الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحن مسيحيين ولسنا حزباً سياسياً

نشأت المصري

2007 / 6 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



قد ينجرف البعض وراء شعارات سياسية معتنقين اتجاهات لكل واحد حسبما يتراءى وحسبما يريد هو!! بناء عن شخصه , ولكن إن أراد أن يقحم الكنيسة ككيان أو بنيان روحي في هذا الشأن, ففي هذا فهو يضل الآخرين , ويضل المجتمع بأنه قد وضع الكنيسة في موقف سياسي مقارنا المسيحيين بأي جماعات أو أحزاب غرضها السطوة على الحكم.
الكنيسة في وجهة نظري هدفها روحي يبتغي الحياة الأبدية وتوجيه المؤمنين لما هو صالح لحياتهم الروحية والبعد عن الخطية, وإيجاد صلة مترابطة بين الله والمؤمنين من خلال الصلاة ووسائط النعمة .
يقول الكتاب " بيتي بيت الصلاة يدعى" وفي سفر أعمال الرسول يقول: ـــــــــــــ " فدعا الاثنا عشر جمهور التلاميذ و قالوا لا يرضي ان نترك نحن كلمة الله و نخدم موائد (اع 6 : 2
لهذا خدمة الكلمة والوعظ والإرشاد هي هدف الكنيسة والانحراف عن هذا يعتبر انحراف عن التعليم.
ففي هذه الأيام نجد كثير من القيادات الحزبية تريد أن تقحم المسيحيين معتبر ينهم تكتل سياسي يمكن أن يغير مجريات الأمور في كثير من الانتخابات , أو أنهم يقحمون قداسة البابا مدعين عليه بتوجهات لحزب دون الآخر , وغير مبالين أن رأي البابا في هذا الشأن رأي إرشادي وليس إلزامي, ولهذا وجب على المسيحيين أن يمارس كل واحد منهم الحياة السياسية بصورة منفردة تماما واضعين الوطنية في حسبانهم وليس الدين , لأننا نطالب بلا سياسة في الدين ولا دين في السياسة.
وقوة الكنيسة ليست في المشاركات السياسية بتأييد هذا والبعد عن ذاك , قوة الكنيسة مستمدة من قوة الله القاهر في الحروب.
الفرد المسيحي حر, عاقل, يتصرف في حياته السياسية كيفما يشاء , وكما يريد هو بدون أن يؤثر عليه أحد أو حزب معين , فهو يرى بعين عقله ما هو صالح له وللشعب والمجتمع والذي من ضمنه أخوة له في العقيدة مسيحيين , أي بمعنى آخر يسلك كمواطن مصري فقط ... بدون تمييز , وبدون أن يتأثر من أحد .
فما هو مناسب لشخص غير مناسب لآخر , وما هو مناسب لمنطقة غير مناسب لمنطقة أخرى , والمناسب لبلد معين غير مناسب لأخرى.
العاطفة الدينية هي أساس ضعف السياسات الحزبية , وتجعل من الأحزاب متقاعسون في تلبية احتياجات المجتمع الفعلية من خلال برامجهم الانتخابية, فالبرنامج عندهم مجرد عرض وليس للعمل به , لأن أفراد المجتمع ليس عندهم دراية بحقوقهم السياسية , وينجرفون وراء الشعارات الدينية تاركين مصلحة المجتمع غير مبالين بالمصلحة العامة , لهذا تلجأ الأحزاب لتقوية هذه التفرقة واللعب بها كلما حانت الفرصة لذلك, ليجعلوا من المجتمع أغلبية وأقلية, ويضعوا الأقلية في موقف المضطهد دائما .
وليس معنى كلامي هذا أنه لا توجد مشاكل طائفية في مصر , بل بالعكس هناك مشاكل ومشاكل ولكن تستغلها الأحزاب لصالح مطامع الحكم , ولصالح هيمنة الحكومة القائمة, والحزب الحاكم.
وإن أراد الحزب الحاكم وضع حدا لهذه المشاكل الطائفية لفعلها بكل حزم وقوة , ولكن هناك فوائد كثيرة من وجود هذه المشاكل , والتهديد بها من آن إلى أخر.

الحياة السياسية للأفراد مثلها مثل الحياة المجتمعية أو المواطنة الحقيقية القائمة دون تمييز عنصري , فمثلا :
ـ هل يرفض مريض مسيحي إجراء عملية جراحية لأن الدكتور مسلم .
ـ أو يمتنع فرد من أداء خدمة معينة لمجرد أن القائم على الخدمة مخالف له في الدين.
ـ أو يمتنع عن شراء احتياجاته من السوق الذي به تجار مخالفين له في الدين والعقيدة.
ومن هذا المنطلق الاجتماعي تكون حياتنا السياسية , لا نفضل قبطي ضعيف عن آخر مسلم يمكن أن يوفي حق المجتمع بأكثر قوة .
وإذا كنا نحن المسيحيين ونحن ملح الأرض قد انجرفنا بعيدا , غير مميزين الكنيسة ككيان ديني, ومصر ككيان مجتمعي.
فنحن في حياتنا السياسية مصريون ,, وفي حياتنا الدينية مسيحيين .
الأحزاب السياسية ليس لديها قوة ضغط على المجتمع سوى الأقلية الدينية , فبعضها يريد أن يتوهم المجتمع أنه هو المدافع والمنقذ عن الأقليات , والبعض الأخر يريد عكس هذا فهو يفرض سطوته وقوته باسم العنصرية الدينية والتكفير وإخلاء البلد مما هو مسيحي , وهذا يقاوم ذاك في منظومة مقننة بحيث أن يكون الاضطهاد قائم والمنقذ موجود تارة يلبي طلب المضطهد وتارة أخرى يفتح العنان لقوة الاضطهاد , لتبقى مصر تدور في دائرة مغلقة , صراع ديني لا ينقطع .
في بعض الدول العربية والتي فاقت من السطوة الدينية تجد الحكومة كرست نفسها للقضاء على قوة الإسلام السياسي كما يحدث في لبنان الآن, ها هو جاري في العراق الكل يريد أن يخرج من هذه الكبوة والتي تقع فيها مصر الآن.

اللعبة السياسية لعبة بها كثير من التجاوزات والتي منها الدين براء , وليس لهذه اللعبة مكان في الأوساط الدينية والتي يفترض فيها النقاء والصفاء والصدق والبساطة والمحبة.
من كل ما سبق أوجه نداء لكل مسيحي :
المسيحية دين , كيان روحي و ينقي النفس والروح , ويقربنا من غاية إيماننا يسوع المسيح , فلا ننجرف باسمه القدوس الذي دعي علينا وراء ممارسات حزبية تخلو من كل الفضائل .
وفي نفس الوقت نحن مصريون لنا حق الترشيح الممارسات الحزبية ,والاشتراك في كافة الأحزاب , أي لا نتكتل لاحتكار حزب معين , كل فرد بناء عن رأيه هو الشخصي , وبناء عن ثقافته المجتمعية ينحاز لذاك ويترك هذا .
وفي النهاية يخرج المجتمع بحزب يرأس الشعب , فنحن أيضا نتقبله بروح رياضية , ونكن له كل الولاء , ونعضده , ونعمل معه بكل محبه , أيضا إذا كانت لنا حقوق مهضومة نطالب بها ونتبنى قضيتها بدون تهاون , فكما نكن له الولاء , نطالبه بما نراه حق لنا أو لأي فرد منا.
فلا داعي لخلط الأوراق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. د. حسن حماد: التدين إذا ارتبط بالتعصب يصبح كارثيا | #حديث_ال


.. فوق السلطة 395 - دولة إسلامية تمنع الحجاب؟




.. صلاة الغائب على أرواح الشهداء بغزة في المسجد الأقصى


.. -فرنسا، نحبها ولكننا نغادرها- - لماذا يترك فرنسيون مسلمون مت




.. 143-An-Nisa