامية تتزعمها بعض المنابر لشحن الرأي العام الوطني وغسل دماغه، من اجل عدم ترك فرصة طرح السؤال عن حقيقة الإرهاب في المغرب:
أي السؤال: عن من ؟ وكيف ؟ ولماذا؟!. عن حقيقة الأمور لا كما تجري في الواقع بل كما تدبر في الكواليس؟.
هذه الحملة التي جعلت من الخوف دافعا لها، ومن السكوت استجابة طبيعية ومفروضة عن كل الخروقات التي تصاحبها،حيث تحاول الأجهزة ترهيب كل من حاول التشكيك في مصداقية هذه الحملة من خلال قانون الإرهاب بتهمة الإشادة.حيث أصبح السؤال عن المد برين الحقيقيين لهذه الأحداث التي نعيشها كطا بو من طابوهات المخزن،يتهم كل من حاول فهم هذه الألغاز المظلمة كأنه يبرر هذه الأفعال الانتحارية الحمقاء، والحالة هذه أن الأحداث تفصح عن ذاتها كما أراد لها مخططوها.ويقينا أن المنفذين في العمليتين الأخيرتين بعد انفجار عبد الفتاح الرايضي، ربما كانوا أكثر ذكاء في إرسال رسائل واضحة إلى من يهمهم الأمر. ولهذا جاءت العمليات الانتحارية مفاجئة و اعتباطية وانتقامية وغريبة:
- عملية مفاجئة : تمثلت في عملية عبد الفتاح الرايضي الذي حاول التخلص من حزامه الناسف ، لكن قوة غضبه وارتباكه ا وقعه في تفجير نفسه. وعنصر المفاجأة كان قاسما مشتركا بين أحداث 16 مايو 2003 وأحداث 10 ابريل 2007 مع الاختلاف في الزمان والمكان والهدف.فإذا كانت عمليات 16 مايو قد فاجأت المغاربة وربما المسؤولين، فالأحداث الأخيرة وخصوصا انتحار عبد الفتاح الرايضي قد فجاء الجهة المدبرة والخلية،وجعلت حملة الأجهزة في موضع استفهام مع حالة الاستنفار المعلن عنها. فالحزام الناسف عند عبد الفتاح الرايضي مصنوع للدفاع عن النفس حسب قوة وكمية المتفجرات، نفس الأحزمة نجدها عند بقية أفراد الخلية، لان جلهم كان في قائمة المبحوثين،ومن حسن الأقدار مازالوا في مرحلة الاستعداد.فلولا انتحار عبد الفتاح الرايضي،ما كنا سندري حجم الكارثة؟.
- عملية اعتباطية: تتمثل في عملية الانتحاري الذي فجر نفسه فوق السطوح أو فجر. كذلك تفجير الانتحاري الذي كان خارج حي الفرح، وجاء ليفك الطوق عن زملائه كما شاع في بعض المنابر الإعلامية.
- عملية انتقامية: وتتجلى في العملية التي حاول رضوان الرايضي القيام بها، وكاد ينجح لولا يقظة الشرطي المرحوم الذي اعترض طريقه، حيث كان رضوان الرايضي يجري مكبرا، لتفجير ٲمنيين كبار حسب شهود عيان،كما تطرقت الصحافة إلى فرار رئيس الفرقة الوطنية للشرطة القضائية السيد عبد الحق الخيام،وإصابة والي امن الدار البيضاء بأزمة قلبية،من جراء مشاهدة عملية التفجير، استدعت دخوله لمصحة خاصة للعلاج.
- عملية غريبة: تمثلت في العملية الانتحارية للشقيقين مها، والغرابة في هذا الانتحار يمكن حصرها في خمسة عناصر:
1- الشقيقين كانا خارج دائرة البحث، وربطهما بالزعيم الذي القي عليه القبض في مسرح العملية الذي كان من وراء خلية عبد الفتاح الرايضي ، لإصلاح خطإ التصريحات الرسمية وطي الملف.
2- ليس لهما انتماء ديني لجهة معروفة، أو لهما صلة بالمعتقلين الذين هم على ذمة الأحداث الأخيرة كما صرح السيد وزير الداخلية.
3- يتوفرون على نفس الأحزمة الناسفة وبنفس المواد التي ضبطت عند خلية الرايضي،مما يظهر أن الجهة الممولة والصانعة لهذه الأحزمة واحدة.
4- وجود القرآن الكريم مفخخا في منزل الشقيقين مها،حيث استغرقت الفرقة العلمية للشرطة وقتا لإبطال مفعول المتفجرات،مما يظهر عن تقنية متطورة في عملية التفخيخ.!
5- حديث شهود عيان عن مشاهدة الانتحاريين يتكلمون في الهاتف قبل التفجيرات.
وتبقى الملاحظة المثيرة أن الحدثين يخطط لهما في وقت يتزامن مع الاستعدادات لفرحة القصر سواء سنة 2003 و 2007 قبل الاحتفالات بالعقيقة الملكية.
الجهة المدبرة:
الذي يثير الاستغراب في هذه الحرب المغربية على الإرهاب،أنها حرب يكتنفها الكثير من الغموض و التستر و التعتيم المقصود، وهذا العنصر المشترك تتقاسمه المخابرات المغربية والجهة المدبرة لهذه الأحداث،حيث الإرهاب في المغرب يتخذ خطوات السرية حتى بعد العمليات، وهي طريقة تنافي الغرض منه،في المغرب لانعرف جهة محددة تتبنى العمليات وتفصح عن نفسها،كل مانلاحظه تفجيرات واعتقالات وتصريحات من المسؤولين تتناقض فيما بينها. حتى إصدار بيانات كاذبة لدعم الحرب النفسية لهذه الخلايا لانعثر لها على اثر إلا ما تدعيه المخابرات المغربية.ويبقى للعمليات التفجيرية في المغرب هدف خلق القلاقل والتذكير بالخطر الإرهابي.حيث نجد في المغرب فقط :
ا- عندما يتم القبض على زعيم الخلية كما تدعي المصالح الأمنية لا يمكن للصحافة الوطنية أخد تصريح شفوي منه بعد انتهاء التحقيق، يشير إلى الجهة التي ينتمي إليها، أو إجراء مقابلة صحافية للبحث عن الحقيقة. نجد صحف تندد وتشهر وتتهم فقط. وعملية إلقاء القبض على الزعيم لا يسفر التحقيق معه عن الإطاحة برؤوس معروفة أو الإشارة إلى ارتباط واقعي مع جهة ما كانت داخلية أو خارجية،تبقى الإشكالية كلها محط شك.
ب- لم نعثر عن اية جهة في المغرب أو خارجه تهدد من اجل إطلاق فلان أو علان كزعماء أو ناشطين في خلايا متطرفة وخصوصا ما يسمى قادة الجبهة المقاتلة المغربية، أو مايسمى شيوخ السلفية. بل العكس هو الحاصل يحكم على الخلية الإرهابية، وبعد مدة قصيرة أو طويلة يفرج عنهم بعفو ملكي،إلا أن موقف المعتقلين مؤخرا الرافضين للعفو مقابل المحاكمة العادلة لتبرئتهم،جعل الأمور تتعقد بالنسبة للأجهزة في استخدامها لهذه الورقة مقابل شروط لتفادي المطالبة بجبر الضرر،فالعفو الملكي بهذه الشروط هو لإثبات التهمة وليس لإصلاح أخطاء المحاكمة حسب المعتقلين.
ج- حسب التصريحات الرسمية في المغرب نجد جل الخلايا التي تم اعتقالها، ومنها خلية الرايضي تخطط للعمليات تنازليا،إذا أخدنا خلية عبد الفتاح الرايضي، نجد أن الخلية مازلت في المرحلة الأول من جمع المواد ومعالجتها استعدادا لتركيب المواد الأولية،وقبل المرحلة النهائية وفي أول الطريق،نجد مرافق عبد الفتاح الرايضي يعرف الأماكن التي ستفجر،ليبقى آخر عنصر في الخلية بل آخر ملتحق بها يعرف الأماكن المزمع تفجيرها قبل المتفجرات،دون أن يفيد التحقيق عن الجهة المدبرة. هذه الجهة المزعومة التي لاندري ماذا بقي لها من أسرار تتقاسمها مع الخلية، ليبقى الإشكال: هل الكشف عنها سينسف حجية الحرب على الإرهاب؟ أم فعلا لم تصل الأجهزة إلى معرفة من يدبر ويخطط لهذه العمليات؟.فأيهما اقرب إلى الصواب؟.
نظرة الباحثين إلى الإرهاب المغربي:
من خلال المعطيات السابقة، وأمام شح المعلومات والتعتيم المقصود من الجهات العليا بخصوص هذه الحرب المسماة الاستباقية ،وما يرافق هذه الحملة من اجتثاث أرواح وعقول ونفسية المعتقلين، والصور المنشورة لتعذيب المعتقلين في جريدة الصباح والأيام ناطقة عن نفسها.وهي هدية من المعتقلين للجمعيات الحقوقية والأحزاب المغربية وحكومة الحق والقانون، والى كل من يتبجح بالديمقراطية في هذا البلد السعيد،ومن ينكر عن المعتقلين تعذيبهم.
أمام هلامية ملف الإرهاب بين مايدبر وبين مايقع،جعل فئة من المثقفين أو المحسوبين على الاهتمام بالتيارات الإسلامية، بالتمنطق انطلاقا من أحكام مسبقة وقوالب منهجية ونظريات لها منطلقات إيديولوجية تشرح ظاهرة الإرهاب بربطها مع السياسة الدولية،حيث اختلطت الأسباب بالمسببات، بين ما هو ديني و سياسي و اجتماعي،أي بين الإيديولوجية الدينية والعصيان المدني وبين الفساد السياسي والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتأزمة.
ولسان الحال يطلب من هؤلاء البحث عن الوقائع وتفكيك آلياتها بتركيب الأحداث الإرهابية ومعرفة دوافعها في المناخ المغربي، اهو سياسي أم ديني؟، حتى نتمكن من كشف الحقائق كما هي، لا كما يراد لها أن تكون.وكمثال عن الحلقة المفرغة التي يدور حولها بعض الباحثين في ملف الإرهاب المغربي وتجريده من خصوصيته المعقدة، وما يثير الاستغراب هو عندما اسمع منهم من يتحدث عن الأحداث الأخيرة بكون الخلية تعمل وفق فتوى إيمان الظواهري أو ا سامة بن لادن بخصوص تفجير الانتحاري لذاته في حالة حصاره،ونسوا أن خلية بأكملها انتحرت حتى العناصر التي لم تكن محاصرة كالأخوين مها،ويبقى لهؤلاء الباحثين أن يبحثوا عن فتوى أخرى .... .
موقف رجال الدين من الحرب الدائرة:
المنتمين للحقل الديني مافتئوا في كل مرة يذكروننا أن الدين الإسلامي هو دين تسامح ودين حوار، وهذا لا خلاف فيه. لكن السؤال المطروح:
التسامح مع من ؟ وفي ما؟ والحوار مع من ؟ وفي ما ؟.
- هل دعاة التسامح اظهروا بالملموس مبادرة أخلاقية متسامحة مع اسر الانتحاريين دون
التشهير والزج بهم في السجن؟
- هل اعتقالهم خوفا منهم آو خوفا عليهم؟.
- هل دعاة الحوار حاولوا أن يؤسسوا لحوار وطني حول الظاهرة وأسبابها مع المعتقلين لتحديد المسؤوليات؟
- كيف ندعي أن الإسلام دين تسامح ودين حوار، ونحن نعلم من بيانات المعتقلين منع إقامة صلاة الجمعة والأعياد منذ أربع سنوات في سجون المملكة المغربية؟. أليس من إقامة هذه الفروض سيتم فتح نقاش من طرف العلماء مع المعتقلين الإسلاميين لغسل دماغهم كما يحلو للبعض أن يقول؟ أم أن العلماء ينتظرون الضوء الأخضر من أهل الحل والعقد الجدد، أي المخابرات المغربية والحليفة أمريكا؟
- لماذا نحارب دعوة الجهاد في القرآن؟ ولا نشيع ثقافة الجهاد بالأموال أمام الأوضاع المأساوية التي تعيشها الطبقات المحرومة، الخارجة عن تصنيف العيش الكريم بل أدنى شروط الحياة الإنسانية ؟
- لماذا نختزل القران في هاتين الكلمتين دين حوار و تسامح، ونسكت عن كونه دين حق، وقوة، وعدل، ورأفة، وإحسان، وبعبارة وجيزة هو دين العدالة الاجتماعية؟ العدالة بكل ما تحمل الكلمة من معاني الكرامة والحرية والمواطنة والاختلاف والتعاون.
سياسة الانخراط مع أمريكا في حربها على الإرهاب:
من الواضح أن الأجهزة الرسمية تعلم أن انخراطها في هذه الحرب المفتوحة،سيؤدي إلى مواجهة مباشرة مع إرهاب حقيقي دوليا ومحليا، وخصوصا العناصر التي تنتمي إلى القاعدة أو من يتعاطف مع إيديولوجياتها،وهذه المواجهة حسب الأجهزة واردة.بما فيها الحركات الانفصالية و حركات العصيان المدني سواءا الشمالية أو الامازيغية،التي قد تلبس في عملياتها لباس إسلامي .من هنا نشأت فكرة الانخراط الكلي من تعاون عسكري مع أمريكا، إلى تدريب الشرطة والدرك و القضاء ومحاولة دعم المجتمع المدني والصحافة ماديا، وأخيرا حملة أمريكية لتحفيز الشباب على المشاركة في الانتخابات، وغدا ستأمرنا أمريكا الصديقة للتصويت لصالح حزب أو مرشح معين . وما يهمنا هوا براز ملامح التعاون الأمني مع أمريكا في محاربة الإرهاب والتي سنلخصها في النقط التالية:
ا- الاعتقالات بالجملة لحصر اكبر عدد من الإسلاميين الغير معروفي الانتماء إلى جهة ما.
ب- البحث عن متعاونين من صفوف الإسلاميين مع المخابرات، كما يشار إلى زعيم خلية ما يسمى أنصار المهدي الذي تحوم حوله الشكوك من طرف أفراد الخلية.
ج- جمع اكبر عدد من المعلومات عن تنظيم القاعدة، لمساعدة أمريكا وخصوصا من المغاربة الأفغان.
د- اعتقال المتطوعين المغاربة للجهاد في العراق والحكم عليهم واغلبهم من الشمال، لانقاد أمريكا من الهزيمة.
ه-مقابل هذا العمل آلا مشروط مع أمريكا، أصبحت ملامح حماية من طرفها للمغرب ودعمها لبعض الملفات الكبيرة،مقابل هذا التحالف الغير المتكافئ.
- أجواء الذكرى الرابعة للأحداث الأليمة:
قبل حلول الذكرى الرابعة للأحداث الدموية 2003.كان السؤال الشائع عند المهتمين هل ستفرج الدولة عن أسرار الجهات التي من وراء هذه الأحداث المؤلمة؟في مقابل الجبهات المفتوحة في المغرب بدءا بقضية الصحراء،قضية المخدرات،قضية الإرهاب، قضية التهريب،قضية الاختلاسات المالية،قضية الهجرة السرية،تهديدات أصحاب بعض المواقع المحصنة في المغرب،قضية القلاقل على شكل عصيان مدني في الشمال.لكن يظهر أن الجهات المستفيدة من هذه الأحداث المؤلمة والتي تحاول استثمارها حتى يستمر الوضع هكذا. تحاول بطرقها خلق مزيدا من البلبلة السياسية،ويكاد حاضر البلاد اليوم لايختلف عن أحداث تم استثمارها من طرف أفقير والدليمي في العقود السابقة.
إن الأحداث الأخيرة رغم فداحتها فقد جعلت الجميع أمام مسؤوليات مختلفة، من حكومة وأحزاب ومجتمع مدني وجمعيات حقوقية وشعب مغلوب على أمره.
1- حيث أظهرت الأحداث الإرهابية التناقض في كلام المسئولين عن واقع فاسد وعن حقيقة ما يجري من عمليات إرهابية.
2- حيث ظهر بالملموس أن لاشيء تغير مند أحداث 2003.وان السياسة التي تنهجها الحكومة في اغناء الغني وإفقار الفقير عملت على تكريسها بالهدايا والصدقات والهبات على المحظوظين بخلاف الشعارات الجوفاء التي تسوق لها.
السر في تسمية السلفية الجهادية وتسمية الشيوخ:
منذ أحداث مايو 2003 و 2007 والمخابرات المغربية تتهم مايسمى السلفية الجهادية بتدبير هذه التفجيرات ، وسبب الإصرار على اسم السلفية الجهادية واسم الشيوخ يمكن رده إلى مايلي:
1- كسر جسر التعاطف الشعبي مع تنظيم القاعدة وزعيمها الروحي أسامة بن لادن في حربه مع أمريكا.
2- تجريم فعل استقطاب المغاربة إلى العراق وافغنستان،وفي أي مكان تكون حليفتنا فيه. وجعل السجون المغربية حصنا ودرعا واقيا للجنود الأمريكيين في العراق من المغاربة.
3- تأكيد أن التطرف آت من الشرق من رحم السلفية الوهابية والمذهب الحنبلي.والحقيقة أن السحر انقلب عن الساحر.فالأجهزة الاستخباراتية هي الني عملت على نشر المذهب السلفي الوهابي مقابل سلفية المذهب المالكي، لتثبيت عضد الدولة وتركيز إمارة المؤمنين، كما هو الحال في السعودية. في وقت كان الحديث داخليا وخارجيا عن البيعة من طرف اليسار في المحافل السياسية والحركات الإسلامية المنفية في الخارج، وكذلك للحد من انتشار الإسلام السياسي داخليا المتمثل في جماعة العدل والإحسان، وبقايا الشبيبة الإسلامية والمذهب الشيعي والتصوف الغير المحمود.
4- محاولة من المخابرات المغربية لخلق تيار إسلامي تحت أي عنوان من المعتقلين، وهي خطة قديمة دأبت عليها المخابرات منذ عهد السيد إدريس البصري،بتفريخ أحزاب إدارية، والآن جاء دور الإسلاميين،والمراجعة التي يجريها أبو حفص سريا ربما تدخل في هذا الإطار،أو ربما شرط لإتمام المحاكمة العادلة كما يقال. وفي كلتا الحالتين هي مناورات لإصلاح ما فسد.
أما تداول لقب شيوخ السلفية الجهادية امنيا وإعلاميا، الغرض منه خلق تيار إسلامي بزعمائه،لتفادي التشتت الحاصل بين أفراد مايسمى السلفية او السلفيات والكثير من اتهم بالانتماء إلى هذا التيار،حتى يتسنى للدولة مخاطبين باسم هذا التيار الجهادي،لكن إنكار مايسمى الشيوخ لانتمائهم لتيار السلفية الجهادية،جعل المخابرات في ورطة،ذلك أن تسمية الشيوخ لابد لها من أتباع من جهة، ومن جهة أخرى مؤلفات تأصل لفكر التيار السلفي الجهادي من توقيع هؤلاء الشيوخ الذين هم تلاميذ شيوخ سلفية المشرق، والأمر في المغرب بالنسبة للكثير من المعتقلين لا يعدو من الإيمان بالإيديولوجية السلفية المعروفة قديما، والخوض في الصراع الدائر مع أمريكا عند السواد الأعظم دو طبيعة سياسية من منظور ديني،هذا السواد الأعظم من السلفيين الذي تحاول المخابرات جعله رقما مهما في هذا التيار كقوة كاسحة وموجودة بوصفه من الأتباع، ونسيت أن قوة الأتباع يجب أن تظهر في الشارع المغربي لا في السجن.
المحدد الثاني جل المدن التي ينتمي لها هؤلاء الشيوخ لم تشهد عمليات إرهابية كفاس والرباط وطنجة وتطوان.وهذا ما يدحض فكرة وجود تنظيم سلفي جهادي وشيوخا له.
أما معتقلي تيار الهجرة والتكفير والذين لا يتنكرون لانتمائهم المعروف بتكفير الحاكم والمحكوم.هذا التيار الذي ساهمت الأجهزة في احتضانه وبالسكوت عن تواجده لخلق توازنات سياسية، حيث نجد أن عدد المعتقلين بسجن الزاكي بسلا والمنتمون لتيار الهجرة والتكفير لايتجاوز العشرة.حتى زعيم ومنظر التيار التكفيري الشيخ بن داود الخملي الذي سبق أن حكم ب 30 سنة،قد خفضت المدة إلى سنتان.... بدون تعليق.
أحداث 2007 مرآة عاكسة لإحداث 2003
الأحداث الأخيرة 2007،أرخت بظلالها على الذكرى الإرهابية 2003،لتظهر بصورة باهتة إن لم نقل منعدمة،حيث تعمدت الكثير من المنابر الإعلامية المكتوبة الإشارة إلى الحدث بطريقة عادية أثارت انتبه الكثير من القراء، والذين كانوا ينتظرون من المناسبة الجواب على الكثير من الأسئلة ، حيث أن ظاهرة الإرهاب في المغرب استعصى معها المنطق لفهم خيوطها المتشابكة.ونحن ألفنا في السنوات الماضية حوارات مع الضحايا بمعايشة لحظات الغدر والدم والتفجيرات،فكان الجميع يتألم لآلامهم،ويتحسر عن العاهات التي لحقت بهم،فكان الجميع يقرأ ويسمع و دموع الحسرة والبغض تملأ القلوب.
لكن الغريب لماذا تمر الذكرى بهذه الصورة، وقد تزامن الحدث مع انتحارات قريبة في الزمان والمكان؟.
يظهر أن الخوف من السؤال، جعل العازفين على هذه الأوتار لثلاثة سنوات يتوقفون هذه السنة عن النبش في الحدث.لأنها ستظهر للجميع انه:
- لمدة ثمانية سنوات والمقاربة الأمنية، لم تعطينا جوابا مقنعا عما يحدث في المغرب.
- لمدة أربع سنوات،بعد أحداث 2003 قطعت الحكومة على نفسها القضاء على الأسباب البنيوية للإرهاب من تهميش وفقر وفساد وتحقيق دولة الحق والقانون.وبعد أربع سنوات نكتشف نفس البيئة التي رصدت لها أموالا من جيوب الشعب،وخططت لها مشاريع ،نفسها تفرخ انتحاري 2007.فكانت الصدمة مزدوجة.
- لمدة أربع سنوات لم نسمع الأحزاب المغربية طلبت نش حقائق أحداث 16 مايو2003 أو خرجت للشارع تندد بالخروقات وانتهاك حقوق الإنسان سواء كانت يمينية أو يسارية أو إسلامية .الجميع يبحث عن سبيل للاحتفاظ بمقاعد مريحة في البرلمان الذي أصبح بمثابة منصب شغل أي منصب مالي بمعنى وظيفة في المغرب،أو في الحكومة الصورية.
- لمدة أربع سنوات ومن خلال تتبع محاضر المعتقلين، يزج بالمعتقل داخل السجن بتكوين عصابة إرهابية والمس الخطير بالنظام العام، ليحاكم في الأخير بأحكام يفهم منها السجين كأن المحكمة المغربية تعمل تحت إشراف وزارة الدفاع الأمريكية.وهذه طريقة لشحن نفس السجين وجعله يحتقن بالكراهية إزاء الكل. وخطوة البرلمان الايطالي في عدم تسليم معتقلين مغاربة تمت تبرئتهم من المحكمة الايطالية في قضايا إرهابية ،بدعوى في حالة تسليمهم للمغرب سيحاكمون مرة أخرى ويدخلون السجن.
حتى الإذاعتين التلفزيتين اللتان يمولان من أموال الشعب، تفادتا عمل برامج حوارية بالمناسبة.حيث أن الحوار سيطيح برؤوس في الانتخابات وستكون النتائج وخيمة،وأيضا الخوف من شهادة الضحايا التي ستكون هذه المرة بدموع الحسرة و الندم عن التعويضات الهزيلة.
يبقى أن هناك من يرى أن مسالة الإرهاب في المغرب هي مسألة وقت،حيث تكلفتها ستكون اقل من تكلفة ضحايا الرصاص،بما أن الشعب المغربي مستعد دائما أن يدفع من جيبه،فالتعتيم والانتهاكات في المغرب معادلة دائما تجد الحل في قاعدة الاتفاق على جبر الضرر بشتى الطرق من المال إلى المناصب.
فالسؤال عن المدبرين الحقيقيين لأحداث 2003 و 2007، كالسؤال عن زعيم الجبهة المقاتلة المغربية، وعن قادتها المفترضين، والعناصر المغربية المنتمين لها، ومنهجها الفكري الذي تعتمد عليه؟.
هذه الإشكالية طرحها احد المعتقلين المتهمين بكونه احد قادتها، وأضاف الجواب عن هذا السؤال سيعفي الكثيرين ممن ألصقت بهم هذه الألقاب على شكل تهم ظلما وعدوانا.
هذا الإشكال يعيد إلى ذاكرتنا مصير المسمى عبد الحق بنتاصر المعروف"بمول الصباط″
التي جعلت جهة من الجهات التحقيق معه عن أسرار مدبري أحداث 16 مايو 2003 تفضي إلى سكوته الأبدي وذلك بموته أو قتله أثناء التحقيق.
إذ كيف يعقل أن يموت من يملك أسرار الجهة المدبرة للتفجيرات؟.
ولماذا لم نسمع الانتحاريين الثلاثة المفترضين على شاشة التلفزة لتنوير الشعب المغربي؟
والشاهد فيما قلناه التحقيق الذي قامت به أسبوعية "الأيام" في عددها الخاص عن الذكرى الرابعة الأولى لتفجيرات الدار البيضاء، حيث يصل التحقيق إلى حقيقة أزمة السؤال في البحث عن تفسير عقلاني للأحداث.
يظهر أن إشكالية الإرهاب بالخصوصية المغربية، خطط لها كظاهرة لتمشي على أربع قوائم بخلاف الإرهاب الدولي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سوريا ما بعد الأسد... ديمقراطية أم عودة للديكتاتورية؟| المسا


.. إسرائيل تدمر أهم المواقع والمطارات والأسلحة الاستراتيجية وأن




.. آلاف السوريين يتوافدون إلى سجن صيدنايا -قلعة الرعب- بحثا عن


.. هكذا تستغل إسرائيل سقوط نظام الأسد في سوريا




.. حصري لسكاي نيوز عربية.. آثار قصف الطائرات الإسرائيلية لشاحنا