الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديانات الذكورية ،والديانات الانثوية

فيليب عطية

2007 / 6 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يعلم الجميع ماهي خصائص الذكر وماهي خصائص الانثي في كل الكائنات الحية حيث يميل الذكر الي العدوان والسيطرة وتميل الانثي الي الخضوع والاستسلام
تقول لنا علوم البيولوجيا والكيمياء العضوية ان ذلك يرجع الي اختلاف الهرمونات الذكرية والانثوية فهرمون الذكورة يملأ الكائن بالشحم واللحم فيصبح هو الاقوي والاقدر علي فرض سيطرته ،اما علوم الاجتماع فتقول لنا ان هذا الامر محض هراء فيما يتعلق بالانسان رغم ان الهرمونات مازالت تفعل فعلها فتجعل الذكر شحطا والانثي ارق من النسيم اذ ان المجتمع هو الذي يتولي منذ البداية تحديد الميول النفسية للشخص وتدجين استعدادته الوراثية ،وليس هناك برهانا علي صدق هذا الرأي من نسوان المدبح التي يمكن للواحدة منهن صرع عشرة رجال من رجال هذا الزمان
وحيث ان الامر يتعلق بالمجتمع فتعالوا نلق نظرة علي خصائص المجتمعات المختلفة لنري ان كانت هناك مجتمعات تميل الي العدوان والسيطرة ومجتمعات اخري تميل الي الخضوع والاستسلام وسوف نجد علي الفور مصداقية لهذا التصنيف فحركة الاستعمار القديم والحديث لم تكن الا سطوا بالقوة المسلحة علي ثروات شعوب فضلت الاستسلام والمهانة علي التمرد والثورة ،وكان من الشعارات المحببة لقادة ثورات التحرر الوطني ان يقولوا لشعوبهم :نحن لسنا نسوانا،وسوف ننتقم لقتلانا
كان هذا زمن ثورات التحرر الوطني الحقيقية لا زمن البلطجية الذين يضعون كل من يخالفهم الرأي في سلة واحدة ،والبندقية لاتفرق الآن بين الاعداء وابناء الوطن فالمهم ان تملأ الجثث الشوارع ،ومن السخرية ان تبتدع هذا النمط الجديد من التسكع الوطني حركات ترفع شعارات دينية ،فمن اين يجد هؤلاء البلطجية السند الفكري والايديولوجي لحركاتهم الحمقاء ؟ بالطبع يمكن لاي صبي ان يرفع بندقية ويقف ليتباهي بها امام لوحة طويلة عريضة كتب عليها "واعدوا لهم مااستطعتم من القوة ورباط الخيل"ولايدري هذا المأفون ان الزمن لم يعد زمن خيول ولو زمجر رتل من الدبابات او حلق سرب من الطائرات فسوف يلقي به وببندقيته الي مخلفات الزرائب بل ويمكن ان يجدها العدو فرصة لشن حرب ابادة منظمة للشعب الذي يتصور هذا الصبي انه يدافع عنه
ولن نتمادي في الحديث عن الحروب وعلاقتها بالاستراتيجيات والقوي والمصالح التي تجعل العالم الآن شبكة مترابطة من التأثير والتأثر ،لنرجع الي الديانات ونتسائل هل هناك حقا ديانات ذكورية وديانات انثوية ؟ بالطبع لاينبغي ان نفهم هذا القول علي اطلاقه ،فالديانة -اي ديانة-تأثرت بشكل واضح بالظروف التاريخية التي عاشت فيها ،وارتدت ملابس الحملان وقت الشدة والاضطهاد اما عندما وصلت الي السلطة والسيطرة فقد ابرزت مخالب الاسد الغضنفر ،وانظروا الي المسيحية وقت الرومان والمسيحية زمن محاكم التفتيش وسوف يجد كل طرف في النصوص ما يؤكد موقفه :سوف يجد شهيد العقيدة تلك الآية التي تقول: اغفر لهم ياابتاه لانهم لايعلمون ماذا يفعلون ،وسوف يجد الارزقي المتخاذل تلك الآية :من لطمك علي خدك الايمن فحول له الايسر كذلك ،اما كهنة محاكم التفتيش فسوف يتصايحون بتلك الآية:ماجئت لالقي سلاما بل سيفا.....الي آخر تلك الآية الكريمة التي يمكن ان تحول مجتمعا باكمله الي صحن مهلبية
نفس هذا النسق يمكن ان نجده في الاسلام وفي الهندوسية حتي في ثقافات الهنود الحمر ،والمثل الشعبي يقول :اتمسكن لحد ماتتمكن ،فالشعب بخبرته التاريخية هو الوحيد القادر علي صياغة تلك الامثال الذكنثوية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الطوائف المسيحية الشرقية تحتفل بأحد القيامة


.. احتفال نزلاء مراكز الإصلاح والتأهيل من الإخوة المسيحيين بقدا




.. صلوات ودعوات .. قداس عيد القيامة المجيد بالكاتدرائية المرقسي


.. زفة الأيقونة بالزغاريد.. أقباط مصر يحتفلون بقداس عيد القيامة




.. عظة الأحد - القس باسيليوس جرجس: شفاعة المسيح شفاعة كفارية