الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


و من اللحية و الحجاب و الجهل ما قتل

عماد حبيب

2007 / 6 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مذا يعني أن يطلق أحدهم لحيته أو تضع إحداهن غطاءا على شعرها ؟

هذا يعني إختيار مظهر خارجي للتعبير عن انتماء و عن شكل من أشكال الإيمان يضع المظهر قبل الجوهر، ما يراه الناس أو ما نريدهم أن يروه قبل ما نعتقده و نعمل به بيننا و بين أنفسنا، إنه رسالة للغير تحمل في طياتها و بالضرورة إدعاءا بالإختلاف و لكن أيضا إعلان خضوع لأكثر التفسيرات تخلفا لأكثر النصوص التراثية أثراسيئا و دمارا للحضارة، النصوص التي تلغي الإنسان و عقله.


ثمة محنة فكر في الإسلام، و لا نحتاج لمجهر إلكتروني لنتبينها أو نتبين أسبابها، ففي جثة القتيل دوما تسكن الحقيقة و في جسم هذا الوثن الذي نسميه تراث السلف الصالح و بقراءة بسيطة لكن موضوعية و محايدة نجد أسباب هذه المحنة. إنها تجارة الأحاديث و إستثمارها و فرضها بالحديد و النار على رقاب العباد حتى تصير مقدسة، و قد صارت فعلا مقدسة، رغم ما يمكن أن يكون فيها من جهل و خرافة و تبرير لظلم و قهر و قتل بل و تناقض مع النص المؤسس الأول للإسلام، القرآن. . و فعلا كل هذا موجود في الأحاديث بضعيفها و بما يسمونه صحيحها

ليست مجرد صدفة أن يمتاز ابن حنبل، أحد أئمة السنة الأربعة بتقديسه للنقل و قبوله بعشرات آلاف الأحاديث رغم تناقضها مع العقل، فالرجل قبل بحديث وضع خصيصا للسفاح أول خلفاء بني العباس، و متى عرف السبب بطل العجب. السفاح هذا فعل حين وصل للحكم و تولى الخلافة ما لم يفعله أحد قبله و لا بعده و ما يمكن أن ننافس به جرائم دراكولا و هتلر. فقد أمر بنبش قبور بني أمية و إستخراج جثث خلفائهم و صلبها و جلدها و حرقها و نثر رمادها. و إن كنتم تخيلتم أن هذا أسوأ ما يمكن أن تصله همجية الإنسان، فأنتم مخطؤون. فالسفاح نفسه بعد ذلك أعطى الأمان لمن بقي من بني أمية و دعاهم للأكل، ، و مدت البسط و طبخت الأطعمة، و حين كانوا يأكلون و في مسرحية لم يتخيلها موليير و لا شكسبير، تأثر بكلام شاعر ينكر عليه إكرامه بني أمية، فتقلب وجهه و أمر بهم، ضيوفه و في أمانه، فهشمت رؤوسهم بعناية، أتلف المخ أو جزء منه، دون أن يقتلهم، و فرش البساط فوقهم، و جلس يأكل فوقه و هم تحته يئنون في ألم حتى أسلموا الروح .

و مع ذلك يروي إبن حنبل في مسنده يخرج رجل من أهل بيتي عند إنقطاع من الزمان و ظهور من الفتن يقال له السفاح، فيكون عطائه المال حثيا، هكذا، ، ليس فقط ينسب علم الغيب للرسول بل يمجد سفاحا ساديا قاتلا، و لكنه الخليفة، فمتى عرف السبب بطل العجب

من هنا، بل منذ بدأ أبو هريرة تأليف الأحاديث ليسترزق منها و من بني أمية و ضمنها عقده من الكلاب و النساء مثلا، لا حصرا، من كل هذا بدأت محنة لم تتوقف لليوم، تراها في كل لحية غير مهذبة يطلقها أحدهم أو غطاء رأس يسمى عن جهل مضاعف حجابا تضعه إحداهن


الوقوف المقدس و نحر العقل أضحية على مذبح الأحاديث

حديث إرضاع الكبير صحيح صحيح ، و مفتي مصر لم يخطئ في حديث التبرك ببول الرسول فعنده من الأحاديث ما يكفيه ، ثم و في كل الحالات مادام ذلك يجلب الشهرة و الجاه و الأتباع ، فلم نلومهم و هم يقتدون بالسلف الصالح، ؟ لم نترك الحمار و نمسك البردعة ؟

لأن تحطيم الأوثان ليس بالأمر الهين

ليس سهلا على من أطلق لحيته كي لا يتشبه بالكفار أن يحلقها، ليس لأن الموسى من صنع الكفار، فكل حياته و ملابسه حتى لو كانت جلبابا من صنعهم، و السيارات و الهواتف و الانترنت و الدواء الذي يشفيه لو مرض من صنعهم، و لكن لأن الجهل يجعله يرى انعكاس جزء فقط من الحقيقة ، هي ما يريد أن يراه الناس عليه ، و إن خالف حقيقته و إيمانه،

و التي تغطي شعرها تحت ضغط أو إقتناع حتى أنها عورة و فتنة و حرمة في منزلة بين الحر و العبد، بين الإنسان و الكلب و الحمار بل أقرب للحمار لأنها تنقض الوضوء و تقطع الصلاة مثله، هي أعجز بعد أن إقتنعت بهذا من أن تستعيد إنسانيتها و تنزع حجابها ، و كيف تفعل و قد أعلنت لا إراديا حين وضعته أنها خير و أعف و أطهر من غيرها، إنه العجز أمام الوهم و الإطمئنان الكاذب لجهل بالحقيقة الغائبة
إنه جهل قاتل
لعل أهم تجلياته، نتائجه، أننا نتكلم عن حرية لباس بخصوص ما نقول أنه فرض، و أننا نتكلم عن مخالفة كفار فقط بإطلاق لحية أو تحريم كرة القدم، فوضى فتاوى و آراء من فقه عصور غابرة أصابت الجميع بالشلل، أو بأنين من هشمت رؤوسهم و جلس فوقهم من جاء فيه حديث أن اسمه السفاح، و هل مع الحديث و رأي الإمام مجال للنقاش ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أفكار محمد باقر الصدر وعلاقته بحركات الإسلام السياسي السني


.. مشروع علم وتاريخ الحضارات للدكتور خزعل الماجدي : حوار معه كم




.. مبارك شعبى مصر.. بطريرك الأقباط الكاثوليك يترأس قداس عيد دخو


.. 70-Ali-Imran




.. 71-Ali-Imran