الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المنتديات المدنية بين زخم الاشكاليات وسؤال الافاق

عبد الواحد بلقصري

2007 / 6 / 16
المجتمع المدني


أضحى الحديث اليوم بشكل كبير عن المجتمع بمنظور قيمي متعدد الدلالات، حيث إذا كانت أصوله التاريخية لازمته بمفاهيم شكلت ثورة معرفية في مختلف الكتابات السياسية والفكرية كالمفهوم الهيكلي، هذا المفهوم الذي ينبني على أساس التمايز بين الدولة كتعبير عن سمو الفرد إلى الكونية، والمجتمع على اعتبار أن هذا المجتمع في حد ذاته بالنسبة لهيچل مجموعة مؤسسات لها وجود ككيان وهو كيان يتميز عن الكيان الدولتي1.
في اتجاه آخر نجد مفهوم جون لوك الذي يعتبر أحد المفكرين الأساسيين في الفكر الديمقراطي الذي قارب مفهوم المجتمع المدني مقاربة متميزة وإن كانت غير معروفة لدى العديد من الباحثين في تاريخ الفكر السياسي ، حيث يعتبر أن المجتمع المدني هو مجتمع المدنية ومجتمع المدنية بالنسبة إليه هو مجتمع التحضر ، والتحضر لا يتم إلا بالقانون، حيث أن المجتمع السياسي هو منظم للسلطة وبالتالي فهو محدد للحركة والمجتمع المدني هو مجتمع الحضرية لا مجتمع الهمجية.
في اتجاه ثالث نجد مفهوم غرامش الذي اعتبر المجتمع المدني كسلطة مضادة لسلطة الدولة، هاته السلطة هي السلطة المنظمة داخل المجتمع والتي لا تأثير للدولة عليها. وبالتالي أن العلاقة بين المجتمع المدني والدولة هي علاقة صداميه أو نزاعية، حيث تسعى الدولة دائما إلى استيعاب هذه المؤسسات التي تنتمي على المجتمع المدني وجعلها تحت قيادتها وإخضاعها لسلطتها.
مما سبق ** أن مفاهيم المجتمع المدني بالرغم من أنها كانت بمثابة ثورة مفاهيمية معرفية إلا أن الميزة الأساسية هو التطورات التي عرضها هذا المفهوم هذا التطور الذي اختلف ويختلف حسب الجغرافية السياسية والثقافية لكل بلد على حدا.
حيث أنه اليوم أصبح لهذا المفهوم رهانات و إشكاليات أخرى في ظل عالم متغيراته معقدة حيث أصبح لإشكالية التنمية بمفاهيمها المتعددة (التنمية الإنسانية، التنمية البشرية، التنمية المستدامة...) والديمقراطية بتحديداتها ودلالاتها (الديمقراطية المعاصر، الديمقراطية الاجتماعية،....) بالإضافة إلى إشكاليات أخرى مرتبطة بالوضع الذي نعيشه ببعض البلدان ، كإشكالية النزاعات في العالم العربي والإسلامي، حيث أصبح المجتمع المدني يتبنى هاته الإشكاليات بالنظر إلى بعض المشهد السياسي الموجود في هاته البلدان.
في مقابل ذلك نجد أنه حتى الأنظمة الديمقراطية أصبح المجتمع المدني قضايا متعددة، منها ما هو مرتبط بإشكاليات الحركات الاجتماعية المناهضة للدولة النيوليبرالية ومنها ما هو متعلق بالتنمية ومؤشراتها ، ومنها ما له ارتباط بإشكالية الأمن الإقليمي لهاته الدول وأقصد هنا دول الاتحاد الأوروبي، حيث نجد أن المنظمات الدولية لهاته البلدان أصبحت أمام هذا الزخم الكبير في الإشكاليات والقضايا والرهانات المرتبطة بالمجتمع المدني العالمي.
أصبحت ظاهرة التشبيك المدني أهمية مبرى باعتبار أننا أصبحنا أمام منتديات مدنية لها طابع غما دولي أو وطني أو محلي حيث أمام كثافة الأنشطة وزخم الإشكاليات التي بدأت تشتغل عليها فعاليات المجتمع المدني، ظهرت مجموعة من الشبكات الكبرى ، وإذا كان ظهور هاته المنتديات يرجع إلى المنتدى الاجتماعي العالمي كمنتدى اجتماعي يضم في صفوفه جميع الحركات الاجتماعية المناهضة للعولمة.
هذا المنتدى الذي كان بمثابة منتدى حر لأغلب التنظيمات الجمعوية المناهضة للعولمة بتلاوين إيديولوجيتها المختلفة (التروسكيين، الماويين، حركة أطاك..)
بالرغم مع ان المنتدى الاجتماعي العالمي لم يعد بعد منتدى لهاته الحركات الاجتماعية الراديكالية المناهضة للعولمة، بقدر ما أصبح منتدى مثله مثل المنتديات التي تدخل في إطار أنسنة العولمة.
فبعد هذا المنتدى أصبحت الشبكات المدنية تعقد منتديات تجاوزت الإطار التنظيمي، حيث أصبح لبعض المنتديات إطار تنظيمي يشتغل على إشكاليات متخصصة إما تنموية أو اجتماعية أو تربوية2، بالرغم من أن هاته المنتديات وما يميزها على التنظيمات السياسية لكون أن مسألة المرجعية مازالت لم تأخذ طريقها الصحيح، وهذا لا يعني أن هناك بعض المنتديات مشروع مجتمعي وفق رؤية إستراتيجية، وتعتبر أن مسألة الهوية أحد أولوياتها، وتعتبر أن المدنية لا تعني اللاتسيس وتتبنى وفق ذلك قضايا وإشكاليات سياسية كبرى كاشكالية الدستور- المؤسسات...، بالإضافة إلى ذلك تعتبر بعض المنتديات بمثابة حركات اجتماعية تحمل في طياتها ثقافة مدنية علمية تتجه وتريد أن تكرس لمجتمع المواطنة.
وبالفعل استطاعت هاته المنتديات أن تجمع كما هائلا شمل العديد من الفعاليات المدنية ، وتجدرت 3داخل المجتمع وأصبحت تطرح مسألة مؤسسة تنظيماتها وتصوراتها لمعالجة الإشكاليات المعقدة داخل المجتمع.
في الأخير يمكن القول ان المنتديات المدنية أصبحت بمثابة عولمات بديلة بالنظرالى ميزة القوة الاقتراحية التي تمتاز بها . والتي تجاوزت القوة الاقتراحية للتكثلات الدولية والإقليمية.
لكن حسم مسألة المرجعية يظل أهم التساؤلات العالقة أمام هاته المنتديات.
الهوامش
1-انظر مقالة الدكتورعبد الله ساعف بعض الاسئلة في فرضية المجتمع المدني .مجلة اقاف العدد3.4 السنة 1992
2-انظر مقالة الاستاد عمر معمور.الشبكات المدنية بين المسالة الاجتماعية والمسالة السياسية.جريدة دقاتر سياسية .العدد 81
3-نفس المرجع السابق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مواجهات واعتقالات بجامعة تكساس أثناء احتجاجات على دعم إسرائي


.. مراسلة العربية: إسرائيل طلبت إطلاق سراح 20 من الأسرى مقابل ه




.. اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين


.. شبح المجاعة يخيم على 282 مليون شخص وغزة في الصدارة.. تقرير ل




.. مندوب الصين بالأمم المتحدة: نحث إسرائيل على فتح جميع المعابر