الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليأس مرض عضال

سميرة الوردي

2007 / 6 / 15
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


أبهجتني رسالة تعاتبني على الإختفاء ، أو الإبتعاد وجوابي إنني لم أبتعد ولم أترك ساحتي الا على ألم ومرض عضال ، اسمه اليأس ،
هل هناك علاج لمثل هذا المرض ؟
ننشأ ويشدنا ظلنا منذ الخطوات الأولى التي نكتشف فيه الوجود ، ويتلازم هذا الإكتشاف ومدى ذكاء الطفل ونموه العقلي، وخبرته للضوء والظل وقد يسبق أقرانه في إكتشافه ويرتبط في قدرته على النطق بأولى تراكيبه اللفظية وقد يسأل كل من يراه
:أعندك ظل ؟! ويتلمس الظلال أينما يسير.
وقد تتكسر الحروف بين شفتيه فيمنحها طعما لذيذا تمنح السرور والحياة لمن حوله . فنجيبه نعم عندي ظلٌ وهذه حدود ظلالك وهذا ظل الشجرة والعصفور والدولاب و و و ياصغيري كل شيء في الكون له ظل الا الموت فهو الذي سواد لا ظلال فيه .
هل سنبقى نتكلم عن مأساتنا ولا نجد حدودا أو حلولا لما يجري في مدننا ومقدساتنا وعواطفنا المستباحة دون رحمة، أم نسكت ونغفل ونتغافل عن شلالت دماء البشر والحجر ! الذين أُمحوا وظلالهم ولم يتبق سوى الموت المختبئ تحت ظلال الأحياء .
اليأس داء عضال يقتلنا ببطء كما تقتلنا المفخخات كل يوم .
ماذا فعل الإحتلال اللئيم ، أأزال صنما ليأتينا بأصنام أخر ؟!
أجاء تحت راية الديمقراطية ليشعرنا بخطل نضالنا ، عبر قرن من الزمان كي ُيرَكِّعَنا ، فنسجد صاغرين ولا يقوم أيُ ظل لنا !
ما ذا فعل المحتل وملايين المهجريين والمهاجرين أصبح حلم العودة مستحيلا بعد أن كان الأمل يملؤهم بعودة سريعة لديارهم، بل من نكبات امتنا أن تتفاقم هذه الهجرة والتهجير وتُشرع .
ماذا ننتظر ومن انتخبناهم ما زالوا يتقدمون خطوة ويتراجعون خطوات للوراء .
ماذا نفعل وأصحاب العقول الموغلة بدم العراقيين لا يدركون أن قتل الملايين لن يوصلهم الى تغيير شعوب واخضاعها واستنساخها حسب أهوائهم وإن ما فات لن يعود حتى لو دار الزمن دورته .
ما ذا فعل الشعب العراقي ليجابه بمثل هؤلاء القتلة وماذا سيستفيدون لو حطموا مرقدا وجسرا ومدرسة .
سيبقى في الديار من يعيد البناء ومهما فعلوا .
لماذا تخيفهم الحرية والمعرفة والحب ؟!
لماذا تخيفهم المرأة وكأنهم لم يروا امرأة في حياتهم أين أمهاتهم ؟ !
هل ولدوا من أرحام متحجرات ؟!!!
عن ماذا أكتب وأنا أرى الدماء والمرارة تملء أفواه الأمهات النادبات أعز أولادهن منذ عشرات السنين .
أين العدالة
ما ذا يجري في ديارنا
أم ليس لدينا حتى حق السؤال ؟!
بالأمس ُتظهر إحدى القنوات التلفزيونية أولمرت وهو يتأسى ويظهر حزنه على الأخوة الأعداء في فلسطين !
وبالأمس تعلو الإنفجارات في بيروت وفي مخيم النهر البارد وياليت اسمه نهر الدم والدمار.
لمصلحة من هذا الموت المجاني أينما تلفتنا .؟ !
ومن أين آلات الدمار هذه ؟!
أليس من الأجدى صرفها على ملايين الجياع والمعوزيين في أوطاننا ؟ !
يشبهون ما يجري في فلستطين ولبنان بعرقنة الأوضاع وكأن ما يحدث في العراق هو من فعل العراقيين وليس من فعل الإرهابيين المدفوعين عبر الحدود .
أي عراقي يمتلك سيارة وهو محروم من الكهرباء والماء والبنزين يفجرها ببرودة أعصاب كما يفعل القتلة أصحاب الشاحنات الملغومة .
لماذا لا يتقون الله ويتركون شعبنا يقرر مصيره كما يُريد؟!
أهم الله ، وبالأحرى آلهة على الأرض يرثون من فيها ومن عليها من قطعان بشرية.؟!!!!!!!!!! يفعلون بها بما يشاؤون ؟ !!!!!!!!!!
أين أمريكا وما رينزها ووعودها ؟!!!!!!!!!!!
هل هذه الحرية التي وعدوا الشعب العراقي بها ! وهل هذا مشروعهم الشرق أوسطي ؟ !!!
نعم إنها حرية الموت المجاني وسأعيد ما قلته سابقا إنها حرية المقابر الجماعية العلنية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علامات استفهام وأسئلة -مشروعة- حول تحطم مروحية الرئيس الإيرا


.. التلفزيون الرسمي الإيراني يعلن نبأ مصرع الرئيس إبراهيم رئيسي




.. دعم وقلق.. ردود فعل على حادث طائرة الرئيس الإيراني


.. ردود فعل دولية وعربية بشأن وفاة الرئيس الإيرانى إثر حادث تحط




.. الشعب الإيراني مستاءٌ.. كيف تبدو الانطباعات الشعبية بعد موت